لا تعود الروح إلى الحياة مرة أخرى، ولكن في حالة سيدنا عيسى عليه السلام، نؤمن نحن المسلمون أنه صعد إلى السماء بروحه وجسده، وسيرجع إلينا مجددًا ليقاتل المسيح الدجال قبل يوم القيامة.
ومع ذلك، هناك بعض العلماء الغربيين واليهود بالإضافة إلى المسيحيين الذين يتحدثون عن وفاة سيدنا عيسى، ومكان دفنه. لذا سنستعرض في هذا المقال معلومات شاملة حول هذا الموضوع، فتابعونا حتى نهاية المقال.
نبذة عن سيدنا عيسى عليه السلام
قبل الخوض في موضوع مكان دفن سيدنا عيسى عليه السلام، دعونا نتعرف على هذا النبي العظيم، مولده وقصة حياته بشكل كامل:
- سيدنا عيسى بن مريم تم ذكر قصته في القرآن الكريم، حيث جاءه جبريل عليه السلام إلى مريم العذراء وهي في المعبد.
- بشرها جبريل بأنها ستلد غلامًا مقدسًا، وأخبرها أن الله سبحانه وتعالى اصطفاها من بين نساء العالم.
- وكان ذلك تكريمًا لها.
- أوضح لها أن المولود الذي ستنقض هي تسميته “عيسى”، وأنه سيكون نبيًا عظيمًا.
- وأن الإنجيل سينزل عليه وسيتحدث وهو في المهد فور ولادته.
- سيكون من الصالحين في الدنيا، وقد أخبر جبريل مريم العذراء بكل ذلك.
- وقد ورد في القرآن الكريم: “كَذَلِكَ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ”.
- كان هذا الخبر بمثابة مفاجأة كبيرة لها، كونها كانت عذراء ولم يمسها بشر.
- ولم ترتكب أي خطأ أو فاحشة.
- قال لها جبريل إن هذا هو أمر الله سبحانه وتعالى، وإذا قضى أمرًا فلا بد من أن يتحقق.
للتعرف على المزيد، تابعوا معنا:
قصة ميلاد سيدنا عيسى بن مريم
- كانت مريم العذراء تسير نحو صحراء بيت لحم الواقعة في فلسطين.
- وفي أثناء سفرها، شعرت بآلام الولادة.
- من شدة الألم، جلست مريم في مكان، وأمر الله عز وجل بجريان مياه من تحتها.
- لتشرب منها.
- ثم استندت إلى نخل فتمت الوحي بأن تهز جذع النخلة.
وبدت الولادة سهلة رغم الألم الشديد.- فبمجرد أن لمست جذع النخلة، تساقط عليها رطب.
- وساعدها الجذع في عملية الولادة.
- وورد في القرآن: (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهَزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تَسَاقَطُ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرَّي عَيْنًا).
- أنجبت سيدنا عيسى عليه السلام، وبقيت في تلك المنطقة.
- وهي صحراء بيت لحم القريبة من فلسطين لمدة 40 يومًا.
- بعد ذلك، عادت مريم إلى بني إسرائيل، لكن عندما جاءها الوحي بأن تعود إلى قومها.
- أعربت عن مخاوفها من أن بني إسرائيل سيؤذونها بسبب هذا الأمر، لكن جبريل طمأنها.
- ألا تتحدث بأي شيء، وسيدنا عيسى هو من سيتحدث ويخبر بني إسرائيل بالحادثة.
- عندما عادت مريم إلى بني إسرائيل، تعرضت للسخرية، وخاصة من الرهبان.
- لكن الوحيد الذي صدقها كان سيدنا زكريا.
- آمن بها ووقف بجانبها، في حين اتهمها الآخرون بالفسق.
- وادعوا أنها أقامت علاقة مع رجل بدون زواج.
- إلا أن مريم نفذت أوامر الله بالصمت.
وحينما سألها بنو إسرائيل عن الغلام، أشارت إليه.- فغضب الرهبان ظنًا منهم أنها تسخر.
- وعندما حدث ذلك، جعل الله سيدنا عيسى يتحدث في المهد، حيث قال الله تعالى: “قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّه آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا”.
قصة رفع سيدنا عيسى إلى السماء
- نزل الإنجيل على سيدنا عيسى عليه السلام، كما جاء في قوله تعالى:
- “وقفينا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاة وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاة وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ * وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”.
- ثم بدأ يدعو بني إسرائيل إلى الدين الجديد، إلا أن عددًا قليلًا فقط من الأشخاص دعموه.
- انقسم الناس إلى مؤمنين وكافرين.
- ذات يوم، أتى الكافرون بهدف قتل سيدنا عيسى عليه السلام، لكن الله سبحانه وتعالى شبه أحدهم بسيدنا عيسى.
- وكان هذا الشخص خائنًا، إذ أخبر الرومان بمكانه.
- وفي النهاية، قتلت الرومان ذلك الرجل، فظنوا أنهم قد قتلوا سيدنا عيسى عليه السلام وصلبوه.
