سبحان ربي الأعلى تُعتبر من أهم التسبيحات التي يتلوها المسلم في سجوده خلال كل صلاة، حيث يشعر من خلالها بعظمة الخالق ويعبر عن شكره وامتنانع على نعمه وفضله.
إن تساؤلنا حول أول من نطق بعبارة “سبحان ربي الأعلى” وكيف استمرت هذه العبارة في حرز الصلاة لدى المسلمين حتى يومنا هذا هو ما سنستعرضه في هذه المقالة عبر موقع مقال maqall.net.
أول من قال “سبحان ربي الأعلى”
- تُعتبر هذه العبارة من أفضل الذكر الذي ينطق به المسلم أثناء سجوده.
- اتفق العلماء على أن الملك إسرافيل هو أول من قال هذه الكلمات على لسانه.
- إسرافيل هو أحد ثمانية ملائكة موكلين بحمل عرش الرحمن.
- هو الملك المكلف من الله بإحياء العباد في يوم البعث، حيث ينفخ في الصور ليصعق له من في السماوات والأرض.
- تحدث النفخات الثلاث عن أحداث هامة: في النفخة الأولى، يتوفى جميع من على سطح الأرض، وفي النفخة الثانية، يتم بعث الناس من قبورهم.
- وفي النفخة الثالثة، يتم حشر المتقين إلى الرحمن مع سائر الخلق.
- وتتسلسل النفخات كالتالي: نفخة الفزع، ثم نفخة الصعق، وأخيراً نفخة البعث.
- عقب النفخ، يقوم إسرافيل بنفخ الروح في الأجساد بأمر الله، لتبدأ الحساب وتحدد الحياة الأبدية إما في جنة أو في نار.
يمكنكم قراءة المزيد حول:
نفخات الملك إسرافيل
- قد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن النفخات يوم القيامة: “ما بين النفختين أربعون”، فسأله الصحابة: “أربعون يوماً؟” فقال: “أبيت”. فقالوا: “أربعون شهراً؟”، فقال: “أبيت”. فقالوا: “أربعون سنة؟”، فقال: “أبيت”. ثم أضاف:
- “ثم يُنْزِلُ اللَّهُ من السماء ماءً فتنبت الأجساد كما ينبت البقل.”
- “ليس من الإنسان شيء إلا ويبلَى، إلا عظماً واحداً، وهو عَجْبُ الذَّنَبِ، ومنه يُرَكَّبُ الخَلْقُ يوم القيامة.” [صحيح البخاري]
- في نفخة الفزع، يأمر الله بموت كل الأحياء، ومن ثم يُطلب من إسرافيل النفخ في الصور، فيقضي على الجميع ما عدا الملائكة والجن.
- يمكث الأرواح أربعين سنة، حيث تتفكك أجسادهم ولا يبقى بها سوى العظم الموجود أسفل الظهر.
- وقد قال الله في هذا: “ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله”.
إسرافيل ونفخة البعث
- أما البعث، فإن الله يُرسل سحابة تمطر مطراً إلى الأرض، وعند ملامسة الماء للأجساد المتحللة، يُعاد إليها الروح كما يتم ري النبات.
- مرة أخرى، يأمر الله جبريل بالنفخ في الصور، هذه النفخة تُعرف بنفخة البعث.
- تعود الأرواح بأعداد مهولة إلى الأرض، وتستقر كل روح في جسدها لتستأنف حياتها من جديد، ثم تخرج جميع المخلوقات إلى أرض المحشر.
- سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من يشفع لنا في ذلك اليوم، بينما يكون إسرافيل جاهزاً للنفخ في الصور.
إسرافيل والنفخ في الصور
- يقوم إسرافيل عليه السلام بالنفخ في البوق، الذي يشبه القرن، بعدة نفخات متتابعة، بحيث يكون اتساع كل نفخة كالمسافة بين السماء والأرض.
- تختلف تأثيرات هذه النفخات بين المرات، حيث الموتى الذين رفعت أرواحهم قبل النفخ لا يتأثرون بالنفخة الأولى وهم داخل الصور.
- تم الإشارة إلى نفخة الصعق في سورة الزمر، حيث يقول الله سبحانه:
- “ونفخ في الصور فصعق من في السماوات والأرض إلا من شاء الله”.
وصف إسرافيل عليه السلام
- إسرافيل عليه السلام لديه أجنحة عقل وأجنحة نفس وجسد، وكل جناح له جهة محددة.
- كما خص الله إسرافيل وميكائيل بذكرهما بين الملائكة.
- عيّن الله له ثلاثة أركان يتحكم بها، وهي عالم الملكوت وعالم الجبروت وعالم الملك.
لا تترددوا في قراءة مقالنا حول:
صفة وعظمة وقوة إسرافيل عليه السلام
- منح الله سبحانه وتعالى إسرافيل قوة تعادل سبع سماوات، وقوة الرياح والجبال.
- لذا، فهو بحق أول من قال “سبحان ربي الأعلى”.
- تغطي شعور إسرافيل من رأسه حتى قدميه، ولا تتوقف ألسنته عن تسبيح رب العباد، فقد أكرمه الله بتلك النعم.
خشوع سيدنا إسرافيل
- أبدع الله إسرافيل في صورته، فهو ينظر إلى جهنم في كل ليلة، ويبدأ في البكاء، وإذا سقطت دمعة واحدة إلى الأرض، لأغرقتها.
- ولأن الله رحيم بعباده، يمنع دموعه من الوصول إلى الأرض، ويُقال إنه لو تم سكب ماء البحر على جسده، لكان نفد قبل أن يُغطي جسده بالكامل.
إسرافيل في المنام
- إذا رأى الشخص إسرافيل عليه السلام في المنام، فإن ذلك يرمز إلى الموت، أو يمكن تفسيره بوصول العدل بعد انتشار الظلم.
- تفسير آخر قد يرمز لنهاية الديون ورفع الأعباء عن الشخص.
- إذا شهد الشخص في منامه النفخة الأولى لإسرافيل، فقد يدل ذلك على انتشار وباء.
- أما إذا رأى النفخة الثانية، فهذا يشير إلى انقضاء الوباء.
- وعند رؤية النفخة الثالثة، قد تتعرض للألم بسبب وفاة أحد قريب.
- إذا رأى الناس حوله يسمعون نفخة إسرافيل، فهذا دلالة واضحة على موت الجميع في الأرض.
مهمة سيدنا إسرافيل
- تتجلى المهمة الأساسية لسيدنا إسرافيل عليه السلام في النفخ في الصور، الذي يُعتبر الصوت الذي ينفخ يوم القيامة لبعث الموتى من قبورهم، وهو من أبرز علامات الساعة الكبرى.
- النفخة الأولى: تُستخدم لإحداث الفناء والدمار في الكون.
- النفخة الثانية: تُستخدم لإحياء الموتى وبعثهم للحساب.