ما هو علم اللغة؟
علم اللغة، أو اللسانيات، يُعَدُّ الحقل الأكاديمي الذي يركز على دراسة اللغة بشكلٍ علمي. في الآونة الأخيرة، استخدم اللغويون مصطلح “العلوم اللغوية” للتعبير عن مجالات عدة تتعلق بعلم اللغة، بما في ذلك علم الأصوات. يُعتبر علم اللغة علمًا تجريبيًا، حيث يعتمد على المعلومات الواضحة التي يمكن التحقق منها، والتي يتم الحصول عليها من خلال التجارب أو الملاحظات، مما يجعله يحظى بسمعة الطابع الموضوعي في نظر الجمهور.
ما هي المدارس الرئيسية في علم اللغة؟
شكل اكتشاف اللغة السنسكريتية في نهاية القرن الثامن عشر نقطة تحول مهمة في الدراسات اللغوية، حيث بدأ العلماء في دراسة فقه اللغات وفهم جذورها، وقاموا بتقييم كل لغة بالنسبة إلى اللغات الأخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار جوانب مثل الثروة الكلامية، جمال الأسلوب، وثراء التراث اللغوي. في القرن التاسع عشر، حققت الدراسات اللغوية تقدمًا ملحوظًا، وكان من أبرز معالمه التركيز على الدراسات اللغوية التاريخية، وفي هذه الفترة انقسمت الدراسات اللغوية إلى ثلاثة مناهج رئيسية هي: المنهج الوصفي، المنهج التاريخي، والمنهج المقارن. تبعًا لذلك، ظهرت عدة مدارس لغوية، ومن أبرزها:
- المدرسة البنيوية
تأسست هذه المدرسة بفضل أعمال دي سوسير في جنيف، وقد ميزت بين علم اللسان وعلم الكلام. يتميز علم اللسان بكونه جوانب جوهرية واجتماعية، إضافة إلى كونه مجرّدًا ومستقلًا عن الأفراد، بينما يعتمد علم الكلام على قدرات الذكاء والإرادة لدى المتحدثين.
- مدرسة النحو التوليدي التحويلي
ظهرت هذه المدرسة في الولايات المتحدة، وابتعدت عن تبني أفكار المدرسة البنيوية، حيث رأت إمكانية قدرة المتحدثين على خلق جمل جديدة لم يتعرضوا لها من قبل. اعتمدت هذه المدرسة على الحدس والتخمين، وأجرت اختبارات لتفادي النظريات المتناقضة، وهدفهم الرئيسي كان تصنيف العناصر اللغوية المدروسة.
- مدرسة القواعد
تتفق هذه المدرسة مع تشومسكي على ضرورة وجود جانبين لدراسة اللغة، وهما الكفاءة والأداء. وترى أن مهمة علم القواعد تكمن في تقديم نموذج لجانب الكفاءة، والذي يُعتبر جانبًا غير واعٍ في الغالب، مثل استخدام الناس للغة في حياتهم اليومية، استنادًا إلى ما يظهر في جانب الأداء، الذي يسهل ملاحظته ورصده.
ما هي مجالات علم اللغة؟
يهتم علم اللغة بمجالات متعددة تشمل:
- دراسة الأصوات
تعني هذه الدراسة تحليل الجهاز الصوتي للإنسان وفهم قدراته على النطق، بالإضافة إلى وصف مخارج الأصوات وتنظيمها إلى مجموعات وفقًا لخصائصها.
- دراسة البنية (علم الصرف)
تختص هذه الدراسة بالقواعد المرتبطة باشتقاق الكلمات وتغيير بنيتها لتعكس معاني متنوعة.
- دراسة نظام الجملة (علم النحو)
تتناول دراسة ترتيب أجزاء الجمل وتأثير كل جزء على الآخر، فضلاً عن علاقة الأجزاء ببعضها وطريقة ربطها.
- دراسة دلالة الألفاظ
تركز هذه الدراسة على العلاقة بين الدلالات المختلفة وتوضيح المعاني الحقيقية والمجازية، مثل الترادف والتضاد، وغيرها من العلاقات بين المفردات.
- نشأة اللغات
تتناول هذه الدراسة نظريات متعددة حول كيفية نشأة اللغات وتطورها إلى الأشكال الحالية.
- علاقة اللغة بالمجتمع والنفس
يبحث علم اللغة الاجتماعي في تأثير المجتمع والحضارة والتاريخ والجغرافيا على الظواهر اللغوية، بينما يستكشف علم اللغة النفسي تأثير التفكير والخيال والعواطف والذاكرة على اللغة.
- البحث في حياة اللغة
يشمل هذا البحث دراسة التطورات الصوتية والبنائية والدلالية، واللهجات، وصراعات اللغات، واللغات المشتركة، وغيرها من المواضيع ذات الأهمية.
ما هي فروع علم اللغة؟
تسعى علم اللغة إلى وضع مبادئ عامة لدراسة جميع اللغات، وتنقسم إلى عدة فروع منها:
- علم اللغة الوصفي: يحدد الحقائق الخاصة بكل نظام لغوي.
- علم اللغة التقابلي: يركز على الفروق بين اللغات عند تعلمها.
- علم اللغة المقارن: يحدد الخصائص المشتركة بين كافة اللغات، أو خصائص العائلات اللغوية.
- علم اللغة البنيوي: يؤسس نظمًا واضحة للعلاقات بين الوحدات اللغوية في البنى السطحية.
- علم اللغة التصنيفي: يقوم بتصنيف الأبنية والوحدات اللغوية.
- علم اللغة التاريخي: يدرس تطور اللغات منذ بدايتها.
- علم اللغة التطبيقي: يهتم بتطبيق النظريات والاستنتاجات اللغوية لتفسير القضايا اللغوية التي تظهر في عملية تدريس اللغات الأجنبية أو الترجمة.