أخلاقيات وآداب الصيام في الإسلام

الآداب الضرورية للصيام

للصيام مجموعة من الآداب الضرورية التي يجب على المسلم الالتزام بها، سواء كانت عبادات عملية أو قولية. فيما يلي نستعرض بعض هذه الآداب:

الإخلاص في الصيام

الإخلاص في الصيام هو أن يقصد المسلم إرضاء الله -سبحانه وتعالى- في صيامه. وقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن صَامَ رَمَضَانَ إيمانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ). والإخلاص هو شرط أساسي لصحة الصيام، وغالباً ما يغفل عنه الكثيرون الذين يصومون تقليدًا للعادات السائدة في مجتمعاتهم.

أداء الصلوات المفروضة

تعتبر الصلاة من أهم أركان الإسلام، بعد الشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. يجب على المسلم حرصه على أداء الصلوات في أوقاتها كاملةً، والالتزام بجميع أركانها وشروطها، كما يستحسن أداؤها في جماعة.

اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال

يجب على المسلم تجنب الكذب، والاستغابة، والنميمة، والغش في العمل والدراسة والتعاملات، بالإضافة إلى قول الزور. كما ينبغي الابتعاد عن سماع الموسيقى المحرمة والأغاني، ومشاهدة ما حرم الله -تعالى-، والتحلي بالابتعاد عن السب والشتم، والتعرض لأعراض الناس وما شابه ذلك.

الآداب المستحبة في الصيام

تعتبر الآداب المستحبة في الصيام من العبادات التي يُثاب المسلم عليها عند القيام بها، ولا يُعاقب إذا تركها. وفيما يلي نستعرض بعض منها:

السحور

ينبغي على المسلم أن يتناول السحور، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً). فالسحور يساعد الجسم في الحفاظ على نشاطه وقوته لإتمام الصيام وأداء العبادات بشكل صحيح. يُفضل تأخير السحور حتى دقائق قليلة قبل طلوع الفجر.

التبكير في الإفطار

من المستحسن تعجيل الإفطار. فعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ). يُستحب الإفطار فور التأكد من غروب الشمس، ويُفضل أن يكون الإفطار على رُطب، وإن لم يتوفر فالتمر، وفي حال عدم وجودهما يمكن الإفطار بالماء.

الدعاء

يستحب للمسلم أن يدعو الله -تعالى- خلال صيامه، وعند الإفطار بما يشاء من خيرات الدنيا والآخرة. فقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن هناك ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يُفطر، ودعوة المظلوم.

قراءة القرآن والإكثار من الذكر

قراءة القرآن والذكر هما عبادتان مستحبتان في كل الأوقات، لكنهما تحملان فضلًا أكبر أثناء الصيام. حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يراجع القرآن مع جبريل كل ليلة من رمضان. لذا ينبغي للمسلم الحرص على الأذكار المخصصة للصباح والمساء وإكثار صلاة التطوع.

إفطار الصائمين

من المستحب أن يقوم المسلم بإفطار الصائمين ومساعدتهم، فقد روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من فَطَّرَ صائمًا فله مِثْلُ أجرِهِ). ويمكن إفطار الصائم حتى لو كان الشخص غنيًا، حتى وإن كان الإفطار قليلًا ككوب ماء أو بضع تمرات.

استحضار نعمة الله -تعالى-

يجب على المسلم أن يتذكر فضل الله -تعالى- الذي أتاح له القدرة على الصيام، ومنحه الصحة الجيدة، وبلوغ شهر رمضان، وإتمام الصيام. فالكثير من المسلمين يتمنون الالتزام بالصيام ولكنه لا يسعفهم المرض أو الموت قبل بلوغ الشهر.

الإكثار من الصدقة

من المستحسن أن يُكثر المسلم من الصدقات خلال شهر رمضان. فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أكرم الناس، وأفضل ما يكون في رمضان. وقد ثبت في حديث متفق عليه أنه كان أجود ما يكون عند لقائه جبريل، حيث يتدارسان القرآن الكريم.

الاجتهاد في العشر الأواخر

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العبادة خلال العشر الأواخر من رمضان. يُفضل الإكثار من الدعاء، خاصةً الدعاء الفردي بحثًا عن ليلة القدر، وكذلك الاعتكاف في هذه الفترة.

السواك

يستحب استخدام السواك للصائم وغير الصائم. وقد تعددت آراء الفقهاء حول السواك بعد الزوال؛ فقد كرهه بعضهم بينما أباحه آخرون. هناك أوقات محددة يُستحب فيها استخدام السواك، منها:

  • عند الاستيقاظ من النوم.
  • قبل الوضوء.
  • قبل كل صلاة.
  • عند قراءة القرآن.
  • عند دخول المنزل.
  • عند تغير رائحة الفم.
Scroll to Top