يعتبر الحجاب الحاجز نسيجًا عضليًا يفصل بين تجويف البطن والصدر، حيث يمر عبره المريء من خلال فتحة مخصصة باتجاه المعدة. يعتبر هذا العضو من العناصر الحيوية في جسم الإنسان، وله أهمية لا تقل عن بقية الأعضاء.
يعمل عدد من الأطباء المتخصصين في هذا المجال على تقديم العلاج المناسب لحالات فتق الحجاب الحاجز، وسنستعرض في هذا المقال أنواع الفتق وكيفية معالجته.
تعريف فتق الحجاب الحاجز
فتق الحجاب الحاجز يُعرّف بأنه بروز جزء من المعدة نحو تجويف الصدر عبر الحجاب الحاجز. يرتبط هذا الفتق بعدة عوامل، من بينها السمنة، التدخين، الحمل، السعال المزمن، الاستفراغ ورفع الأحمال الثقيلة.
لا يقتصر فتق الحجاب الحاجز على فئات عمرية معينة، بل يمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية، لكنه يتزايد شيوعًا بعد سن الخمسين.
موقع الحجاب الحاجز
يتواجد الحجاب الحاجز بين تجويف البطن والقفص الصدري، محاطًا بغشاء بلوري، بينما يتموضع مركزه بالقرب من التامور المحيط بالقلب. يتحرك الحجاب الحاجز أثناء التنفس، إذ ينقبض خلال الشهيق وينخفض للأسفل مما يؤدي إلى اتساع تجويف الصدر، بَيْنما يعود إلى الأعلى أثناء الزفير لطرد الهواء من الرئتين.
يحتوي الحجاب الحاجز على ثلاث فتحات رئيسية: الأولى للمريء محاطة بألياف عضلية، الثانية للوريد الأجوف السفلي، والثالثة للأبهر النازل، الذي يعد الشريان الذي يمتد من القلب إلى البطن عبر الصدر ويتيح مرور القناة الصدرية.
تعمل الأعصاب المكونة للحجاب الحاجز على إرسال إشارات الانقباض والانبساط، والتي تساعد في التحكم بعمليات التنفس. في بعض الحالات، قد يولد الشخص بعيب خلقي في الحجاب الحاجز، مما يؤدي إلى ظهور فتق ويبدأ في التأثير على التنفس بشكل سلبي.
أعراض فتق الحجاب الحاجز
في معظم الأحيان، لا يشعر الفرد بوجود فتق الحجاب الحاجز إذا كان الفتق صغيرًا، وقد لا يُكتشف إلا من خلال الفحوصات الطبية التي يطلبها الطبيب. ومع زيادة حجم الفتق، تظهر الأعراض بشكل أوضح، والتي تشمل ما يلي:
- حرقة في المعدة مصحوبة بارتجاع الحمض من المعدة إلى المريء، مما يسبب التهابًا في المريء.
- انتفاخ في البطن وكثرة التجشؤ، التي تزداد بشكل خاص بعد تناول الطعام.
- ألم في الصدر مصحوبٍ بإحساس بضغط على الصدر قد يمتد إلى الرقبة.
- ألم في الفم ووجود التهابات في اللثة، مع رائحة كريهة من الفم.
- انسداد في الجهاز الهضمي، مما يتسبب في قيء وآلام شديدة في البطن.
إذا ظهرت هذه الأعراض، يتوجب على الشخص مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من وجود فتق في الحجاب الحاجز.
أنواع فتق الحجاب الحاجز
ينقسم فتق الحجاب الحاجز إلى نوعين رئيسيين:
- الفتق الانزلاقي: يعد الفتق الانزلاقي الأكثر شيوعًا بين أنواع فتق الحجاب الحاجز، حيث يتصف بكونه صغير الحجم ويحدث نتيجة اندفاع العضلة العاصرة السفلية للمريء وأعلى المعدة عموديًا إلى تجويف الصدر.
- الفتق المتدحرج: يُعتبر النوع الأقل شيوعًا ويعرف أيضًا بالفتق الجانبي للمريء، حيث يحدث اندفاع جزئي للمعدة عبر فتحة بجانب المريء نحو الصدر، وقد يتسبب هذا النوع في دوافع صحية متعددة.
كيف يتم تشخيص فتق الحجاب الحاجز؟
تشخيص فتق الحجاب الحاجز يعتمد على الفحوصات الطبية، والأشعة، والتحاليل المختبرية، التي يلجأ إليها الأطباء في حالات غموض التشخيص. وتشتمل هذه الفحوصات على:
- الأشعة السينية التي تتطلب تناول سائل يملأ الجهاز الهضمي، لتنفيذ تصوير داخلي للجهاز الهضمي.
- المنظار العلوي.
- اختبارات حركة المريء والحجاب الحاجز.
طرق علاج فتق الحجاب الحاجز
تتعدد طرق علاج فتق الحجاب الحاجز وتختلف اعتمادًا على درجة Severity الفتق. تشمل هذه الطرق:
التركيز على تعديل السلوكيات اليومية للأشخاص الذين يعانون من فتق خفيف، مثل:
- تقليل حجم الوجبات، للتحول إلى وجبات أصغر.
- تجنب الأطعمة الحامضية والمقليات، وتفادي الكافيين والبصل والثوم.
- الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول.
- الانتظار حتى يتم الهضم بشكل جيد قبل النوم، وتجنب الأنشطة البدنية بعد تناول الطعام.
- عدم تناول الطعام لوقت أقل من 3 ساعات قبل النوم.
- تجنب الشد أثناء عملية التبرز ورفع أشياء ثقيلة.
العلاج الدوائي
يُعتبر خيار العلاج الدوائي من الخيارات المتاحة، حيث يتضمن تناول أدوية تساعد في معالجة الأعراض مثل:
- مضادات الحموضة التي تعادل حموضة المعدة، مع الانتباه لتفادي الإفراط في تناولها لأنها قد تؤثر على كفاءة الكلى.
- مستقبلات الهستامين والتي تقلل إفراز أحماض المعدة.
- مثبطات البروتون، التي تساعد على تقليل حموضة المعدة وإصلاح الأضرار الناجمة عن الحمض في المريء.
أما الخيار الأخير، فهو التدخل الجراحي، الذي يُلجأ إليه عند عدم استجابة الأدوية أو تغيير نمط الحياة، ويتم فيه تضييق فتحة المريء وإعادة المعدة لموقعها الطبيعي بواسطة المنظار.