أسباب نشوب حرب البسوس بين القبائل العربية

أسباب حرب البسوس

تُعزى حرب البسوس إلى امرأة تُدعى البسوس بنت منقذ التميمي، وقد اشتهرت هذه الحرب برمزيتها للشؤم والبؤس، حتى أصبحت تُلقب بشؤم البسوس. وتروي الحكاية أنه في أحد الأيام زارت أم جساس بن مرة، وهي أخت البسوس، شقيقتها. في تلك الأثناء، كان هناك جار للبسوس يُدعى سعد بن شمس من قبيلة جرم، يملك ناقة تعرضت للرعي في أراضي كليب من وائل. قام كليب بضرب الناقة، وعندما عادت تحاملت على صاحبها بضرعٍ مختلط باللبن والدم، أسرع إلى البسوس ليخبرها بما حدث. فبدأت تصرخ وتبكي، مما أثار غضب ابن أختها الذي قرر الانتقام. خرج ليتعقب كليب حتى تمكن من طعنه وقتله، فكانت هذه الحادثة بداية حرب البسوس التي استمرت نحو أربعين عامًا.

حرب البسوس

دارت حرب البسوس بين قبيلتي بكر وتغلب، وقد انطلقت الحرب إثر مقتل كليب. بدأ الزير سالم، شقيق كليب، في تجميع صفوف قومه، حيث قام بقص شعره وقصر ثوبه، وامتنع عن النساء والغزل والقمار وشرب الخمر. أرسل وفدًا إلى بني شيبان، حيث التقوا بمرة بن ذهل بن شيبان، وقالوا له: “لقد ارتكبتم جريمة عظيمة بقتلكم لكليب، وانتهكتم حرمة الدم، ونحن نقدم لكم خيارات أربع: إما إحياء كليب، أو تسليم قاتله جساس لنقتله، أو همام الذي هو كفؤ لكليب، أو نعطيكم فرصة الانتقام من نفسي.” رد عليهم بن ذهل قائلاً إنه لا يستطيع إحياء كليب، وأن جساس قد فر، وأن همام من الصعب الوصول إليه، لكن عرض عليه أن يُضحّي بأحد أبنائه أو يقدم لهم ألف ناقة سوداء. أثار هذا العرض غضبهم، حيث اعتبروه تقليلاً من دم كليب، مما أدى إلى تفاقم الصراع بين الطرفين.

الحروب في الجاهلية

تشتهر العرب بتاريخها الطويل من الحروب والمعارك، حيث يُعتقد أن حوالي خمسين معركة قد وقعت بين القبائل العربية قبل ظهور الإسلام. تعتبر هذه الحروب من أبرز الحوادث في التاريخ الجاهلي، والتي تجسد تفكك الروابط بين القبائل. كانت العصبية من السمات البارزة في تلك الحقبة، وقد ساهمت في اندلاع الحروب لأسباب بسيطة في كثير من الأحيان، حيث كانت الهجمات المتبادلة تسفر عن خسائر بشرية كبيرة، إذ تُسجل فيها مئات وآلاف القتلى.

Scroll to Top