أبو حذيفة بن عتبة
أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي هو أحد أوائل الصحابة الذين اعتنقوا الإسلام. وُلد في مكة المكرمة، ويعتبر من أبرز الشخصيات النبيلة والثرية فيها. والده هو عتبة بن الربيع، وأمه فاطمة بنت أميّة، بينما أخته هي هند، زوجة أبو سفيان. في هذا المقال، سنتناول السيرة الذاتية لهذا الصحابي الجليل بشكل أعمق.
حياة أبي حذيفة بعد إسلامه
أسلم أبو حذيفة بن عتبة قبل أن يجتمع المسلمون في بيت الأرقم بن أبي الأرقم، حيث هاجر مع زوجته سهلة بنت عمرو إلى الحبشة خلال الهجرة الأولى، وأنجب هناك ابنه محمد. يُذكر أنه كان قد تبنّى سالم بن أبي حذيفة في الجاهلية، ولكن بفضل إسلامه وتحريم التبنّي، اعتبر سالم بمثابة الأخ له.
عاد أبو حذيفة من الحبشة إلى مكة ليكون بالقرب من النبي عليه الصلاة والسلام، ومن ثم رافقه إلى المدينة المنورة، حيث آخى الرسول بينه وبين الأنصاري عباد بن بشر. وقد شهد العديد من الغزوات مع النبي، ومن أبرزها: غزوات أحد والخندق وبدر. ومن المواقف المثيرة في غزوة بدر أن عتبة بن الربيع والوليد بن عتبة كانا يقاتلان ضد المسلمين، حيث طلب أبو حذيفة المبارزة مع والده، لكنه تراجع بعد أن ألقت أخته هند أبيات شعرية أثَّرت عليه، إلا أن والده تم قتله خلال تلك المعركة.
قصة زوجة أبي حذيفة مع سالم
ذهبت سهيلة، زوجة أبي حذيفة، إلى الرسول عليه الصلاة والسلام لتسأله عن كيفية التعامل مع مولى زوجها سالم بعد أن حرم الإسلام التبنّي. فقد قالت: “إن سالمًا قد بلغ ما بلغ الرجال وعقل ما عقلوه، وإنه يدخل علينا، وأظن في نفس أبي حذيفة شيئًا.” فرد رسول الله: “أرضعيه تحرمي عليه.” وبعد أن أرضعته، زال ما كان في نفس أبي حذيفة، وعادت لتخبره بذلك. وقد اعتبر الصحابة هذا الأمر رخصة لسالم فقط.
قصة أبي حذيفة في اليمامة
كان أبو حذيفة يتمنى دائمًا أن يستشهد في سبيل الله. وفي غزوة اليمامة، قاتل بشجاعة وبسالة، وبعد وفاة الرسول عليه السلام، شارك في حروب المرتدين تحت قيادة الخليفة أبو بكر، مع مولاه سالم، حيث أسهم في قتل مسيلمة الكذاب. وقد تحقق أمنيته، واستشهد في حرب المرتدين عن عمر يتراوح بين ثلاثة وخمسون وأربعة وخمسون عاماً، وذلك في عام 633 ميلادي. أما سالم، فقد استشهد أيضاً في معركة اليمامة.