أنواع أحواض القلب عند الأطفال وأبعادها

يُعتبر القلب أحد الأعضاء الأساسية والمعقدة في جسم الإنسان. إن أي إصابة بسيطة بالقلب قد تؤثر بشكل كبير على حياة الفرد، وسلوكياته، وانفعالاته، ونمط حياته اليومي بشكل عام.

توجد مؤسسات جامعية ومستشفيات متخصصة لعلاج أمراض القلب والعيوب الخلقية. تُعد العيوب الخلقية من أخطر المشكلات التي يمكن أن يُولد بها الطفل، دون أن يكون له ذنب في ذلك.

ثقب القلب عند الأطفال

يوجد عدد كبير من الأطفال الذين يولدون بمشكلات في القلب منذ الشهر الأول من حياتهم. ومن أبرز هذه المشكلات هو ثقب القلب، حيث يمكن أن تتنوع هذه الثقوب في أشكالها وخصائصها، وقد لا تُعتبر بعضها خطيرًا.

على النقيض، هناك حالات معينة من ثقب القلب قد تُشكل خطرًا، وتستدعي إجراء عملية جراحية لإغلاق الثقب. من الضروري اكتشاف هذه الحالات في مرحلة مبكرة.

غالبًا ما يبدأ الأطفال بصحة جيدة، ولكن قد يلاحظ الآباء في بعض الحالات وجود خلل بعد فترة قصيرة من الولادة.

يمكن أن تُشفى بعض هذه الحالات قبل أن يشعر الآباء بأي قلق، بينما قد تتطور حالات أخرى وتزداد سوءًا. فيما يلي تفاصيل حول أنواع ثقب القلب.

أنواع وأحجام ثقوب القلب عند الأطفال

يمكن أن تظهر بعض الأعراض على الطفل مثل الزرقة في الفم والشفتين والأطراف، وصعوبة في الرضاعة الطبيعية، وصعوبة في التنفس، وارتفاع مستوى التعرق أثناء الرضاعة. تشير هذه الأعراض إلى وجود مشكلة في القلب. دعونا نستعرض أنواع ثقوب القلب عند الأطفال.

الثقب الأذيني:

  • يسمح هذا الثقب بمرور كمية كبيرة من الدم الغني بالأكسجين من الأذين الأيسر إلى الأذين الأيمن، بدلًا من الانتقال إلى البطين الأيسر.
  • يمكن أن يكون الثقب صغيرًا، مما يسمح بمرور كمية ضئيلة من الدم، وقد لا ينتج عنه أعراض تتطلب علاجًا.
  • إذا كان الثقب كبيرًا، فقد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا لإصلاح هذا الخلل، حيث يمكن أن يُسبب إهماله مضاعفات كبيرة تدوم طويلاً.

الثقب البطيني:

  • في هذه الحالة، يتدفق جزء من الدم الغني بالأكسجين من البطين الأيسر إلى البطين الأيمن بدلاً من الشريان الأبهر. وقد يكون الثقب صغيرًا أو كبيرًا.
  • عادةً لا يحتاج الثقب الصغير أو المعتدل إلى تدخل جراحي، حيث يمكن أن يؤدي إلى بعض الضعف القليل عند قيام الطفل بمجهود بدني.
  • أما الثقب الكبير، فيسبب نقص الأكسجين في الدم، مما يستدعي التدخل الجراحي لإغلاقه، مع ظهور أعراض واضحة على الطفل.

العوامل المؤدية إلى ثقب القلب

لا يستطيع الأطباء دائمًا تحديد السبب الجذري لثقب القلب، سواء كان عيبًا خلقيًا أو مشكلة ظهرت بعد الولادة. ومن بين العوامل المحتملة:

  • تأثير التدخين على الأجنة خلال فترة الحمل.
  • عيوب جينية، مثل متلازمة داون.
  • عوامل وراثية تنتقل بين أفراد نفس العائلة.

