زوجات الرسول: أمّهات المؤمنين
السيدة خديجة رضي الله عنها
خديجة بنت خويلد بن نوفل، من قبيلة بني أسد بن عبد العزى، تنتمي إلى قريش. كان والدها قائدًا لأسرتها يتمتع بمكانة رفيعة بين قومه، ويشتهر بالكرم والشجاعة. كما كانت والدتها فاطمة بنت زائدة القرشية، إحدى نساء قريش الأكثر جمالًا. وقد جمعت السيدة خديجة بين جمال والدتها وحكمة عمها ورجاحة عقل أبيها. تزوجت قبل النبي صلى الله عليه وسلم من أبي هالة بن زرارة، ثم بعتيق بن عائد حتى وفاتهما. ورثت عنهما ثروة كبيرة، وكانت من أشهر التجار في مكة، حيث أدرَت تجارتها بحنكة، واشتهرت في المدينة بسمعتها الطيبة والأخلاق الرفيعة حتى لقبت بالطاهرة.
وفي ضوء هذه السمعة الطيبة، قررت خديجة أن تعرض تجارتها على النبي صلى الله عليه وسلم، الذي عُرف بالأمانة والصدق. أرسلت معه غلامها ميسرة الذي شهد لحسن أخلاق النبي، وعندما عاد النبي بتجارة مزدهرة، أدركت خديجة أنه الرجل الذي يمكن أن تشاركه حياتها. وبذلك تم الزواج المبارك، فرزقت منه بأربع بنات: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عنهن.
عندما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء، كان له الحضن الدافئ الذي عزز ثقته بنفسه، حيث أكدت له خديجة أنها تؤمن به. وبذلك كانت خديجة، أول امرأة تدخل في الإسلام، واستمرت في دعم النبي صلى الله عليه وسلم لعشر سنوات حتى وفاتها في السنة العاشرة من البعثة، المعروفة بعام الحزن.
السيدة سودة رضي الله عنها
سودة بنت زمعة بنت قيس، من بني عبد شمس من قريش، نشأت في مكة وتزوجت من السكران بن عمرو. واعتنقت مع زوجها الإسلام في بدايات الدعوة، وكانت من أوائل المسلمين. بعد هجرتهم إلى الحبشة، عادوا إلى مكة ظنًا منهم أن أهلها أسلموا لكن زوجها توفي. بعد ذلك جاء نبأ زواج النبي صلى الله عليه وسلم بها لتكون أمّ المؤمنين. ساهمت بصورة فعّالة في رعاية أبناء النبي بعد وفاة السيدة خديجة.
وهجرت مع المهاجرين إلى المدينة. وعندما كبرت، أدركت حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة، فأعطت يومها لها. وكانت من الشخصيات المحبوبة بين أمهات المؤمنين. توفيت في السنة الرابعة والخمسين للهجرة.
السيدة عائشة رضي الله عنها
عائشة بنت عبد الله، ابنة أبي بكر الصديق، نشأت في أسرة مسلمة وشهدت بداية الدعوة. تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي في السادسة من عمرها وتم الزواج بأمر من الله. وبذلك، كانت عائشة من بين أمهات المؤمنين الأكثر تأثيرًا. تميزت بالذكاء وحفظ الحديث، حيث كانت الأكثر رواية عنه بعد وفاته، وتحولت إلى مرجع علمي للصحابة. عانت من شائعات في فترة حياتها لكنها بقيت وفية ومعززة لنشر تعاليم الإسلام.
السيدة حفصة رضي الله عنها
حفصة بنت عمر بن الخطاب، المولودة قبل البعثة بخمس سنوات، آمنت مع والدها بالفووق. تزوجت بخنيس بن حذافة، ثم أصبح النبي صلى الله عليه وسلم زوجها بعد وفاة زوجها. كانت معروفة بعلاجها للصيام وقيامها بالليل، وتوفيت في السنة الخامسة والأربعين للهجرة.
السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها
زينب بنت خزيمة، كانت معروفة برحمتها وعطائها، لذا لقبَت بأم المساكين. تزوجت من عبد الله بن جحش ثم توفي. أيضاً تزوجت من عبيدة بن الحارث حتى وفاته. تقدّم النبي صلى الله عليه وسلم لخطبتها لكن توفيت قبل الزواج.
السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها
زينب بنت جحش، زوجة زيد بن حارثة، حيث أراد النبي صلى الله عليه وسلم كسر الأعراف الاجتماعية. لكن بعد طلاقها، أعلن الله عن زواج النبي بها، مما أزال عادة التبني. كانت معروفة بكثرة عبادتها وتوفيت في السنة العشرون من الهجرة.
السيدة أم سلمة رضي الله عنها
أم سلمة، كانت امرأة حكيمة وصادقة، تزوجت النبي بعد وفاة زوجها. عاشت طويلًا بعد وفاته ورواية العديد من أحاديثه.
السيدة جويرية رضي الله عنها
جويرية بنت الحارث، كانت من بين الأسرى في غزوة بني المصطلق. تزوجها النبي بعد أن اعتقها، مما ساهم في إسلام عائلتها.
السيدة أم حبيبة رضي الله عنها
أم حبيبة، مرت بتجارب صعبة قبل الزواج بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأثبتت ولاءً دينيًا بعدة طرق.
السيدة صفية رضي الله عنها
صفية بنت حيي، من نساء بني النضير، تزوجت النبي بعد أن اعتقها، وكانت معروفة بحفظها للقرآن وحديث النبي.
السيدة ميمونة رضي الله عنها
ميمونة، تزوجت النبي أثناء عمرتها، وعاشت بعده حتى وفاتها.
صفات زوجات الرسول (أمّهات المؤمنين)
تعدّ أمّهات المؤمنين قدوة للمسلمات، حيث تميزن بالعديد من الصفات الفاضلة والنبيلة، ومن أهمها:
- تقوى الله عز وجل.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- العفّة وعدم التبرّج.
- الحشمة والستر.
- إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.
فضل زوجات الرسول
تتمتع أمهات المؤمنين بلقب متميز ومكرم، حيث أنهن يمثلن النماذج المضيئة في المجتمع الإسلامي.
كما كان لهن دور ولافت في تعليم وتوجيه النساء نحو الصواب والإسلام.