- ثم رفع الله تعالى روح وجسد سيدنا عيسى إلى السماء حتى يأذن له بالعودة قبل قيام الساعة.
- كما جاء في قوله تعالى: “وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا” صدق الله العظيم.
معجزات سيدنا عيسى عليه السلام
أهدى الله سبحانه وتعالى العديد من المعجزات لسيدنا عيسى، إلا أن عددًا قليلاً فقط آمنوا به، ومن هذه المعجزات:
- ربما تكون معجزة الحديث في المهد هي الأبرز، حيث تحدث لأول مرة بعد ولادته، موجهًا حديثه إلى أمه.
- كما نزلت مائدة من السماء، والتي كانت مرتبطة بقصة الحواريين (تلاميذه).
- حدث ذلك عندما طلب منه بني إسرائيل أن يسأل ربه عن مائدة.
وقد تم ذكر ذلك في سورة المائدة. - كان يشفي المرضى، بما في ذلك الأخرس والمصابين بالبرص، بل وأحيا الموتى أيضًا.
- وعندما حاول الكافرون قتله، فإن الله لم يقبل مؤامرتهم، وكان دائمًا بجانبه.
مكان دفن سيدنا عيسى في نهاية الزمان
- سيدنا عيسى لا يزال موجودًا عند الله سبحانه وتعالى بروحه وجسده، ولم يمت أو يدفن.
- لأن معنى الموت هو صعود الروح إلى الله وترك الجسد على الأرض، وهذا ما جاء في القرآن الكريم وجميع التفاسير.
- سوف ينزل سيدنا عيسى بإذن الله تعالى قبل قيام الساعة، ليقاتل المسيح الدجال وينهيه.
- وقد ورد في بعض الأحاديث الشريفة، وفي أحدها عن الإمام البخاري يفيد: “لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عادلًا فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد”.
- تذكر الأقاويل أن سيدنا عيسى عليه السلام سينزل عند المنارة البيضاء شرق دمشق، وتحديدًا بين مهرودتين.
- عندما ينزل، يضع يديه على أجنحة ملائكة، وعندما يخفض رأسه، يتساقط الماء، وعندما يرفعه، تتدفق حبات كالجمان.
- ومع ذلك، فإن بعض علماء الدين يشككون في هذا الحديث، نظرًا لأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين ولا نبي بعده.
- العلم عند الله وحده، وما سيحدث أيضًا معرفته عند الله.
- ولكن المنطق يقول إن الله سبحانه وتعالى رفع سيدنا عيسى إليه بروحه وجسده، ولم يمت بعد.
- استنتج العلماء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ما قبض الله نبيًا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه”، وهذا يعني أن المكان الذي سيدفن فيه سيدنا عيسى هو ذات الغرفة المدفون فيها محمد صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
وجهة نظر الدين المسيحي حول موت سيدنا عيسى
- يؤمن الدين المسيحي وكذلك اليهود بأن سيدنا عيسى عليه السلام مات وتم دفنه في كنيسة القيامة في القدس.
- يؤمنون أيضًا بمفهوم المخلص الذي سيظهر في آخر الزمان، وهي الشخصية المقاربة لشخصية المهدي عند الشيعة.
- ويدّعون أن سيدنا عيسى سيعود مرة أخرى إلى الأرض.
- ومع ذلك، يعتقدون اعتقادًا مختلفًا عن ما ورد في القرآن الكريم، بأن سيدنا عيسى سوف ينزل ليقضي على المسيح الدجال قبل يوم القيامة.
- لكنهم يعتقدون أنه سيمثل في منتصف المعركة بين المهدي المنتظر والمسيح الدجال.
- وسينزل مرتديًا رداءً أصفر، في رأسه زيت، وسيتقدم لمحاربة الدجال.
- في ذلك الوقت، سيكون سيدنا عيسى مُسلمًا ملتزمًا بجميع تعاليم الإسلام، وسينجح في التخلص من المسيح الدجال مما يؤدي لإسلام الناس جميعًا.
متى ينزل سيدنا عيسى عليه السلام
- حدد الله تعالى مجيء النبي عيسى ونزوله من السماء كعلامة من علامات يوم القيامة الكبرى، إلا أنه لم يُذكر نص واضح يحدد موعد نزوله بدقة.
- لكن المعروف هو أنه سينزل في آخر الزمان قبيل قيام الساعة، بعد خروج المسيح الدجال وإثارة الفتنة بين المؤمنين.
- ما يُشير إلى ذلك هو قول النبي عليه الصلاة والسلام: (أنَّهُ إذا خرج مسيحُ الضَّلالةِ الأعورُ الكذَّابُ نزل عيسَى ابنُ مريمَ على المنارةِ البيضاءِ شرقيَّ دِمشقَ بين مَهْرودَتَيْنِ).
مكان نزول سيدنا عيسى آخر الزمان
أخبرنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أن سيدنا عيسى سينزل في شرق دمشق، وبشكل محدد عند المنارة البيضاء، حيث قال في حديث شريف: (فَبينما هو كَذلكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ المَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِندَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بينَ مَهْرُودَتَيْنِ).