أسباب حدوث النسيان وأثرها على الذاكرة

يُعتبر النسيان من المشكلات التي تؤرق الكثيرين، حيث يشير إلى عدم القدرة على استرجاع المعلومات عندما تحتاج إليها. ومع ذلك، قد يكون النسيان بمثابة آلية علاجية لبعض الأزمات التي يتعرض لها الفرد في حياته الشخصية.

أسباب النسيان

تتعدد الأسباب المؤدية إلى حدوث النسيان المتكرر، وفيما يلي سنتناول أبرز هذه الأسباب:

  • قلة النوم: تُعد قلة النوم من العوامل الشائعة التي تؤدي إلى النسيان المستمر، حيث تفتقر العقل إلى الراحة المطلوبة ليلاً، ما يؤدي إلى معاناة فرد من اضطرابات عدة، من بينها النسيان المتكرر في اليوم التالي.
  • التوتر والقلق: يعتبر الشعور بالتوتر والقلق من الأسباب الأساسية وراء النسيان، إذ ينتج عن القلق والارتباك تشتت الانتباه وضعف التركيز. وقد يتسبب تراكم الكورتيزون في مراكز الإدراك بالدماغ بأثر سلبي كبير، لذا يُنصح بتقليل التوتر والقلق والتخلص من الضغوط النفسية.
  • الإصابة بالاكتئاب: يُعتبر الاكتئاب من الأمراض الشائعة في الآونة الأخيرة، وله دور كبير في تكرار النسيان؛ حيث يُسبب للشخص شعوراً بالكسل والخمول، مما يجعله غير قادر على إنجاز المهام اليومية البسيطة، حتى تلك الضرورية.
  • الكسل: تلعب حالة الكسل دورا كبيرا في تكرار النسيان، حيث تؤثر سلبًا على وظائف الدورة الدموية، مما يؤثر مباشرة على المراكز المسؤولة عن الذاكرة في الدماغ.
  • النظام الغذائي غير الصحي: قد يُساهم تناول الوجبات السريعة بشكل منتظم في تكرار النسيان، حيث تفتقر تلك الأطعمة إلى الفيتامينات الأساسية لجسم الإنسان، مثل فيتامين ب 12 ومضادات الأكسدة، مما يؤثر على قدرة الدماغ في الاحتفاظ بالمعلومات. ويُعد شرب كميات كافية من الماء والسوائل أمرًا essential للحفاظ على القدرة على تذكر المعلومات الهامة.
  • قصور الغدة الدرقية: يُعتبر قصور الغدة الدرقية من الأمراض التي تُظهر أعراضها في صورة نسيان واكتئاب. لذلك، من الضروري زيارة طبيب مختص لفحص الغدة الدرقية بشكل دوري والحرص على علاج أي اختلال لدى الشخص.

طرق تحسين الذاكرة

هناك العديد من الطرق الفعّالة التي يمكن من خلالها تعزيز الذاكرة، ومنها:

التركيز على مهمة واحدة

  • في ظل تعدد المهام، من المهم والضروري التركيز على أمر واحد فقط في كل مرة، حيث يحتاج العقل إلى وقت كافٍ لمعالجة المعلومات وتخزينها للاستخدام لاحقًا. إذا قام الشخص بمحاولة إنجاز عدة مهام في وقت واحد، فإن المعلومات قد تُسجل بشكل متقطع، وقد تُفقد الكثير من التفاصيل الهامة.

استخدام الحواس الخمس

كلما تم استخدام الحواس الخمس في استقبال المعلومات، كان من الأسهل تخزينها واسترجاعها، حيث يمكن ربط معلومة معينة برائحة أو صوت معين.

التكرار

يقال إن “كثرة التكرار تعلم الشطار”، وهذه المقولة صحيحة؛ فكلما تم تكرار المعلومات، كانت الفرصة أكبر لنقلها إلى الذاكرة طويلة الأمد.

