يسعى الكثيرون لمعرفة أفضل العلاجات للصداع النصفي الشديد، إذ إنه يعد من الأعراض الشائعة التي تصيب العديد من الأفراد، ويظل البحث عن العلاج الأمثل لهذا المرض مستمرًا.
في هذا المقال، سنقوم بتناول موضوع الصداع النصفي، نستعرض أسبابه، والأعراض المصاحبة له، كما سنقدم أفضل العلاجات المتاحة للصداع النصفي الشديد وطرق الوقاية منه.
ما هو الصداع النصفي؟
يعتبر الصداع النصفي من أبرز الحالات المرضية شيوعاً بين الناس، وفيما يلي بعض النقاط التي توضح هذه الحالة:
- يعرف أيضاً باسم الشقيقة.
- يعتبر الصداع النصفي نوعاً من الاضطراب العصبي الذي يرافقه أعراض مرتبطة بالجهاز العصبي اللاإرادي، مما يؤدي إلى حدوث نوبات صداع قد تكون خفيفة أو شديدة.
- يُطلق عليه باللغة الإنجليزية مصطلح migraine، الذي يعود أصله إلى الكلمة اليونانية ἡμικρανία، والتي تعني “ألم الرأس من جهة واحدة”، حيث تتكون من ἡμι (هيمي) بمعنى نصف، وκρανίον (كرانيون) للدلالة على جمجمة.
- يمكن أن تستمر نوبة الصداع النصفي من ساعتين إلى ثلاثة أيام.
- من أبرز الخصائص التي تميز الصداع النصفي أنه يظهر عادة في جانب واحد من الرأس، دون أن يشمل الرأس بالكامل، وقد يختلف الجانب المؤثر في كل مرة.
- يتصف الألم بأنه نابض، ومن بين الأعراض العامة التي تدل على الإصابة بالصداع النصفي: الغثيان، القيء، رهاب الضوء والروائح، وزيادة حساسية السمع.
- تنقسم علامات الصداع النصفي إلى أربع مراحل:
- المرحلة الأولى: تمثل البادرة، وتظهر قبل نوبة الصداع المباشرة بفترة من ساعات إلى أيام.
- المرحلة الثانية: تسمى بمرحلة الأورة، وتحدث مباشرة قبل بداية الصداع.
- المرحلة الثالثة: تعبر عن الألم، ويسمى أيضاً نوبة الصداع.
- المرحلة الأخيرة: هي مرحلة الخاتمة، حيث تظهر آثار نوبة الصداع النصفي بعد انتهائها.
- يمكن أن تحدث نوبات الصداع النصفي بمعدل مرة واحدة شهرياً أو قد تتكرر أسبوعياً.
أسباب الصداع النصفي
بعد استعراض معلومات حول الصداع النصفي، ننتقل لدراسة الأسباب المحتملة التي تؤدي إلى حدوث هذه الحالة، والتي تشمل:
- ما زال السبب الرئيسي وراء الصداع النصفي غير محدد بشكل كامل حتى الآن.
- يعتقد بعض الخبراء أن هناك عوامل بيئية ووراثية تلعب دورًا في حدوث هذه الحالة.
- قد يترافق الصداع النصفي مع اضطرابات نفسية مثل اضطراب ثنائي القطب والقلق.
- تلعب العوامل الوراثية دوراً يتراوح بين 34% إلى 51% في زيادة احتمال الإصابة بالصداع النصفي، حيث أنها تعد من أبرزل الأسباب المرتبطة بنوبات الصداع النصفي مع الأورة.
- تشير الدراسات إلى أن الاضطرابات أحادية الجين تعد من بين التغيرات الجينية التي قد تؤدي إلى هذه الحالة.
- يصنف الصداع النصفي الفالجي العائلي كواحد من الأنواع المرتبطة بالأورة.
- هناك أربعة جينات تساهم بشكل كبير في نقل الصداع النصفي الفالجي العائلي، حيث تلعب ثلاثة منها دوراً في نقل الأيونات، بينما الجين الرابع مسؤول عن إنتاج بروتين محوري يدعم عمليات الإخراج الخلوي.
- تعتبر زراعة متلازمة كاداسيل، واعتلال الشرايين الدماغية الذاتية أسباباً مهمة في حدوث هذه الحالة.
- تتضمن العوامل التي تحفز نوبات الصداع النصفي: التوتر، الحيض لدى النساء، ووسائل منع الحمل.
