أحكام شرعية للمتزوجين
أقرّ الخالق -سبحانه وتعالى- الزواج كوسيلة لاستمرار النوع البشري على سطح الأرض، ليقوم الإنسان بواجبه في عمارة الأرض والاستخلاف وتحقيق العبادة لله تعالى. لذلك، تحتوي الشريعة الإسلامية على أحكام تنظم الحياة الزوجية من جوانب متعددة، بما في ذلك أحكام ليلة الزفاف والمعاشرة الزوجية. وفيما يلي بعض هذه الأحكام:
أحكام ليلة الزفاف
سنتناول في هذه الفقرة بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بليلة الزفاف كما أوردها علماء المسلمين:
- تتيح المعاشرة والاستمتاع بين الزوجين بمجرد إبرام عقد النكاح، حيث تعني المعاشرة العيش معًا تحت سقف واحد، بينما يمثل الاستمتاع التلذذ الجسدي والنفسي بين الطرفين، وهو حق شرعي لهما.
- يُستحب للرجل ليلة الزواج أن يضع يده على رأس زوجته ويدعو لها، كما ينبغي عليه أن يتسوّك قبل الانخراط معها، والتسمية والدعاء عند الجماع، بالإضافة إلى مداعبتها قبل ذلك.
أحكام المعاشرة الزوجية
المعاشرة الزوجية تتطلب الالتزام بأحكام وسنن يجب اتباعها اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ومنها:
- يسمح للزوج بجماع زوجته في جميع أنحاء جسمها باستثناء الدبر.
- يحرم جماع الزوجة أثناء الحيض.
- إذا رغب الرجل في العودة للجماع بعد ذلك، يُستحب أن يتوضأ أولاً.
- لا يحق للمرأة الامتناع عن الجماع إذا طلبها زوجها بدون عذر شرعي.
- ينبغي على الرجل عند العودة من السفر أن يُعلم أسرته بموعد وصوله.
- لا يجوز لأي من الزوجين إفشاء أسرار الجماع أو الأمور الخاصة بينهما.
أحكام تتعلق بحقوق الزوج وحقوق الزوجة
حفظ الإسلام بكامل تشريعاته ووصاياه حقوق كلا الزوجين، حيث يضمن العدل ويحقق مبادئ المودة والرحمة بينهما. ومن هذه الحقوق:
حقوق الزوج
حث الإسلام الزوجة على حفظ حقوق زوجها وأدائها كاملةً، لتحقيق السعادة وفوزها برضى الله، ومن تلك الحقوق:
- الطاعة بالمعروف.
تكون طاعة الزوج مقدمة على سواها ما لم تتعارض مع أوامر الله تعالى، فالزوجة بذلك تكون في عبادة ووسيلة تصل بها إلى الجنة، لكن لا تجب الطاعة في المعصية، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
- حسن المعاملة مع الزوج.
يجب على الزوجة السعي لإسعاد زوجها ورعايته، ومن الجيد أن نتذكر مثال النبي -صلى الله عليه وسلم- وكيف كانت زوجته خديجة تدعمه عند عودته من غار حراء بعد نزول الوحي.
- الاعتدال في الغيرة.
- حماية شرف زوجها وماله وأولادها خلال حضوره وغيبته، فهي أمينة على ذلك.
- عدم مغادرة البيت إلا بإذن الزوج.
حقوق الزوجة
للزوجة حقوق عدة ينبغي المحافظة عليها وعدم التقصير بها، ومنها:
- يجب على الزوج إعطاء زوجته حقوقها المالية من المهر والنفقة والرعاية.
إن المهر حق خاص للمرأة ورد في القرآن والسنة، حيث قال -تعالى-: (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة)، وهناك نصوص شريعية عديدة تحث على أداء هذه الحقوق وتُحذر من تخلفها.
- إحسان المعاملة.
يجب أن يكون ذلك من خلال الرفقة الطيبة وكف الأذى، وعدم المماطلة في منح الحقوق، وأن تكون المعاملة بالود والبشر، إذ قال -تعالى-: (وعاشروهن بالمعروف).
- المعاملة الحسنة للزوجة والعدل الدائم والابتعاد عن الظلم.
- العدل بين الزوجات في المبيت والنفقة إذا كان للزوج أكثر من زوجة.
حقوق مشتركة بين الزوج والزوجة
يوجد العديد من الحقوق والأحكام الشرعية المشتركة بين الزوج والزوجة، من بينها:
- حق المبيت.
يشير هذا الحق إلى إعفاف كل من الزوج لزوجته والزوجة لزوجها، لذا ينبغي للاثنين المحافظة عليه بأفضل شكل ممكن.
- حق العشرة بالمعروف.
فلا سعادة للمسلم ولا يُمكن أن يشعر بالطمأنينة إلا إذا بُنيت العلاقة الزوجية على الحب والمودة، حيث أمر الله -عز وجل- بذلك ليدعم استمرارية صلاح كل من الزوج والزوجة.