يتساءل العديد من المسلمين حول مدى مشروعية قراءة سورتي الفلق والناس بعد كل صلاة. على الرغم من أن سورتي الفلق والناس تُعتبران من أقصر السور في القرآن الكريم، فإن لهما فضلًا عظيمًا في حفظ الإنسان من الشرور المختلفة. لذلك، يهدف هذا المقال إلى توضيح حكم قراءة هاتين السورتين عقب كل صلاة.
مشروعية قراءة سورتي الفلق والناس بعد كل صلاة
يعتبر سؤال مشروعية قراءة سورتي الفلق والناس بعد الصلاة من أبرز الأسئلة المطروحة. والإجابة هي: نعم، من المستحب قراءة هاتين السورتين بعد كل صلاة، حيث تعد من الأذكار التي ينبغي على المسلم تكرارها بانتظام.
توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقراءة سورتي الفلق والناس هو سنة مستحبة، خاصة بعد صلاتي الفجر والمغرب، إذ يُفضل تلاوتهما ثلاث مرات بعد الصلاتين المذكورتين، ومرة واحدة بعد الصلوات الأخرى.
فقد رُوي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات بعد كل صلاة) [صحيح أبي داود]. هذا الحديث يُبرز أهمية هاتين السورتين ويؤكد أنها سنة نبوية ينبغي الاقتداء بها.
كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة المعوذتين، أي سورتي الفلق والناس، مع سورة الإخلاص في الصباح والمساء؛ لحمايتها للعبد من مختلف الشرور.
فضل سورتي الفلق والناس
تحظى سورتي الفلق والناس بالكثير من الفضائل كما اختصهما الله عز وجل بمنافع عديدة. فمن يداوم على تلاوتهما يحصل على بركة عظيمة، حيث يعتبر تلاوة هاتين السورتين وسيلة لحماية القارئ من الشرور والآفات بإذن الله.
لقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن قراءة المعوذات توفر الحماية من الشرور. كما تتميز سورتي الفلق والناس أنها السور الوحيدة التي خص بها الدين الإسلامي، ولم تُنزل في أي من الكتب السماوية الأخرى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عقبةَ، ألا أعلمك سُوَرًا لم تُنزل في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان، لا تأتيَنَّ عليك إلا قرأتهنَّ فيها، قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس) [رواه عقبة بن عامر].
سبب تسمية سورتي الفلق والناس بالمعوذتين
تعود تسمية سورتي الفلق والناس إلى كونهما من السور التي يستعاذ بها العبد من الشر، وتبدآن بكلمتي “قل أعوذ برب”. حيث أن بداية سورة الفلق هي {قل أعوذ برب الفلق}، بينما تبدأ سورة الناس بقول الله {قل أعوذ برب الناس}.
كما نزلت هاتين السورتين العظيمتين في سياق حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة بعض اليهود، حيث أُنزِل على النبي الروح الأمين بهاتين السورتين للتخلص من آثار ذلك السحر، مما يُبرز أهمية السورتين في مواجهة السحر.
أذكار الصباح والمساء
تشمل أذكار الصباح والمساء مجموعة من السور والآيات التي يُستحب للمؤمن قراءتها صباحًا ومساءً، وخاصة بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب، لما لها من فضل كبير في حمايته من الشرور. إليكم بعضًا من تلك الأذكار:
- آية الكرسي من الآيات المستحب تلاوتها ضمن الأذكار اليومية، حيث تحمي الإنسان من الجن.
- السور المعوذتين وسورة الإخلاص توفر حماية كافية للمسلم من كل الشرور.
-
اللّهُمَّ ما أَصْبَحَ بي مِـنْ نِعْمةٍ أَو بِأَحَدٍ مِنْ خَلقِك، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَك، فَلَكَ الْحَمْـدُ وَلَكَ الشُّكْـر.
- هذا الذكر بالغ الأهمية، حيث من يُكرره قد شكر الله على نعمه.
- اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في بصري، اللهم عافني في سمعي، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
في الختام، نكون قد استعرضنا الحكم الخاص بقراءة سورتي الفلق والناس بعد كل صلاة، كما قدمنا لمحة عن أذكار الصباح والمساء وفضل تلاوة هاتين السورتين. نأمل أن يكون المقال قد أفادكم فيما يخص هذا الموضوع.