أسباب انهيار الدولة الرستمية

الدولة الرستميّة

بنو رستم، المعروفون بالرستميين، هم سلالة حاكمة قد أسست سلطتها في المغرب الأوسط خلال الفترة من العام 776 حتى 909 ميلادي. وقد اختاروا مدينة تيهرت (تيارت) في الجزائر مقراً لحكمهم. ارتبط الرستميون بالمذهب الإباضي، وهو أحد المذاهب الإسلامية القريبة من الشيعة، والذي سُمي بذلك نسبةً إلى عبد الله بن إباض التميمي. اعترف الإباضيون المغاربة آنذاك بإمامة عبد الرحمن بن رستم، الذي يُعتبر مؤسس هذه السلالة، حيث أنشأ دولة تيهرت الثيوقراطية، المعروفة بازدهارها التجاري. إلا أن انهيار عاصمتها تيهرت عام 909 أدّى إلى سقوط الدولة الرستميّة وبروز الدولة الفاطميّة على أنقاضها.

الخصائص المميزة للدولة الرستميّة

  • كان يُلقب حاكم الدولة بالإمام، حيث تولى إمامة الناس في الصلاة وتنظيم شؤون الدولة وفقاً لقواعد الشريعة الإسلامية.
  • تسمّك الحكام الأئمة بنمط حياة بسيط وزهد، متشبهين في ذلك بالخلفاء الراشدين.
  • ساعد الأئمة في إدارة الدولة عدد من الوزراء المتخصصين في مجالات القضاء والمالية والأمن، إضافة إلى تعيين عدد من الولاة من قبل شيوخ القبائل بموافقة الإمام الحاكم.
  • شهدت التجارة والزراعة في الدولة تطوراً ملحوظاً، وخاصة في العاصمة تيهرت، حيث كانت تمثل مركزاً لتجمع القوافل التجارية، بالإضافة إلى اهتمام السكان بتربية المواشي.
  • برزت الحركة الثقافية في تلك الفترة، رافقت جهوده الأئمة لتشجيع التعليم والعلماء. اعتبرت المساجد في تلك الحقبة مراكز للإشعاع العلمي، حيث كانت تدرس فيها علوم الفقه والتفسير والبلاغة والنحو…
  • نشط العمران في الدولة، حيث قام السكان بتشييد القصور والمساجد، وزادت المتاجر والأسواق، كما تميزت الدولة بنمو الصناعات اليدوية.
  • تجلت في الدولة الرستميّة ملامح من الحضارتين البيزنطية والفارسيّة، التي انصهرت في إطار واحد لتشكيل حضارة فريدة.

من أبرز العلماء والمفكرين في الدولة الرستميّة: الشيخ أبو سهل، وأفلح بن عبد الوهاب، وأبو عبيد الأعرج.

أسباب انهيار الدولة الرستميّة

  • من أبرز أسباب انهيار الدولة الرستميّة نشوب صراعات داخلية دائمة بين أتباعها، والتي أدت في النهاية إلى تفككها وانقراضها.
  • توتر العلاقات بين الدولة الرستميّة والدولة العباسيّة.
  • أسقطت الدولة الفاطميّة بقيادة أبي عبد الله الشيعي الدولة الرستميّة عام 909 ميلادي.
  • ضعف الأئمة في المراحل اللاحقة وظهور الدعوة الشيعيّة.
  • تزايد الفتن والمشكلات الداخلية للنزاع على السلطة.
  • قصور في إنشاء جيش نظامي محترف وضعف الجهاز الحكومي.
Scroll to Top