أنواع الصبر
- يتوزع الصبر إلى ثلاثة أنواع رئيسية: الصبر على قضاء الله، الصبر على الطاعة، والصبر عن ارتكاب الذنوب.
- تعريف الصبر لغويًا هو كبح النفس وعدم الانزعاج من الأحداث المؤلمة.
- أما في الشريعة، فعُرّف الصبر بأنه الامتناع عن كل ما حرمه الله، والرضا بما قسمه الله سبحانه وتعالى للعبد.
- إضافة إلى ذلك، يمثل الصبر التزامًا من العبد بعدم الاستياء من الابتلاءات، وله فضل عظيم يُثاب عليه العبد.
الصبر على قضاء الله وقدره
- يعتبر هذا النوع من أهم أشكال الصبر، حيث يصبر المسلم على الأقدار التي تخرج عن إرادته.
- ويعد الصبر من أبرز أبواب الاختبارات الإلهية للعباد، خصوصًا الصبر على البلاء.
- قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”.
- كما قال الله سبحانه وتعالى أيضًا: “الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”.
- فالصبر على الابتلاءات يُعتبر من أفضل الأعمال التي يجب على المسلم التحلي بها.
- ويُعد التوكل على الله من الأساليب الأساسية لتحقيق الصبر، إلى جانب الرضا بما يقدره الله من أقدار للعبد.
- كما أن الرضا بقضاء الله وقدره يمكن أن يرفع مقام المسلم ويمنحه مكانة أسمى عند ربه سبحانه وتعالى.
- يتوجب على المسلم أن يدرك بأن الاستياء من قضاء الله يُنقص من درجاته، وهو يتعارض تمامًا مع مفهوم الصبر على البلاء.
- ويجب أن يتحلى المسلم بصفة الصبر والرضا، باعتبارهما من معاني الحكمة والخير، مما يمنح المسلم طمأنينة دائمة.
الصبر عن ارتكاب المعاصي
- يعتبر هذا النوع من أهم أصناف الصبر، ففعل المعصية يعد من الأمور المغرية للإنسان، ومكافحة النفس لتجنبها ليست بالمهمة الهينة.
- ينقسم الصبر عن المعاصي إلى عدة أقسام، منها الصبر على إبعاد النفس عن المعصية أو التواجد في بيئتها.
- أيضًا، يجب على المسلم منع نفسه من ارتكابها، حيث يسعى لتطهير نفسه من الاقتراب منها.
- وفي المقام الثالث، يأتي الاقلاع التام عن المعصية والتوبة عنها.
هناك عدة عوامل تعين العبد على الصبر عن المعصية، منها:
- الإدراك بأن هذه المعصية سيئة وحرام، وأنها مُنعت بسبب قبحها.
- الخوف من الله وتعظيمه، والشعور بمراقبته في كل الأوقات، والحياء من القيام بالمعصية في حال كان الله يراك.
- تذكر نعم الله على العبد، ومعرفة أن كثرة المعاصي قد تؤدي إلى زوال هذه النعم.
- تقدير الذات وحرص الشخص على عدم إهانتها بفعل المعاصي.
- حب الله والخشية منه، والخوف من عدم الامتثال لأوامره.
- تجنب الإسراف بشكل عام في شؤون الحياة كالأكل والشرب والملابس، حيث أن الإسراف قد يؤدي إلى ارتكاب المعصية.
- التذكير بالحقيقة الأزلية وهي الموت الذي قد يأتي في أي لحظة، وفهم أن الموت قد يأتي دون إنذار.
- ويجب على العبد أن يحذر من الممات على معصية، لأن البعث سيكون على ذلك.
يمكنكم أيضًا التعرف على:
الصبر على طاعة الله تعالى
- يعد هذا النوع من أبرز أنواع الصبر، ومن أعظم الأبواب لتقوية الإيمان.
- الصبر على الطاعة يتطلب صدق العبد في إتمام هذه العبادة.
- كما يحتاج إلى مجاهدة النفس للاستمرارية في العمل مع الله قدر المستطاع.
- تنقسم أنواع الصبر على الطاعة إلى عدة أقسام، منها الاقبال على الطاعة والاستعداد لها.
- النوع الثاني هو أداء الطاعة كما ينبغي دون تسرع، مع ضرورة الخشوع ومراقبة القلب.
- بينما النوع الثالث هو إتمام العبادة بدون رياء أو سمعة، فأن الرياء يبطل العبادة وثوابها.
- وكما أمر الله المسلمين بالصبر على الطاعات في كتابه العزيز، فقال تعالى: “وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى”.
أهمية الصبر
لماذا يُنصح دائمًا بالتحلي بالصبر في مختلف جوانب حياتنا؟ ولماذا يأمرنا الدين الإسلامي بعدم السخط والاعتراض على أقدار الله؟ إليكم بعض الإجابات من خلال النقاط التالية:
- طبيعة حياة المسلم تتأرجح بين الصعب واليسير، وهذه من سنن الله تعالى في الكون.
- فالدنيا لا تبقى على حال واحدة لأحد.
- لذا يعتبر التحلي بالصبر في مواجهة المشاكل جزءًا أساسيًا من العبادة.
- الصبر يمنح العبد الراحة والطمأنينة، حيث يعتمد على حسن الظن والثقة بالله.
- كما أن حسن الظن بأقدار الله يعد من العبادات الضرورية التي يجب على المسلم الالتزام بها.
- من خلال الصبر، يستطيع المسلم العيش في حياة هادئة، نتيجة لتوكله على الله سبحانه وتعالى في جميع أموره.
أفضل أوقات الصبر
- تعتبر من أبرز أوقات الصبر هي تلك اللحظات التي تلي المصيبة، وخاصة عند بدايتها.
- هناك الكثير من الأجر عند الصبر في هذه الأوقات، نابعًا من حسن الظن بقضاء الله.
- هذا النوع من الصبر له فضل كبير، حيث أن النفس تضعف بطبيعتها ويصعب عليها الاستمرارية.
- وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه مر بامرأة تبكي على قبر، فنصحها بالصبر.
- فقالت له النساء: “وماذا تريد مني أن أفعل بمصيبتي”، دون أن تعرف أنه النبي.
- وعندما اكتشفت أنه رسول الله، أخبرته بأنها لم تعرفه، فقال: “إنما الصبر عند الصدمة الأولى”.