أسباب وقوع الإنسان في الشرك بالله

أسباب الشرك بالله

إن أسباب الشرك بالله تتنوع، ويمكن تصنيفها إلى شرك أكبر وأصغر. فيما يلي شرح لبعض هذه الأسباب:

الغلو

الغلو في الدين يعني المبالغة في المدح والثناء، وقد يتجلى هذا الغلو في الأقوال أو الأفعال أو المعتقدات. يتمثل الغلو في تقريب النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أحد الصالحين إلى مقام الألوهية، مما يعد تعظيمًا لا يجوز إلا لله -عز وجل-، ويعتبر ذلك من الشرك الأصغر.

كما يظهر الغلو في الطلب من الأموات مثل قول الشخص: “أيها الميت اغفر لي ذنبي”، وهذا يعد شركًا أكبر لأنه يتضمن استعانة بغير الله -عز وجل-. أما عند طلب الدعاء من الأموات، كأن يقول الشخص: “أيها الميت، ادع الله لي أن يغفر لي ذنبي”، فهذا يُعتبر شركًا أصغر، لأنه لا يعد عبادة لغير الله.

التطير والتشاؤم

في العصور القديمة، كان الناس يتشاءمون من الطيور، وهو ما يعرف بالتطير. ويرجع سبب تسميته بذلك إلى أن الجاهليين غالبا ما كانوا يستمدون تشاؤمهم من الطير. وقد يتشائم البعض من ألوان معينة أو أحلام مقلقة أو حتى من أشخاص ذوي صفات معينة، مثل الشخص الأعمى. كل هذا يعد من وسائل الشرك بالله، حيث أنه يدل على ضعف التوكل على الله وغياب الأخذ بالأسباب الشرعية. جميع هذه الاعتقادات خرافات لا أساس لها.

قال الله تعالى: (أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ). هنا يُذم التطير، ويوضح أن الحوائج ليست مرتبطة بالطير أو الألوان أو الأشخاص، وهذه هي صفات المشركين.

التصوير

يشمل التصوير تجسيم كل شيء له روح، ويعتبر من الشرك الأكبر. وقد ذكر القرآن الكريم بعض الأمثلة، مثل تصوير الصالحين من قوم نوح، كما في قوله تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا).

تعليق التمائم

تعتبر تعليق التمائم اعتقادًا في كونها سببًا للشفاء أو درء العين، وهذا يعد من أشكال الشرك وأسبابه.

السحر والكهانة

يُعتبر السحر والكهانة نوعًا من الشرك، حيث يرتبطان بالاستعانة بغير الله من الشياطين، ويتضمنان ادعاء علم الغيب. قال الله تعالى: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ).

التنجيم

التنجيم يعني استخدام الظواهر الفلكية وحركة الكواكب كدليل على أحداث مرتبطة بحياة الناس أو الظروف من حولهم، وهذا يتضمن أيضًا ادعاء علم الغيب.

نسبة النعم لغير الله

كل نعمة في حياة الإنسان تعود في أصلها إلى الله عز وجل، حتى وإن كانت هناك أسباب أو أشخاص مرتبطون بحدوثها. لذلك، فإن نَسب أي نعمة لغير الله يعتبر نوعًا من الشرك.

أنواع الشرك بالله

الشرك هو ضد التوحيد، وينقسم إلى عدة أنواع هي:

  • الشرك الأكبر: يتمثل في الدعاء والطلب من غير الله، وطاعة غيره، والنية والقصد لغيره، والمحبة لغيره. قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ).
  • الشرك الأصغر: يتمثل في الرياء وأعمال الخير بقصد إرضاء غير الله. قال الله تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
  • الشرك الخفي: يشمل ما ينطوي تحت صغائر الأمور في الأعمال، ويعد جزءًا من الشرك الأصغر الذي لا يُخرج صاحبه من الملة.

التحذير من الشرك

إن الشرك، سواء كان كبيرًا أو صغيرًا أو خفيًا، يعد ظلمًا عظيمًا وإفكًا واضحًا. قال الله تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ). ولن يُغفر للمشرك إلا إذا تاب ورجع إلى الله وأقلع عن الشرك. إن الشرك أمرٌ خطير يجب على المسلم تجنبه، والابتعاد عن كل ما يؤدي إليه، وعدم الغفلة عن ذكر الله -عز وجل-.

Scroll to Top