- تظل الأدلة المتعلقة بالعوامل البيئية التي تؤدي إلى الإصابة بالصداع النصفي ضعيفة، لذا يُنصح مرضى الصداع النصفي باتباع الاحتياطات المناسبة في البيئات المغلقة مثل تجنب الإضاءة القوية والاختناق.
أعراض الصداع النصفي
نستعرض فيما يلي ملامح كل مرحلة من مراحل أعراض الصداع النصفي:
- تحدث المرحلة البادرة لدى 60% من الأفراد المصابين بالصداع النصفي، وتتضمن الأعراض التالية:
- تقلبات مزاجية.
- إمساك.
- إسهال.
- إحساس بالتعب.
- الاكتئاب.
- تيبس عضلي في منطقة الرقبة.
- حساسية تجاه الأصوات والروائح.
- تظهر مرحلة الأورة إما قبل بدء الألم أو أثناء نوبة الصداع، مع وجود مؤثرات بصرية مثل:
- ومضات خفيفة تؤدي إلى صعوبة في القراءة.
- بعض المرضى قد يواجهون ما يعرف بالعمى الشقي أو تشوش الرؤية.
- تشمل المؤثرات الحسية إحساساً بوخز يشبه الإبر في جهة واحدة من اليد، يمتد إلى الفم والأنف، وقد يرافقه إحساس بالخدر.
- من الأعراض الحركية أثناء مرحلة الأورة: اضطراب في الكلام، دوار، هلوسة سمعية، وهذيان.
- أما في مرحلة الألم، تتضمن الأعراض ما يلي:
- شعور بنبض خفيف في جهة الألم، وهذا الشعور يزداد مع النشاط البدني.
- ألم في العنق.
- الغثيان، الذي يشعر به حوالي 90% من المرضى.
- القيء يصيب ثلث المصابين.
- احتقان الأنف، والتعرق، وتورم في فروة الرأس.
- في المرحلة الأخيرة، تعبر خاتمة نوبة الصداع عن اضطرابات في التفكير والشعور بالتعب والضعف اللاحق للنوبة.
أفضل علاج للصداع النصفي الشديد
بعد فهم طبيعة وأسباب وأعراض الصداع النصفي، نناقش الآن خيارات العلاج المتاحة، بما في ذلك أفضل العلاجات للصداع النصفي الشديد:
- ليس هناك علاج نهائي للصداع النصفي، بل يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض وتقليل تكرار النوبات.
- تُحدد الأدوية المستخدمة بناءً على شدة وتكرار النوبات لدى الشخص المعني.
- ينقسم العلاج الدوائي إلى فئتين: الأدوية المعالجة للنوبات والأدوية الوقائية.
- تستخدم الأدوية المعالجة للنوبات خلال نوبة الصداع للتقليل من شدة الأعراض.
- يفضل تناول العلاج عند الشعور بمجموعة أعراض نوبة الصداع النصفي أو عند بداية النوبة.
- من بين المسكنات التي تقلل من أعراض نوبات الصداع النصفي، يمكن استخدام أدوية بدون وصفة طبية مثل:
- الباراسيتامول.
- الآيبوبروفين.
- الأسبرين.
- من المهم الالتزام بالجرعات المحددة لتفادي زيادة شدة الصداع النصفي، حيث إن تناول جرعات زائدة قد يؤدي إلى صداع ارتدادي.
- يجدر بالذكر أن من يعانون من مشاكل في المعدة أو الكبد أو الكلى يجب أن يتجنبوا تناول الآيبوبروفين والأسبرين.
- يصف الأطباء التريبتانات إذا لم تنجح المسكنات التقليدية. تبلغ صياغتها خصائص تساهم في تخفيف الغثيان والحساسية تجاه الضوء والصوت، مثل:
- السوماتريبتان.
- الناراتريبتان.
- لا تـُوصف أدوية التريبتانات لمرضى السكري، ومرضى الضغط المرتفع، ومرضى القلب، أو أولئك الذين يعانون من الصداع النصفي الفالجي.
- يجب تجنب تناول التريبتانات مع بعض الأدوية الأخرى مثل الإغوتامين، ومثبطات أكسيداز أحادي الأمين، ومثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
- تُستخدم الأدوية الوقائية بشكل مستمر للحد من شدة نوبات الصداع النصفي وتجنب تكرارها، وينبغي تناولها فقط بعد استشارة الطبيب.
الأدوية الوقائية لعلاج الصداع النصفي
- أدوية خفض ضغط الدم.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
- مضادات التشنج.