مقدمة حول البلاغة: التعريف والشروح
نقدم لكم تعريف البلاغة من منظور الجاحظ، بالإضافة إلى شرح مفصل لمفهوم البلاغة من الناحيتين اللغوية والاصطلاحية عبر موقعنا. يُعرف مصطلح البلاغة بأنه مشتق من الفعل “بلغ”، ويشير أساسًا إلى القدرة على إيصال المعلومات بشكل مُحسن ولغة واضحة تناسب السياق. يمكن اعتبار علم البلاغة علمًا جماليًا. سنقوم هنا بتوضيح تعريف البلاغة بدقة في الصفحات التالية.
تعريف علم البلاغة: لغويًا واصطلاحيًا
سنستعرض أهم المصطلحات المرتبطة بعلم البلاغة:
- البلاغة لغة: تعني البلاغة قدرة الفرد على توصيل المعلومة بعبارات تناسب الواقع وتعزز من تأثيرها. يُعد هذا النوع جزءًا من علم البيان، حيث يركز على التأثير الفعّال على المتلقي.
- البلاغة اصطلاحًا: تُعرف بأنها القدرة على التعبير عن المعاني بألفاظ صحيحة وفصيحة، ممّا يُترك أثرًا في النفس. تعتبر البلاغة فناً يعتمد على الاستعداد الفطري والقدرة على تمييز الجمال.
فهم البلاغة في الثقافة العربية
تتعدد مفاهيم البلاغة التي تناولها العرب، ومن أبرزها:
- تفسير البلاغة عند الجاحظ
خصص الجاحظ قسمًا في كتابه “البيان والتبيين” لتعريف البلاغة وتفصيلاتها. لخّص الجاحظ الفكرة بكلمة واحدة: “كل من أفهمك حاجته دون الحاجة إلى إعادة أو تردد أو مساعدة فهو بليغ”.
حظيت مؤلفات الجاحظ بأهمية بالغة بين العلماء، حيث استند بحثه إلى المنهج الوصفي التحليلي، بعيدًا عن المفاهيم الاصطلاحية المحددة، وذلك بفعل البيئة الثقافية التي عاش فيها. وأشار في مجالات المجاز إلى مفهوم نقل المعاني الأصلية إلى دلالات أخرى.
- البلاغة عند أبو عبيدة معمر بن المثني
ألف أبو عبيدة كتبًا في علم البيان بعنوان “مجاز القرآن”، حيث ربط البلاغة بالمجاز بصورة لغوية تجمع الألفاظ بعيدًا عن معانيها السطحية.
- أبو العباس عبد الله بن المعتز
في كتابه “البديع”، يكون هو الأول الذي تناول البلاغة كعلم منفصل، حيث جمع فيه 17 نوعًا بديعيًا وارتبطت البلاغة عنده بفن البديع.
أقسام علم البلاغة
ينقسم علم البلاغة إلى ثلاثة أقسام رئيسية سنقوم باستعراضها فيما يلي:
- علم البيان: وهو العلم الذي يمكّن الفرد من التعبير عن معنى واحد بطرق متنوعة. ولديه تقسيمات مثل: (الحقيقة – المجاز – التشبيه – الكناية). ينقسم المجاز إلى نوعين: (مجاز مرسل – مجاز عقلي).
التشبيه ينقسم إلى عدة أنواع بما في ذلك التشبيه التمثيلي والتشبيه التوضيحي، والكناية تُعتبر أسلوبًا بلاغيًا يُعبر عن معنى ثابت مع إمكانية توجيه المعنى الأصلي.
- علم المعاني: يُعرف بأنه العلم الذي يحدد تصنيف الكلام إلى جمل خبرية وإنشائية، مع توضيح الفارق بينهما. الجمل الخبرية يمكن الحكم عليها بالصدق أو الكذب مثل “جاء معاذ”.
بينما الجمل الإنشائية لا يمكن الحكم عليها بالمثل، مثل جمل الاستفهام والتقريظ والذم، مع مراعاة تطابق الكلام مع سياق الحال.
- علم البديع: يجمع بين الجمال المعنوي المتعلق بمعاني الألفاظ، والجمال اللفظي المتعلق بشكل الألفاظ وصوتها. تضمّنت المحسنات اللفظية مثل الجناس والسجع، والمحسنات المعنوية كالتورية والطباق وحسن التعليل.
وفي ختام مقالنا، تناولنا تعريف البلاغة من حيث اللغة والاصطلاح، وتعرفنا على تفسير البلاغة في الثقافة العربية، فضلاً عن شرح أقسام علم البلاغة الثلاثة (علم البيان – علم المعاني – علم البديع). وتجدر الإشارة إلى أهمية هذا العلم كمؤهّل للأفراد لصياغة الألفاظ في أشكال متعددة، وعبّر عن الأفكار بلغة واضحة ومرتبة.