معنى التسامح
- التسامح يُعدّ من القيم النبيلة التي يجب أن يتسم بها الإنسان، ويجب أن يكون التسامح مبدأً أساسياً في حياته.
- في الإسلام، يُعرف التسامح بأنه مبدأ إنساني سامٍ يُشجع الفرد على تجاوز ذكريات الماضي وما فيها من أحداث مؤلمة،
- والتطلع نحو المستقبل بأمل وإيجابية.
- التسامح يُمثل القدرة على العفو عن الآخرين وعدم الانتقام من المسيئين.
- كما دعا الله عز وجل في جميع الأديان السماوية إلى التحلي بهذه الفضيلة.
- من يصل إلى مرتبة التسامح مع نفسه ومع الآخرين يكون قد حقق أعلى درجات الرقي الأخلاقي.
- ورد ذكر التسامح في العديد من الآيات القرآنية التي تحثّنا على العفو والمغفرة تجاه الذين أساءوا إلينا.
بالإضافة إلى ذلك، يمكنك التعرف على:
فوائد التسامح
- من أبرز فوائد التسامح أنه يجعل الإنسان ينال رضا الله في الدنيا والآخرة.
- فطاعة الله من خلال ضبط النفس والعفو يرتقي بصاحبه إلى أعلى مراتب الجنة.
- وقد ورد أن العفو عن المسيئين له أجر عظيم عند الله لأنه يعبر عن صدق النية ورغبة في رضاه.
- كما أن للتسامح تأثيراً إيجابياً واضحاً في تعزيز المشاعر الطيبة والسكينة بين الأفراد.
- يساعد التسامح في نشر السعادة بين الناس، ويشمل ذلك سعادة الفرد نفسه كونه يقوم بعمل نبيل.
- الفوائد التي ينالها الإنسان من التسامح تشمل السعادة في الدنيا والآخرة على حد سواء.
- يسهم أيضاً في تعزيز التفاهم بين الناس ويقوي الروابط الاجتماعية، خاصة بين المسلمين.
أهمية التسامح
- التسامح يعود بالنفع على الفرد من خلال تقبل الذات.
- كما يؤدي إلى منفعة عامة في المجتمع من خلال نشر المحبة بين أفراده.
- يستطيع كل إنسان رد الإساءة، لكن من يتسم بالتسامح والعفو يكون قد بلغ أعلى مراتب الإيمان بالله.
- هذا ما دعا إليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث ذكر في العديد من أحاديثه أهمية التسامح.
- فقد قال صلى الله عليه وسلم: “لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث”.
- كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، وإلا أُخذ من حسناته بقدر مظلمته”.
آيات قرآنية عن التسامح
أمر الله سبحانه وتعالى بعفوه ومسامحته لمن حولنا، وهناك العديد من الآيات التي تتحدث عن ذلك، منها:
- أوضحت سورة البقرة معاني التسامح والعفو:
- قال الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَردونَكم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكمْ كفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهم الْحَق ۖ فَاعْفوا وَاصْفَحوا حتى يَأْتِيَ اللَّه بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
- ذكرت سورة آل عمران العديد من الدروس في التسامح:
- قال الله تعالى: {وَسَارِعوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكمْ وَجَنَّةٍ عَرْضهَا السَّمَاوَات وَالْأَرْض أعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يَنفقونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّه يحب الْمُحْسِنِينَ}.
- كما جاء في سورة آل عمران:
- قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهمْ ۖ وَلَوْ كنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْف عَنْهمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهمْ وَشَاوِرْهمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يحب الْمُتَوَكِّلِينَ}.
ولا تفوت قراءة مقالنا عن:
آيات قرآنية حول التسامح بين الأزواج
- دعونا الله عز وجل الأزواج للتسامح فيما بينهم لتعزيز المودة والرحمة، ومنها:
- في سورة التغابن، قال الله تعالى: {يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَروهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
- قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
آيات قرآنية تتحدث عن التسامح وصفح الآخرين
- قال الله تعالى: {ودَّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفَّارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير} (البقرة: 109).
