يعد توقيت غرينتش من أبرز مفاهيم قياس الوقت في العالم. لقد شهدت عملية اكتشاف التوقيت مراحل متعددة عبر العصور، حيث أبدع كل عصر في وسائل إدارة الوقت بدوره، مما يجعل معرفة الوقت أمرًا أساسيًا لحياة الإنسان.
أدّت جهوده العديد من علماء الفلك والفيزياء إلى استكشاف أساليب جديدة لقياس الوقت، ومن بين هذه التوقيتات البارزة هو توقيت غرينتش، الذي سنستعرض تفاصيله اليوم.
ما هو توقيت غرينتش؟
يُعرف توقيت غرينتش بأنه نظام زمني يعتمد على دوران الأرض حول محورها في فترة 24 ساعة، متخذًا خط الطول الذي يمر عبر مدينة غرينتش في المملكة المتحدة كنقطة انطلاق.
يعتبر هذا الخط بمثابة الخط الصفري، حيث أي منطقة تقع شرق هذا الخط يكون وقتها زائدًا، أما المناطق الغربية فيكون وقتها ناقصًا.
اعتمد هذا التوقيت بشكل رسمي من قبل المعهد الفلكي الملكي في المملكة المتحدة، وأصبح معيارًا عالميًا يُستخدم كالتوقيت الرسمي في جميع أنحاء العالم.
يختلف خط الطول تمامًا عن خط العرض، إذ يُستخدم خط الطول بشكل أساسي في حساب الوقت، بينما تُستعمل دوائر العرض لتحديد الموقع والمناخ.
أبرز ميزات توقيت غرينتش
تُعتبر توقيتات غرينتش محط اتفاق بين العلماء في مجال الفلك، حيث تتميز بعدد من الخصائص:
- يمكن توقيت غرينتش من حساب الفرق في الوقت بين منطقتين مختلفتين استنادًا إلى خطوط الطول الخاصة بهما.
- قسم توقيت غرينتش اليوم إلى فترتين: الليل والنهار، وكل فترة تتكون من 12 ساعة.
- يسهم توقيت غرينتش في تسهيل معاملات توقيت أي دولة على مستوى العالم.
- يمكن رؤية خط غرينتش واضحاً على الخرائط العالمية، مما يسهل تحديد المواقع.
- أصبح توقيت غرينتش معياراً عالمياً لقياس الوقت، مما يقلل من اختلاف طرق تحديد الوقت في الدول المختلفة.
- يعتبر خط غرينتش مرجعية ثابتة لجميع الدول، حيث يعتمد على حركة دوران الأرض، مما يجعله خاضعًا لمبدأ علمي دقيق.
كيفية حساب توقيت غرينتش
يعتمد توقيت غرينتش على وجود 360 خط طول على سطح الأرض، وهذه الخطوط غير متوازية وتلتقي عند القطبين، حيث يُعتبر خط غرينتش هو الخط رقم صفر.
تستغرق الأرض 4 دقائق للانتقال من خط طول إلى آخر، وبذلك تحتاج إلى 1440 دقيقة لإكمال دورة كاملة وهي ما تعادل 24 ساعة.
على سبيل المثال، إذا كانت الساعة في توقيت غرينتش 12 ظهراً، يُضاف لساعتين ليصبح الوقت 2 ظهراً في مصر، في حين أنه إذا كانت الساعة في الولايات المتحدة 5 ساعات أقل، فإنها ستكون الساعة السابعة صباحًا.
بهذه الطريقة، يُضاف الوقت للدول الواقعة شرق خط غرينتش ويُطرح عن الدول الواقعة غربه، مما يتيح معرفة توقيت أي دولة بشكل دقيق.
بالإضافة إلى ذلك، أدت هذه الحسابات إلى تطوير نظام الوقت الذي يشمل الدقائق والثواني، حيث قُسم إلى أربع توقيتات أساسية في الساعة، بكل توقيت فاصل زمني يبلغ 15 دقيقة، مع وجود عقارب متخصصة لقياس الثواني والدقائق والساعات.
نسبة تسمية توقيت غرينتش
سُمي توقيت غرينتش نسبة إلى بلدة غرينتش الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي من مدينة لندن، المملكة المتحدة. تشتهر هذه البلدة بأهميتها الكبيرة، حيث يقع عليها خط الطول صفر.
وبفضل ذلك، أصبحت غرينتش معيارًا عالميًا لقياس الوقت، مع مراعاة المسافات بالنسبة لكل دولة، كما أنّ البلدة تقع شرق نهر التايمز في لندن، وتمتعت بشهرة متزايدة بعد اعتماد هذا التوقيت.
كما أصبحت وجهة سياحية رئيسية، حيث يسعى الزوار للتعرف على هذا المعلم التاريخي، مما ساهم في تعزيز السياحة والاقتصاد المحلي.
وقد اعتمد المعهد الفلكي الملكي البريطاني مكتبتها كنقطة مرجعية لمعايير الوقت العالمية.
دور خطوط الطول ودوائر العرض
تلعب خطوط الطول ودوائر العرض دورًا حيويًا في تحديد المواقع الجغرافية على الأرض بدقة.
تقوم دورات العرض بتقسيم الكرة الأرضية على أساس موقعها نسبة إلى خط الاستواء، بينما تحدد خطوط الطول مواقع الدول شرق أو غرب خط غرينتش.
تم تقسيم خطوط الطول إلى 360 خطًا تأخذ شكل أنصاف الدوائر وتتقاطع عند القطبين، وتساعد هذه الخطوط على حساب الوقت النسبي لدول العالم بناءً على موقعها.
أما دوائر العرض فهي دوائر افتراضية على الخرائط، عددها 180 دائرة، وتساعد في تحديد المواقع والمناخ المتعلق بكل دولة.
تركز دوائر العرض أيضًا على تحديد الفصول الأربعة التي تؤثر في حالة الطقس لكل منطقة، حيث تتواجد 90 دائرة شمال خط الاستواء و90 جنوبه.
ما هو التوقيت العالمي؟
التوقيت العالمي هو النظام الزمني المعتمد من قبل الدول لقياس الوقت على مدار الـ 24 ساعة. وقد أُعتمدت وحدة قياس التوقيت العالمي بالثانية.
يعتبر هذا النظام أساسًا مهمًا لتنسيق الوقت على مستوى العالم، ويعتمد على الثانية الذرية كأساس للقياس، وهو في أساسه استنادًا للتوقيت الشمسي.
تقاس الثانية الذرية نحو تسعة أجزاء من الثانية العادية، ويتم احتساب التوقيت المحلي وفق خطوط الطول للمناطق المختلفة.
تتفاوت أوقات الشروق والغروب بين الدول، وكذلك قد تختلف الأوقات داخل نفس الدولة تبعًا للمسافة بين المدن.
على سبيل المثال، في الولايات المتحدة توجد أربع مناطق زمنية، بما في ذلك منطقة المحيط الهادي والمنطقة الشرقية والوسطى والغربية، مما يؤثر على توقيت الشروق والغروب في كل منها.