تقسيم المعلومات

  • ينبغي تقسيم المعلومات إلى أجزاء أو فقرات صغيرة، حيث يُساهم ذلك في تسهيل حفظها. فعندما تمت محاولة حفظ عدد مكون من تسع خانات، يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أجزاء، مما يجعل عملية التذكر أكثر سهولة.

تنظيم المعلومات

يُفضل الدماغ تنظيم المعلومات، ولذلك يجب إدخال المعلومات بشكل مُنظم حتى يسهل استرجاعها عند الحاجة.

استخدام الروابط

  • تُعد الروابط الذهنية من الطرق الأكثر فعالية في حفظ المعلومات المعقدة. فعند ربط المعلومات بشيء آخر مثل أغنية أو صورة، يسهل استعادتها لاحقًا.

تناول الأغذية المفيدة

يُفضل تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3، مثل الأسماك والتوت البري والجوز، فهي تُعتبر مضادات أكسدة قوية تساعد في حماية خلايا الدماغ.

ممارسة النشاط البدني

يساهم ممارسة الرياضة بانتظام في تحفيز الجزء المخصص للذاكرة في الدماغ، مما يُحسن الذاكرة ويساعد على تكوين ذكريات جديدة.

ألعاب لتنمية الذاكرة

  • يوجد العديد من الألعاب التعليمية التي تُعتبر مثالية لتحفيز الانتباه، مثل الكلمات المتقاطعة. تساهم هذه الأنشطة في تحسين الذاكرة من خلال تكوين روابط عصبية جديدة في الدماغ.

الحد من الصوت العالي عند استخدام السماعات

الاستماع إلى الأصوات المرتفعة يمكن أن يُلحق ضررًا كبيرًا بالدماغ، مما يؤثر على قدرة الدماغ على تخزين المعلومات بشكل فعّال.

التعرض لأشعة الشمس

  • تُعتبر أشعة الشمس من المصادر المهمة التي تعزز الطاقة والتركيز، حيث يُمكن أن يتسبب التعرض القليل لأشعة الشمس في الشعور بالاكتئاب وتكرار النسيان.

يمكن أيضاً الاطلاع على:

أغذية تحسن من صحة الدماغ

لتحسين الذاكرة وتعزيز القدرة على استقبال المعلومات، ينبغي تناول أطعمة غنية بمكونات تقوي صحة الدماغ، ومن أبرزها:

  • التوت البري: يُساعد على تعزيز صحة الدماغ ويحمي من الزهايمر.
  • سمك السلمون: يحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3، وهو مضاد أكسدة قوي.
  • المكسرات: غنية بفيتامين E الذي يحمي الدماغ من التدهور نتيجة التقدم في العمر.
  • الأفوكادو: غني بالأحماض الدهنية غير المشبعة التي تزيد من كفاءة تدفق الدم إلى الدماغ.
  • الحبوب الكاملة: تدعم تدفق الأكسجين إلى الدماغ، مثل الأرز البني والخبز الكامل.
  • البقوليات: توفر مصدر الطاقة المهم للجلوكوز.
  • الرمان: يحتوي على مضادات أكسدة تحمي الدماغ من الجذور الحرة الضارة.
  • الشاي والشكولاتة الداكنة: تُعتبر مصادر جيدة للكافيين، مما يُعزز التركيز ويحسن الحالة المزاجية.

نصائح لتحسين وظيفة الذاكرة

  • يجب الحرص على الحصول على فترات كافية من النوم، حيث ينبغي ألا تقل ساعات النوم عن 8 ساعات في الليلة، ويُفضل النوم والاستيقاظ مبكرًا لما لذلك من أثر إيجابي على الراحة العقلية والذاكرة.
  • ينبغي تنظيم الوقت وتدوين الأمور الضرورية التي يمكن نسيانها بسهولة، حيث تسهم الفوضى والتشتيت في تفاقم النسيان.
Scroll to Top