- كما أكد الله تعالى في آياته: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين* الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} (آل عمران: 133، 134).
- قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْف عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران: 159).
التسامح في الدين الإسلامي
- التسامح هو قيمة أساسية في الإسلام، ويبرز في العديد من النصوص القرآنية والحديثية. يطالب القرآن الكريم بالعفو والصفح، كما في قوله تعالى: {“وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ”} (القصص: 55).
- كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قدوة في التسامح والعفو، ويُعرف بكرمه حتى تجاه أعدائه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {“ليس الشديد بالصُّرَعَةِ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”} (رواه البخاري ومسلم).
التسامح في حقوق الإنسان
- تعزز حقوق الإنسان قيم التسامح والعفو كجزء من مبادئها الأساسية. يحتاج التسامح إلى الاحترام المتبادل والاعتراف بالاختلافات وتفهم الأوضاع المختلفة للناس.
- تسعى المبادئ العالمية لحقوق الإنسان إلى بناء مجتمعات متسامحة تحترم كرامة الإنسان وتسعى لحل النزاعات بطرق سلمية.
أهمية التسامح للفرد والمجتمع
تأثير التسامح على حياة الأفراد
- يساعد التسامح الأفراد على التعامل مع المشكلات والتحديات بشكل فعال.
- يعزز التسامح السعادة الشخصية ويخفف الضغوط النفسية.
- يسهم في بناء علاقات قوية وصحية مع الآخرين.
جزاؤه في الآخرة
- في الإسلام، يُعتبر التسامح والعفو من الفضائل التي يكافئ الله عليها في الآخرة. قال الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (آل عمران: 134).
- التسامح يُعتبر وسيلة لنيل رحمة الله ودخول الجنة. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: {“من لا يُسَمِّحْ، لا يُسَمَّحْ له”} (رواه مسلم).
آثار التسامح على المجتمع
- تعزيز السلام: يسهم التسامح في تقليل النزاعات والصراعات داخل المجتمع.
- بناء الثقة: يسهم في زيادة الثقة المتبادلة بين الأفراد وتعزيز التعاون.
- تحسين العلاقات: يُحسن من العلاقات الاجتماعية ويعزز من التفاهم والتعاون بين أعضاء المجتمع.
أنواع التسامح
- الديني: يشمل قبول واحترام المعتقدات الدينية المختلفة والتعايش السلمي بينها.
- السياسي: يقوم على احترام الاختلافات السياسية والتعامل مع المعارضة بوسائل سلمية.
- الفكري: يعني تقبل وتقدير وجهات النظر المتنوعة.
- العرقي: يحترم CULTURES المختلفة ويعالج التمييز العنصري بطرق بناءة.
التسامح في السنة النبوية
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {“ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ”}.
- جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: {“يا رسولَ اللهِ، كم نعفو عن الخادمِ؟”} فقال: {“اعفُوا عنه في كل يومٍ سبعين مرةً”}.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {“ثلاثٌ والذي نفسي بيدِه إنْ كُنتُ لحالفًا عليهنَّ: لا ينقصُ مالٌ من صدقةٍ، ولا يعفو عبدٌ عن مظلمةٍ إلا زاده اللهُ بها عزًّا يومَ القيامةِ ولا يفتحُ عبدٌ بابَ مسألةٍ إلا فتح اللهُ عليه بابَ فقرٍ”}.
وسائل تعليمية وأنشطة للأطفال حول التسامح والقيم الأخلاقية
- القصص: استخدام القصص التعليمية التي تبرز قيم التسامح والعفو، مثل قصص النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- الألعاب التعاونية: تنظيم ألعاب تشجع على التعاون والعمل الجماعي وتعزيز قيم التسامح.
- ورش العمل: إجراء ورش عمل بخصوص كيفية التعامل مع النزاعات بطرق سلمية.
- التعليم بالقدوة: تقديم نماذج إيجابية تُظهر سلوكيات التسامح من خلال الكبار.
- التفاعل الاجتماعي: تشجيع الأطفال على التعامل بلطف واحترام مع أصدقائهم وتقدير اختلافاتهم.