قصة حاتم الطائي: ما الذي قاله الرسول عن حاتم الطائي؟

حاتم الطائي هو واحد من أبرز الشعراء في عصر الجاهلية، حيث تميز بكرمه الاستثنائي وموهبته الشعرية، وقد ألهمت قصته العديد من الأفلام والقصص الأدبية. نشأ حاتم في بيئة تُقدّس قيم الكرم والشجاعة، واشتهر بشعره الذي أُعجب به النبي محمد صلى الله عليه وسلم. في هذا المقال، سنستعرض سيرة حياة حاتم الطائي من خلال موقعنا.

من هو حاتم الطائي

حاتم بن عبد الله بن سعد بن آل فاضل بن أمرؤ القيس، وكنيته أبا سفانة وأبا عدي، ينتمي إلى قبيلة طيء. تلقى تراث الكرم من والدته، واشتهر بأنه أحد أكرم العرب، حيث كان ينحر عشرة من الإبل كل يوم لإطعام ضيوفه.

من أبرز مواقفه في الكرم كانت عندما ناقش والده، حيث قدم لضيوفه جميع الإبل التي كان يعتني بها، فاستغرب الجميع من فعله. كان المقصد من وراء ذلك هو تعزيز قيم الكرم بين قومه، وإبراز ما يتمتع به من أخلاق نبيلة حتى يعود الضيوف إلى بلادهم ويتحدثوا عن كرم حاتم.

عاش حاتم وقبيلته في منطقة حائل، التي تعد حاليًا جزءًا من المملكة العربية السعودية. كان شعره يعكس طبيعته السخية، وكانت أخلاقه موازية لكلماته، ومن بعض أشعاره:

وعاذلة قامت على تلومني

كأني إذا أعطيت مالي أضيمها

أعادل أن الجود ليس بمهلكي

ولا مخلد النفس الشحيحة لومها

وتذكر أخلاق الفتى وعظامه

مغيبة في اللحد بال رميمها

ومن يبتدع ما ليس من خيم نفسه

يدعه ويغلبه على النفس خيمها

كتب “ديوان حاتم الطائي” يجمع مجموعة من قصائده التي تضم 52 قصيدة، لتوثق إبداعه الشعري خلال فترة حياته.

حياة حاتم الطائي

ولد حاتم الطائي في جبال طيء في حائل وتوفي عام 605 ميلادي. عاش في المرحلة التي سبقت الإسلام وكان أمير قبيلته، وعُرف بلقب أكرم العرب. كما اعتنق الديانة المسيحية.

تميز حاتم بقوته في المعارك، فكان غالبًا ما ينتصر، وتمتع بسرعة فائقة في الحرب. كان يحسن استقبال الضيف ولا يرد سائلاً.

تزوج من ثلاثة نساء يتمتعن بالذكاء والجمال، وأنجب أربعة أبناء. كانت ابنته سفانة هي من ورثت عن والدها قيم الكرم والسخاء، فقد كانت تُعطي كل ما تملك للفقراء دون تردد.

حاتم الطائي والرسول

على الرغم من أن حاتم الطائي توفي قبل ظهور الإسلام، إلا أن قصته وصلت إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبر أبنائه الذين حاولوا جاهدين نقل مآثره. قال عدي بن حاتم للنبي: “إن أبي كان يصل الرحم، ويفعل ويفعل، فهل له في ذلك أجر؟” فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن أباك طلب شيئًا فأصابه”، إشارة إلى سعيه للسمعة الطيبة.

قصة سفانة ابنة حاتم الطائي والرسول(ص)

بعد أن قاد المسلمون الفتح على قبيلة طيء، وقعت سفانة ابنة حاتم الطائي في الأسر. ولما قدّمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: “يا محمد إن رأيت أن تخلى عني فلا تشمت بي أحياء العرب فإني ابنة سيد قومي، وإن أبي كان يفك العاني ويحمي الذمار ويقيم الضيف ويشبع الجائع، ويفرّج عن المكروب ويطعم الطعام”.

فأجابها النبي: “يا فتاة هذه صفات المؤمن حقًا، خلوا سبيلها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق”.

بعد وصول وفد من بلدها، أرسلها رسول الله معهم مع نفقة وكسوة وأرسلها إلى أخيها عدي في بلاد الشام.

يقع قصر حاتم الطائي في بلدة توارن ويعد من المعالم السياحية الجذابة، وتزيد زيارته من سعادة السياح وتمتعهم، حيث بُني القصر من الطين والحجر، وتعتبر مقبرته من المعالم القريبة منه.

Scroll to Top