أحمد المنصور الذهبي: تعريف عام
يُعتبر أحمد المنصور الذهبي من أبرز وأعظم سلاطين المغرب، حيث يُعدّ سابع سلطان ينتمي إلى سلالة الأشراف السعديين. دام حكمه حوالي 26 عامًا، وهو أبو العباس أحمد المنصور بن السلطان محمد الشيخ بن السلطان القائم بأمر الله بن علي بن مخلوف بن زيدان بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم، ويتصل نسبه بالحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
حياة أحمد المنصور الذهبي
وُلد أحمد المنصور الذهبي عام 1549م في مدينة فاس، حيث نشأ في ظل عائلة ذات جاه وسلطة. تلقى تعليمه على يد أعظم العلماء والفقهاء في عصره، مما أكسبه مهارات متنوعة في الفقه والشعر والأدب والرياضيات والمنطق. كما اكتسب خلفية قوية في السياسة والعسكرية، إلى جانب معرفته الواسعة في الشريعة واللغات، وكان يُعرف كخطاط بارع.
استمرت حاشية السلطان أحمد المنصور في جذب الكثير من العلماء والأدباء، بما في ذلك قادة الجيش. وقد صدرت له عدة مؤلفات، من بينها “كتاب المعارف في كل ما تحتاج إليه الخلفاء”، “العود أحمد”، و”ديوان أشعار العلويين”. كما أنجب العديد من الأبناء، وارتقى ثلاثة منهم إلى حكم المغرب وهم: زيدان الناصر، أبو فارس عبد الله، الشيخ مأمون.
عهد أحمد المنصور الذهبي
في الفترة التي تولى فيها السلطان محمد المتوكل الحكم، كان السلطان أبو مروان عبد الملك قد هرب خارج المغرب. غير أنه عاد في عام 1576م ليتغلب على جيش محمد المتوكل الذي استنجد بالقوات البرتغالية. تطور النزاع بينهما إلى مواجهات حادة بلغت ذروتها في معركة وادي المخازن عام 1578م.
سجل السعديون انتصارًا كبيرًا في المعركة، مما أدى إلى القضاء على سيطرة الإمبراطورية البرتغالية. وبعد وفاة السلطان أبو مروان، تولى أخوه أحمد المنصور الحكم. شهد حكمة العديد من الثورات التي استطاع الانتصار عليها، مثل ثورتي قرقوش وداود. كما قام بإعادة تنظيم الجيش ودعمه بأسطول بحري متطور، بالإضافة إلى إنشاء مصانع للأسلحة في البلاد.
أضاف أحمد الذهبي إلى مملكته مناطق مثل شنقيط وبلدان صحراوية ومالي. كما بايعه أبو العلاء حاكم مملكة برنو في الوقت الحاضر (نيجيريا). شهدت الدولة توسعًا كبيرًا في عهده، حيث امتدت حدودها إلى بلاد النوبة في الجنوب الشرقي لمصر، وصولًا إلى منطقة نهر النيجر. تُعتبر فترة حكمه واحدة من أغنى الفترات في تاريخ المغرب من حيث الرخاء والعمران والعلم.
وفاة أحمد المنصور الذهبي
في عام 1603م، اجتاحت البلاد موجة من مرض الطاعون، مما أدى إلى إصابة السلطان أحمد المنصور بالمرض، وتوفي في نفس العام بمدينة فاس. تم نقله إلى مراكش ليدفن في ضريح الأشراف السعديين، وقد انتشرت بعض الروايات حول وفاته مسمومًا على يد ابنه السلطان زيدان، ولكن لا توجد أدلة تدعم هذا الادعاء.