أسهل الطرق لحفظ سورة الكهف
تتنوع الأساليب المتبعة في حفظ سور القرآن الكريم، ومن الطرق المعتمدة لحفظ سورة الكهف: يمكن للمسلم تكرار صفحة كاملة من السورة حتى يتمكن من حفظها عن ظهر قلب، ومن ثم الانتقال إلى الصفحات التالية بنفس الطريقة، حتى تنتهي السورة بالكامل. كما يمكن تكرار آية واحدة أو اثنتين أو ثلاث، حسب طول الآيات، مع الاستمرار في التكرار حتى يتحقق الحفظ الجيد. من المهم عدم الانتقال إلى أي جزء جديد من الحفظ حتى يتم إتقانه بالكامل. كما يُنصح بمراجعة الحفظ في اليوم التالي، فإذا وجد الشخص نفسه متقناً للحفظ، فقد أثبت نجاح هذه الطريقة في حفظ آيات سورة الكهف.
يجب على المسلم عند حفظ القرآن الكريم وضع جدول زمني للحفظ، حتى وإن امتدت فترة الحفظ. فالتكرار المنتظم يساعد على إكمال المهمة. ومن الكتّاب الذين تناولوا مسألة الجدول الزمني، يأتي مزاحم طالب العاني، الذي ألف كتاباً بعنوان “دليل الحيران لحفظ القرآن”، عرض فيه طريقة مميزة لإتمام حفظ القرآن كاملاً خلال أربع سنوات لمن لم يسبق له الحفظ. هذه الطريقة تهدف إلى مساعدة المسلم على إكمال حفظ القرآن إذا واظب على الحفظ خلال تلك الفترة.
إحدى الطرق التي تسهل حفظ السور هي تقسيم آيات سورة الكهف وفق القصص الموجودة فيها، حيث يمكن تقسيمها إلى أربعة أقسام بناءً على عدد القصص التي وردت. كما يُساعد قراءة معاني الكلمات في الآيات المُراد حفظها من مصحف موضح بالتفسير، أو من أي كتاب تفسير مثل تفسير الجلالين. ومن الأمور المساعدة أيضاً على حفظ الآيات والسور القرآنية:
- الإخلاص في النية لحفظ كتاب الله، وطلب رضاه فقط.
- اختيار آيات قليلة للحفظ وتكرار قراءتها حتى يتم حفظها.
- الاستماع للآيات المراد حفظها بوسائل متعددة.
- مرافقة من يساعد على حفظ القرآن.
- قراءة ما تم حفظه أثناء الصلوات، وبالأخص في صلاة قيام الليل.
- العمل بما تم حفظه للاستفادة منه علماً وعملاً.
- وجود صفات شخصية عند الراغبين في حفظ القرآن، مثل الرغبة والاهتمام.
- اختيار الأوقات المناسبة لحفظ ومراجعة القرآن.
نبذة عن سورة الكهف
تعتبر سورة الكهف من السور المكية، حيث تضم مئة وعشرة آيات، وترتيبها الثامن عشر ضمن سور القرآن الكريم وفق الرسم القرآني. أما ترتيبها بين السور المكية، فهي تحتل المرتبة الرابعة في المجموعة الثانية. تحتوي السورة المباركة على أربعة قصص تتعلق بأشخاص وأقوام سابقين، والتي تهدف إلى تصحيح عقيدة المسلم من خلال ما تحتويه من عبر وعظات ومفاهيم هامة في الدين مثل الإيمان بالغيب. القصص المذكورة في السورة تشمل: قصة أهل الكهف، وقصة أصحاب الجنتين، وقصة موسى -عليه السلام- مع العبد الصالح، وقصة ذو القرنين في رحلاته الثلاث، ومن بين تلك الرحلات رحلته إلى قوم يأجوج ومأجوج.
فضل سورة الكهف
وردت العديد من الأحاديث تشير إلى فضل سورة الكهف. فعلى سبيل المثال، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنه قال: “كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطنين، فتغشته سحابة فجعلت تدور وتدنو، وجعل فرسه ينفر منها، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: تلك السكينة تنزلت للقرآن.” وقد فسّر العلامة ابن باز -رحمه الله- الحديث موضحاً أن المقصود بالسكينة هو خلق من خلق الله، ويتعلق بملائكة. ومن الفضائل الثابتة لسورة الكهف أنه من قرأ فواتحها أو حفظ أول عشر آيات منها، أو برواية أخرى آخر عشر آيات، فقد عُصم من فتنة المسيح الدجال. كما ثبت عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: “من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال.” وفي رواية أخرى قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: “من قرأ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال.” كما تبرز بعض الأحاديث الأخرى فضل سورة الكهف، حيث قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: “من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء، يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجُمعتين.”