الكالسيوم
يُعتبر الكالسيوم من العناصر المعدنية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان، حيث يُخزن 99% منه في العظام والأسنان للحفاظ على قوتها، بينما تُوجد الكمية المتبقية في الدم، والعضلات، والسائل الخارج الخلوي. يلعب الكالسيوم دورًا حيويًا في مجموعة من الوظائف المهمة، بما في ذلك إفراز الهرمونات والإنزيمات، نقل الإشارات العصبية عبر الجهاز العصبي، والمساهمة في انقباض العضلات. من أبرز المصادر الغنية بالكالسيوم الحليب، والجبن، واللبن، بالإضافة إلى المكسرات مثل الفستق الحلبي، والسمسم، واللوز، والبندق، وكذلك التين، والبقوليات، والفاصولياء، والسبانخ، وحبوب الإفطار المدعمة.
ومع ذلك، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم عن الحد الطبيعي إلى ضعف العظام وتكوين الحصى في الكلى نتيجة لإجهادها الناتج عن الحاجة للتخلص من الكالسيوم الزائد. يمكن أن تؤدي هذه الزيادة إلى أعراض متعددة تؤثر على جميع الفئات العمرية، وغالبًا ما تحدث نتيجة للإفراط في تناول مكملات الكالسيوم وفيتامين د، أو زيادة نشاط الغدد جارات الدرقية، أو بسبب تناول بعض الأدوية، أو التعرض لحالات طبية معينة، إلى جانب العديد من الأسباب الأخرى.
أعراض ارتفاع الكالسيوم عند الأطفال
تظهر أعراض زيادة الكالسيوم عند الأطفال عندما يصل تركيزه في الدم إلى 12 ملغرام/ديسيلتر، وتصبح هذه الأعراض أكثر وضوحًا عند وصول التركيز إلى 15 ملغرام/ديسيلتر. من بين الأعراض التي قد تظهر على الأطفال الذين يعانون من ارتفاع مستويات الكالسيوم:
- أعراض الجهاز العصبي: مثل الصداع، والهلوسة، وتغيرات في الشخصية، والتوازن غير المستقر، والشعور بالتعب، والتهيج، والارتباك.
- أعراض الجهاز الهضمي: تشمل شلل الأمعاء، مما يؤدي إلى التقيؤ، والغثيان، والمغص، والإمساك، وفقدان الشهية، بالإضافة إلى أعراض التهاب البنكرياس، مثل الألم في المنطقة فوق المعدة، والتقيؤ، وكذلك زيادة إفراز حمض المعدة مما يسبب التهابًا.
- أعراض الكلى: تتضمن تكوين الحصى في الكلى، أو ما يعرف بالسكري الكاذب، والذي يؤدي إلى كثرة التبول والعطش المفرط. يمكن أن تؤدي زيادة الكالسيوم أيضًا إلى الفشل الكلوي.
- أعراض الجهاز العضلي الهيكلي: أبرزها الشعور بألم في العظام، وقد يعاني الطفل أيضًا من التهاب الملتحمة أو حكة نتيجة لترسبات الكالسيوم.
- أعراض أخرى: قد تشمل التشوهات الخلقية، وفي حالات نادرة قد يصاب الأطفال بما يعرف بمتلازمة الضائقة التنفسية الناتجة عن ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم.
أسباب ارتفاع الكالسيوم عند الأطفال
تتباين أسباب ارتفاع مستويات الكالسيوم عند الأطفال باختلاف أعمارهم، وفيما يلي تفصيل لذلك:
- حديثو الولادة: أسباب ارتفاع الكالسيوم تشمل:
- فرط نشاط الغدة الجار درقية الأولي.
- فرط كالسيوم الدم ونقص الكلس البولي الوراثي.
- إعطاء الرضع كميات زائدة من مكملات الكالسيوم.
- متلازمة ويليام التي تسبب حساسية مفرطة لفيتامين د.
- فرط نشاط الغدة الجار درقية الثانوي.
- متلازمة الحفاظ الأزرق، التي تؤثر على قدرة الأمعاء على نقل التربتوفان.
- الرُضع: قد يرتفع الكالسيوم لدى الرضع نتيجة للإصابة بنخر دهني تحت الجلد، مما قد يتسبب في زيادات خطيرة في مستويات الكالسيوم خلال الأشهر الستة الأولى.
- الأطفال: يمكن أن يعاني الأطفال في سن المدرسة من ارتفاع مستويات الكالسيوم بسبب فرط نشاط جارات الغدة الدرقية الثانوي الناتج عن ورم غدي، أو الأورام الصماوية المتعددة.
علاج زيادة الكالسيوم لدى الأطفال
يتضمن علاج ارتفاع الكالسيوم تقديم السوائل لزيادة تدفقها عبر الكليتين، مما يساعد على تقليل مستويات الكالسيوم في الدم وبالتالي حماية الكلى من الضرر. يمكن أيضًا استخدام مدرات البول، بالإضافة إلى أدوية البيسفوسفونات لتقليل تحلل العظام. يُمكن إعطاء هرمون الكالسيتونين للحد من امتصاص الكالسيوم، وفي حالة زيادة مستويات فيتامين د الحادة، يمكن استخدام الغلوكوكورتيكويدات لتقليل الامتصاص. في حالات الفشل الكلوي، قد يكون من الضروري استخدام غسيل الكلى لإزالة السموم والكالسيوم الزائد من الدم.
الكميات الموصى بها من الكالسيوم
يوضح الجدول التالي الكميات الموصى بها يوميًا من الكالسيوم حسب الفئات العمرية المختلفة:
الفئة العمرية (سنة) | الكميات الموصى بها من الكالسيوم (ملغرام/اليوم) |
---|---|
الأطفال 1-3 | 700 |
الأطفال 4-8 | 1000 |
المراهقون 9-18 | 1300 |
الأشخاص 19-50 | 1000 |
الإناث 51-70 | 1200 |
الذكور 51-70 | 1000 |
الأشخاص بعمر 71 سنة أو أكثر | 1200 |
وظائف الكالسيوم في الجسم
يؤدي الكالسيوم عدة وظائف هامة في جسم الإنسان، نذكر منها:
- تعزيز صحة العظام: يُعتبر الكالسيوم عنصرًا أساسيًا في نمو العظام وزيادة قوتها، ويستمر في بناء العظام حتى يصل الفرد إلى عمر 20-25 سنة. في هذا العمر، تصل العظام إلى أعلى كثافتها، ومع تقدم العمر، تبدأ الكثافة في الانخفاض، مما يجعل الأشخاص الذين لم يحصلوا على كميات كافية من الكالسيوم قبل سن 20-25 أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام لاحقًا.
- انقباض العضلات: عند تحفيز الأعصاب للعضلات، يتم إفراز الكالسيوم الذي يساعد البروتينات في العضلات على الانقباض، وعند انزياح الكالسيوم، تعود العضلة إلى حالتها الطبيعية. قلب الإنسان يستخدم هذه الآلية لضبط النبض.
- تخثر الدم: يساهم الكالسيوم في عملية تخثر الدم بشكل طبيعي.