يُعتبر علم المعاني أحد العلوم التي أسسها الشيخ عبد القاهر الجرجاني، حيث يركز هذا العلم على الأصول والقواعد التي تساعدنا في فهم الكلام العربي. وقد استند الجرجاني في هذا العلم إلى الكتاب والسنة. من خلال موقعنا، سوف نستعرض أبرز أبواب علم المعاني.
أبواب علم المعاني
قام علماء البلاغة بتصنيف أبواب علم المعاني إلى ثمانية أبواب رئيسية، وسنستعرض فيما يلي أهم هذه الأبواب:
1- الأسلوب الخبري
في اللغة، يُعبر الخبر عن الحديث الذي يتبادله الناس، وقد يتضمن الحديث معلومات صحيحة أو غير صحيحة. وقد أسس علم الحديث من خلال مفهوم الخبر، حيث يتناول أقوال وأفعال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى صفاته الخُلقية.
ينقسم الخبر إلى نوعين رئيسيين، وهما الجملة الاسمية والجملة الفعلية. الجملة الاسمية تبدأ باسم وتتضمن المبتدأ والخبر، مثل: (الأسدُ شجاعٌ)، بينما الجملة الفعلية تتكون من فعل وفاعل، كما في: (يجري أحمد بالكرة).
2- الأسلوب الإنشائي
ينقسم الأسلوب الإنشائي في اللغة إلى قسمين رئيسيين: الأسلوب الإنشائي الطلبي، والأسلوب الإنشائي غير الطلبي. سنتناول كل منهما فيما يلي:
- الأسلوب الإنشائي الطلبي: هو ذلك الأسلوب الذي ينشأ في ذهن المتكلم دون أن يحدث الفعل في الوقت نفسه. ومن أبرز أساليبه:
نوع الأسلوب | أمثلة |
الاستفهام | أين تقع مدينة باريس؟ |
الأمر | اجتهد في عملك |
النهي | لا تصاحب أصدقاء السوء |
التمني | ليت الغائب يعود |
النداء | يا رب، اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين |
- الأسلوب الإنشائي غير الطلبي: وهو الأسلوب الذي لا يخطر ببال المتكلم أثناء الطلب، ومن أبرز أساليبه:
الأسلوب | أمثلة |
أسلوب المدح والذم | بئس الاسم الفسوق، نعم العبد الأواب |
القسم | والله لأذكرنّ الدرس |
التعجب | كيف تكفرون بالله الذي خلقكم؟ |
الترجي | عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم. |
3- الذكر والحذف
يعتبر الذكر والحذف من أبرز مظاهر البلاغة في اللغة العربية. يحدث الحذف في الجملة عندما يوجد ما يدل عليه. يمكن رؤية مظاهر الذكر والحذف في القرآن الكريم، وسنتناول فيما يلي أغراض الذكر وأغراض الحذف بمزيد من التفصيل، حيث تتمثل أسباب ذكر المسند في:
- وجود اسم يدل عليه، مثل: “واسع عليم”.
- الإتيان بالفعل في الجملة، مثل: “يعز الله من يشاء ويذل من يشاء”.
- الإجابة على المتكلم في الجملة، مثل: “من يحيي العظام وهي رميم؟”.
- وإذا كانت القرينة ضعيفة، فإنه لا يعتمد عليها: “خير مال المرء ما أنفقه”.
- لفت انتباه المستمع، سواء عند ذكر اسمين مثل: “محمد قائم وعمر قائم”.
- للإيضاح: من ضرب زيد؟ عمرو هو من ضرب زيد. أما أغراض حذف المسند، فتتمثل فيما يلي:
- الاختصار والابتعاد عن العبث، مثل: “الهلال والله”، حيث يمكن تقديره: “هذا الهلال والله”.
- للتعظيم والتفخيم كما في: “حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها”، حيث تم حذف جواب الشرط “إذ”.
- حدوث الحذف بغرض التخفيف، كما كان شائعًا في أيام العرب، ويظهر في قوله تعالى: “والليل إذا يسر”.
4- التقديم والتأخير
تحمل عملية التقديم والتأخير في الجمل عدة أسباب، وسنوضح فيما يلي أسباب كل منها:
- عندما يكون المسند خبر غير صفة.
- في حالة تخصيص المسند إليه.
- عندما يكون المسند إليه في مقدمة الكلام، مثل: “أين محمد؟”.
- إذا كان المسند عاملاً، مثل: “ذهب عمر”.
- لخلق التشويق في الكلام، كما في: “إنَّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب”.
- لقصر المسند إليه على المسند، كما في: “لكم دينكم ولي دين”.
5- أسلوب القصر
يعبر أسلوب القصر عن التركيز على شيء مُعين، وفيما يلي نستعرض طرق أسلوب القصر:
- القصر باستخدام “إنما”، مثل: “إنما يخشى الله من عباده العلماء”.
- القصر بالنفي والاستثناء، مثل: “وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل”.
- القصر بالنفي وحروف العطف، مثل: “لا يدخل الجنة إلا المؤمنون”.
- القصر بتقديم ما حقه التأخير، مثل: “إياك نعبد وإياك نستعين”، حيث تقدم المفعول به “إياك” على الفعل “نعبد”.
تعريف علم المعاني
علم المعاني هو فرع من فروع علم البلاغة، وقد كان أول من تناول هذا العلم هو العالم العربي السكاكي. ومع أن بلاغيين سابقين قد ذكروا هذا العلم، إلا أنهم لم يعتبروا علم المعاني علمًا مستقلاً في حد ذاته، بل تناولوه في إطار أبواب ومباحث البلاغة القديمة.
أهمية علم المعاني
يمكن تلخيص فوائد علم المعاني فيما يلي:
- يستخدم في التمييز بين الكلام الجيد والرديء.
- يساعد على التعرف على بلاغة الشعر العربي في العصر الجاهلي.
- يكشف عن بلاغة القرآن الكريم من حيث معانيه وألفاظه الرقيقة.
ختامًا، لقد تناولنا في مقالنا جانبًا هامًا من علم البلاغة، وهو علم المعاني، حيث قمنا بتعريفه والحديث عن أهم أبوابه، ومن ثم عرضنا أهمية هذا العلم.