محافظة كركوك تعد واحدة من المحافظات الحيوية في جمهورية العراق، وتُعرف أيضاً بمسميات أخرى مثل محافظة التأميم. تعتبر مدينة كركوك العاصمة الرسمية لهذه المحافظة، والتي تتميز بتنوع سكانها الثقافي. في هذا المقال، سنتناول موقع محافظة كركوك وأهم المعلومات المتعلقة بها.
موقع محافظة كركوك
- تقع محافظة كركوك في الجهة الغربية من العراق، حيث يحيط بها ثلاث محافظات من الاتجاهات الأربع. من الشمال، تحدها محافظة أربيل، ومن الشرق محافظة السليمانية.
- أما من الجهة الغربية والجنوبية، فتحدها محافظة صلاح الدين. تبلغ مساحة محافظة كركوك حوالي 9700 كيلومتر مربع، مما يجعلها تحتل المرتبة الثالثة عشر من حيث المساحة في العراق، وهي ذات أهمية كبيرة بفضل إنتاجها الوفير من النفط.
- بذلك، يتمتع اقتصاد محافظة كركوك بقوة كبيرة. إدارياً، تنقسم المحافظة إلى أربعة أقاليم، وهي مدينة كركوك، الحويجة، الدبس، والداقوق. تبعد المحافظة عن بغداد بحوالي 235 كيلومتراً إلى الجنوب، وعن إقليم كردستان بحوالي 87 كيلومتراً إلى الشمال، بينما تفصلها مسافة تقدر بحوالي 150 كيلومتراً عن محافظة الموصل في الجهة الشمالية الغربية، و247 كيلومتراً عن مدينة الرمادي في الجهة الجنوبية الغربية.
أصل كلمة كركوك
- تعود كلمة “كركوك” إلى الكلمة السومرية “كركر” والتي تعني “شعلة النار الملتهبة”. وفي معجم ياقوت الحموي، ذُكرت باسم “كرخيتي”، حيث وصفها بأنها تل مرتفع. وعلى الرغم من وجود العديد من الآراء حول سبب تسميتها، إلا أن السبب الدقيق لم يُحدد بعد. تُعتبر محافظة كركوك من أهم المحافظات في العراق، كما تحتل المرتبة الخامسة من حيث الأهمية، وهي من أقدم المحافظات.
- تاريخ المحافظة يعود إلى الحضارة السومرية في عصر فجر السلالات، أي منذ حوالي 2600 قبل الميلاد. تحظى محافظة كركوك بمكانة كبيرة في الوطن العربي، وخاصة في العراق، بفضل نشاطها الاقتصادي وثرائها في إنتاج النفط عالي الجودة.
التقسيم الإداري لمحافظة كركوك
تتكون محافظة كركوك من أربع مناطق إدارية سنستعرضها بالتفصيل فيما يلي:
- قضاء كركوك، وهو مركز المحافظة، يمتاز بإرثه النفطي الكبير ويعود تاريخه لأكثر من خمسة آلاف عام، مما يجعله من المناطق العتيقة التي شهدت الحضارة السومرية. يقدر عدد سكان هذا القضاء بحوالي 851 ألف نسمة وفق إحصائيات عام 2009.
- قضاء الداقوق هو أحد المدن التركمانية، ويقع على بعد حوالي 40 كيلومتراً إلى الجنوب. تشتهر بمساحاتها الخضراء الواسعة وخصوبة أراضيها، كما يتركز فيها قطاع الثروة الحيوانية وصناعة المنسوجات، خصوصاً السجاد اليدوي. أغلب سكانها يتبعون المذهب الشيعي.
- قضاء الحويجة، المعروف أيضاً بحويجة العبيد، يوجد في الجهة الشمالية على بعد حوالي 30 ميلاً من الجنوب الغربي لمدينة كركوك. تعداد سكانه نحو 300 ألف نسمة وفق إحصاءات عام 2009، ويعيش فيه عشائر العبيد والجبور.
- قضاء الدبس، الذي بدأ كقرية صغيرة في عام 1953، تحول لاحقاً إلى قضاء يمتد على مساحة 100 ألف دونم، ويبلغ عدد سكانه 125 ألف نسمة.
- بشكل عام، يقدر إجمالي سكان محافظة كركوك بحوالي 848 ألف نسمة. وقد أدى التغيير في التقسيمات الإدارية إلى زيادة عدد السكان. يشكل العرب المنتمون للمذهب السني نسبة 72%، في حين يمثل الأكراد حوالي 21% من سكان المحافظة.
- تضم محافظة كركوك طيفاً متنوعاً من السكان والأديان، حيث تسود فيها العرب السنة، إضافة إلى وجود نسبة قليلة من الشيعة، بالإضافة إلى أصول كردية وتركمانية وآشورية.
أهم المعالم الأثرية في محافظة كركوك
تحتوي محافظة كركوك على مجموعة من المعالم الأثرية التي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم. فيما يلي نستعرض أبرز هذه المعالم:
- قلعة كركوك، التي شُيدت على يد الملك الآشوري آشور ناصر بال الثاني في عام 884 قبل الميلاد، والتي ترتبط بتاريخه في منتصف القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
- قيصرية كركوك التي تُعد من أبرز الأسواق التجارية، وقد أُنشئت عندما كانت كركوك تحت حكم السلطنة العثمانية. تضم 24 فرعاً، كل واحد منها يمثل ساعة من ساعات اليوم.
- قشلة كركوك.
- قلعة جرمو.
النشاط الاقتصادي لمحافظة كركوك
- تحظى محافظة كركوك بنشاط اقتصادي واسع، إذ تحتوي المدينة على العديد من آبار النفط ذات الإنتاج الوفير. يُعرف النفط المستخرج من هذه المنطقة بجودته العالية.
- ترتبط زراعة الكثير من المحاصيل بأنشطة المحافظة، مثل الكروم والحمضيات وعباد الشمس والزيتون، والتي تُصدر إلى وجهات متعددة. فضلاً عن المعالم الأثرية التي جعلت المحافظة وجهة سياحية مهمة لعشاق التاريخ والحضارة السومرية.
- كما تشتهر كركوك بالعديد من الصناعات، ولا سيما الصناعات اليدوية مثل صناعة الفؤوس والمناجل وأسرّة الأطفال، وصناعة الفخار، بالإضافة إلى غزل السجاد والشراشف، مما يجعلها مركزاً مهماً للصناعات في البلاد.