مفهوم السجع وأمثلة توضيحية من اللغة العربية

تعتبر مسألة تعريف السجع وأمثلة له في اللغة العربية من المواضيع التي تشهد اهتمامًا متزايدًا في الآونة الأخيرة. يُعد السجع من العناصر الأساسية في علم البلاغة، ويفتح نافذة لفهم أعمق للنثر والشعر العربي منذ فترة الإسلام وما تلاها، حيث شهدت تلك الفترة ازدهارًا في هذا النوع من الكتابة. سنقوم فيما يلي بعرض أهم التفاصيل حول هذا الموضوع عبر موقعنا.

تعريف السجع وأمثلة واضحة عليه في اللغة العربية

السجع في النثر يُعتبر بمثابة القوافي في الشعر العربي. ويتعلق تعريفه لغويًا بالتوافق أو التشابه بين سطرين من النص، بينما يعبر اصطلاحًا عن توافق الفواصل في الحديث على حرف واحد. وعليه، فإن السجع ليس مقتصرًا فقط على الكتابة النثرية، فكما أن القافية تحدد الحرف الأخير في البيت الشعري، فإن السجع يرتبط بالحرف الأخير الذي تم بناء الجملة عليه.

برز السجع بشكل واضح في النثر الجاهلي، حيث كان يعكس براعة الكتابة وجمالياتها. من الجدير بالذكر أن السجع يشبه الجناس لأنه يعد من المحسنات البديعية، سواء في الكتابة أو عند السمع، إلا أن الفارق الرئيسي يكمن في أن الجناس يتوافق في كلمات معينة في نهاية العبارة، بينما السجع يؤدي إلى توافق في الحروف الأخيرة من الكلمات.

أنواع السجع مع توضيحات وأمثلة

توجد أنواع متعددة من السجع وفقًا لعلم العروض الذي يعنى بالوزن والقافية. وبعد التعريف بالسجع، يتوجب علينا توضيح أبرز أنواعه مع أمثلة تدعم فهمها، كما يلي:

١- السجع المرصع

السجع المرصع يتميز بتشابه كلمات الجملتين، أو على الأقل معظمها، في الحركة والسكون. وقد سُمي بالمرصع لأنه يشبه عقد اللؤلؤ الذي يتم فيه ترتيب اللآلئ بشكل متناسق. ومن أبلغ الأمور التي تعبر عنه قول أحد الحكماء: “قوة الأشرار بلاء وقوة الأخيار دواء”، حيث نجد أن “الأشرار” تقابل “الأخيار” و”بلاء” تقابل “دواء”.

٢- السجع المتوازن

السجع المتوازن يشير إلى انتهاء العبارة بكلمتين لهما نفس الوزن، مثلاً ما قاله مسلمة بن عبد الملك: “ما حمدت نفسي على ظفر ابتدأته بعجز ولا لمتها على مكروه ابتدأته بحزم”. هنا نستشعر وجود توازن بين الكلمتين الأخيرتين في كل مقطع. لكن بعض الباحثين يرون أن الأمر لا يتبع أنواع السجع بل يعد من فروع علم البديع.

٣- السجع المطرف

السجع المطرف هو نوع من السجع الذي يحدث جراء اختلاف الكلمتين الأخيرتين في كل جملة من حيث الوزن، لكن يظل هناك توافق في حرف الروي. وفي هذا النوع، يكون التركيز على الحرف الأخير في فواصل الكلمات بالإضافة إلى الوزن.

٤- السجع المتوازي

السجع المتوازي يُعرف بتشابه الكلمتين الأخيرتين في كل جملة من حيث الوزن والروي. يكون السجع في هذه الحالة موجودًا في الفواصل فقط، كما يظهر في قول المتنبي:

فنحن في جذل والروم في وجل

والبر في شغل والبحر في خجل.

٥- السجع المشطور

أما السجع المشطور، فيُعتبر عبارة عن وجود قافيتين مختلفتين في كل شطر من البيت الشعري، مما يتيح للبيت الواحد قافيتين داخليتين. مثال على ذلك قول أبي تمام: “تدبير معتصم بالله منتقم، لله مرتغب في الله مرتقب”.

إن فهم معنى السجع وأمثلة عليه في اللغة العربية يعد من الأمور التي تهم الباحثين في علم العروض أو المهتمين بدراسته. نأمل أن يكون هذا المقال قد وفر المعلومات الكافية والموضحة حول هذا الموضوع.

Scroll to Top