أسباب وثقب القلب لدى الأطفال

تظل أغلب أسباب وجود ثقب القلب مجهولة بالنسبة للأطباء، وكل المعلومات المتاحة تستند إلى ما تمت ملاحظته في الحالات المرضية حولنا. يمكن تلخيص هذه الأسباب كما يلي:

  • تحدث ثقوب القلب خلال نمو القلب في الجنين، مما يؤدي إلى مشكلات في تكوين أقسام القلب، وتختلف حجم الثقوب.
  • يمكن أن يحدث ثقب القلب أيضًا نتيجة زيادة أو نقص عدد الكروموسومات عن المعدل الطبيعي، وهي حالة وراثية غير مُفصّلة الأسباب.
  • يمكن أن يُسهم تدخين الحامل، واستهلاك الكحول والمضادات الحيوية في زيادة حالات ثقب القلب للجنين.

علاج ثقب القلب عند الأطفال

أصبح من السهل على الأطباء تشخيص ثقوب القلب بفضل التقنيات الحديثة. يمكن للأطباء باستخدام أدوات التصوير بالموجات فوق الصوتية اكتشاف وجود هذه الثقوب في أي عمر.

يمكن أيضًا إجراء الفحوصات على الجنين قبل الولادة لتحديد ما إذا كان هناك عيوب في القلب.

عادةً لا تحتاج الثقوب الصغيرة إلى علاج، حيث يُمكن أن تغلق تلقائيًا مع تقدم العمر، ولا تُسبب ضررًا كبيرًا للطفل، مما يُتيح له ممارسة حياته بشكل طبيعي.

أما بالنسبة للثقوب الكبيرة، فيمكن البدء بالعلاج الدوائي قبل اللجوء للجراحة. إذا لم تحقق الأدوية نتائج إيجابية، قد يلزم إجراء عملية جراحية لإغلاق الثقب.

تكون الأعراض الناتجة عن ثقب القلب الكبير، مثل صعوبة في التنفس، وضيق النفس حتى مع أقل مجهود.

أعراض وجود ثقب القلب عند الأطفال

تختلف الأعراض بحسب حجم الثقب. إليكم أبرز الأعراض:

  • إذا كان الثقب متوسطًا أو كبيرًا بين الأذنين، فإنه يُمكن أن يؤثر على السنة الأولى من الحياة.
    • تظهر الأعراض على شكل تعب وإرهاق. في حال كان الثقب كبيرًا، يؤثر ذلك أيضًا على نمو الطفل.
  • إذا كان الثقب متوسط الحجم، فإنه يؤدي إلى سرعة في التنفس.
    • يتطلب ذلك وقتًا أطول للعلاج، وإذا استمرت الحالة، يمكن أن تؤثر على النمو وتسبب انخفاضًا في مستوى الأكسجين في الدم.
    • كما قد ينتج عن ذلك تعرق مفرط أثناء الرضاعة، مما يؤثر على الوزن الطبيعي للطفل.
  • تُعتبر الثقوب الكبيرة هي الأكثر خطرًا، بينما تُشفى الثقوب الصغيرة والمتوسطة بنسبة تصل إلى 80%.
    • تقع الثقوب الكبيرة بين البطينين بالقرب من مخرج الشرايين، وهي تُرافق عادةً بإصابة قلبية خلقية.
    • تُكتشف الثقوب الكبيرة عند سماع صوت إضافي في القلب عند الفحص السريري، مثل تخطيط القلب أو الأشعة السينية، حيث يُمكن سماع الصوت باستخدام سماعة الطبيب.

ملاحظات مهمة عند وجود ثقب بالقلب

  • تختلف المتابعة حسب حجم الثقب، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا أو متوسطًا.
    • ينبغي على الأمهات الالتزام بمتابعة أطفالهن بانتظام في الفترات الأولى من حياتهم.
    • من الضروري أيضًا إجراء فحوصات الأشعة قبل الولادة لمعرفة حالة الجنين ومدى وجود أي مشاكل صحية.
  • يجب الاعتناء بالطفل في حالة ظهور أي أعراض، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الإنفلونزا، وإبلاغ الطبيب بوجود ثقوب.
  • ينبغي إعطاء الطفل مضادات حيوية قبل أي عملية جراحية بحوالي نصف ساعة.
  • يجب معالجة الثقوب الكبيرة جراحيًا، لتفادي أي آثار سلبية على صحة الطفل، مثل ارتفاع ضغط الدم أو المشاكل الجهازية.
Scroll to Top