أحاديث البخاري حول عذاب القبر
تضمن صحيح البخاري مجموعة من الأحاديث النبوية التي تشير إلى حقيقة عذاب القبر، وكيف كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من هذا العذاب. فيما يلي نظرة على هذه الأحاديث:
أحاديث تتعلق بعذاب القبر
ثبتت بالفعل فكرة وجود عذاب في القبر، وقد نقل البخاري عدة أحاديث تدعم هذا المفهوم. إليكم بعضها:
- (مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يُعذّبان في قبورهما. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يُعذّبان، وما يُعذّبان في كبير. ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة. ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين، فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ قال: لعلّه أن يُخفف عنهما ما لم تَيْبَسَا أو إلى أن يَيْبَسَا).
- (ما من شيء لم أكن أُرِيتُه إلا رأيته في مقامي، حتى الجنة والنار. فأُوحِيَ إلي: أنكم تُفتَنون في قبوركم مثل أو قريب من فتنة المسيح الدجال، يُقال: ما علمك بهذا الرجل؟ أما المؤمن أو الموقن فيقول: هو محمد رسول الله، جاءنا بالبينات والهُدى، فأجبنا واتبعنا، هو محمد ثلاثًا، فيُقال: نم صالحًا قد علمنا إن كنت لموقنًا به. وأما المنافق أو المرتاب فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلتُه).
- (العبد إذا وُضع في قبره، وتولى وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان، فأقعداه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد -صلى الله عليه وسلم-؟ فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار، أبدلك الله به مقعدًا من الجنة. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: فيرى هما جميعًا، وأما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا تلويت، ثم يُضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين).
أحاديث تتعلق بالتعوذ من عذاب القبر
كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ كثيرًا من عذاب القبر وفتنته. نستعرض هنا بعض الأحاديث الثابتة في صحيح البخاري التي تظهر ذلك:
- (اللَّهُمَّ إنّي أعُوذُ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم، اللَّهُمَّ إنّي أعُوذُ بك من عذاب النار وفتنة النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، ومن شر فتنة المسيح الدجال، اللَّهُمَّ اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس، وابعد بيني وبين خطاياي كما بعدت بين المشرق والمغرب).
- (عن عائشة -رضي الله عنها-: أن يهودية دخلت عليها، فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر. فسألت عائشة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر، فقال: نعم، عذاب القبر. فقالت عائشة -رضي الله عنها-: فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدها صلى صلاةً إلا تعوذ من عذاب القبر).