تأثير الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
يُعتبر الوحي تجلٍّ عظيماً يتطلب من الشخص الذي يتلقاه استعداداً روحياً خاصاً، إذ ينقل الإنسان من عالم الواقع المادي إلى عالم الغيب والملائكة. وقد واجه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- صعوبات جمة وعناء شديد أثناء تلقي الوحي.
تعرق النبي عند نزول الوحي
تختلف طبيعة الملك عن الطبيعة البشرية للنبي، وبالتالي يحدث تحول في طبيعة أحدهما لكي يتم اللقاء. في بعض الأحيان، يتجلى الملك في صورة بشرية، أو يتخذ النبي حالة ملائكية. لذلك، كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يشعر بتغيرات كيميائية في جسده مما يؤدي إلى تعرقه، حيث كان يقول لمن حوله: “دثّروني دثّروني”. وقد وصف الصحابة -رضوان الله عليهم- حالته خلال نزول الوحي، فقالوا: “كان جبينه يتفصّد عرقاً”.
ثقل الوحي على كاهل النبي
كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يشعر بثقل شديد أثناء نزول الوحي، إذ إن كلماته تمثل عبئاً عظيماً. قال الله تعالى: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا)، وقال أيضاً: (لَوْ أَنزَلْنَا هَـذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ). فحينما نزل عليه الوحي وهو على دابة، كانت تلك الدابة تتبرك من ثقل الوحي، وإذا وضع قدمه فوق رجل أحد من الحضور، كان ذلك الشخص يجد صعوبة في تحريك قدمه. ويذكر زيد بن ثابت -رضي الله عنه-: “أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذُه على فخذي، فثقلت عليّ حتى خفت أن ترد فخذي”. وتقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: “إن كان ليُوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته، فتضرب بجِرانها.”
صوت صلصلة الجرس عند نزول الوحي
في بعض الأحيان، كان الوحي يأتي النبي بصوت يشبه صلصلة الجرس، حيث قالت عائشة -رضي الله عنها-: “إن الحارث بن هشام -رضي الله عنه- سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحي؟ فقال النبي: أحياناً يأتييني مثل صلصلة الجرس، وهذا هو الأصعب عليّ، فينفصل عني وقد وعيت ما قال.” الصوت الذي يسمعه غير النبي لا يفهم معناه، لكنه يوقن أن الوحي ستتبع عقب انتهاء الصوت، ويشير صوت صلصلة الجرس إلى أن الوحي يتحدث إلى النبي بصوت يشبه اهتزاز الجرس، وهو من أشد أنواع الوحي ثقلًا.
صوت دوي النحل عند النزول
ذكر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه كان إذا نزل الوحي على النبي كان يٌسمَع دويٌّ كدوي النحل عند وجهه. فقد كان الصحابة القريبون من النبي يدركون أنه عندما يسمعون هذا الصوت يكون نابعًا من وجود جبريل -عليه السلام-، لكنهم لا يفهمون معناه.
تنفس النبي بشكل قوي
ورد عن يعلى بن أمية في حديث صحيح: “فأشار عمر إلى يعلى: تعال، فجاء يعلى فأدخل رأسه، فإذا هو محمر الوجه، يغت ثم سري عنه”. ذلك بسبب القوة التي يتحملها النبي والجهد الذي يبذله لدخول عالم الروح الغير محدود، مما يلفت انتباهه حتى ينتهي الوحي ويعود إلى وعيه.
آثار الوحي على المسلم
تحمل قراءة الوحي -القرآن والسنة- والاستماع إليهما فوائد عديدة للمؤمن في الدنيا والآخرة، ومنها:
- الوحي يحمي المؤمن من المعاصي ويبعده عن النار يوم القيامة.
- تلاوة القرآن بنية طلب رضا الله تجعل المؤمن ضمن الفائزين.
- توجيه المؤمن نحو الصراط المستقيم وشفاء لصدور المؤمنين.
- القرآن والسنة هما الرابط القوي مع الله، فمن تمسك بهما فاز في الدنيا والآخرة.
- الله -تعالى- يصف الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه بأنهم على هدى من الله.
- الرحمة تنزل على من يستمع للقرآن بجوارحه.
- سبب لتوسيع الصدر.
- القرآن هو دواء لكل ما يعاني منه الجسد والنفس من الأمراض.