أعشاب للتخفيف من الكحة وصحة الصدر
تُعتبر بعض الأعشاب الطبيعية من الخيارات المفيدة التي قد تساعد في تخفيف الكحة. ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أن ليس كل ما هو طبيعي يعتبر آمناً بالضرورة، لذا يُنصح بالتشاور مع الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية قبل البدء باستخدام أي من الأعشاب أو المكملات الغذائية. فيما يلي بعض الأعشاب التي يُحتمل أن تساهم في تحسين حالة الكحة:
الزنجبيل
يعتبر الزنجبيل (بالإنجليزية: Ginger) من الاعشاب الطبيعية التي قد تُستخدم لتخفيف الكحة الجافة وأعراض الربو (بالإنجليزية: Asthmatic cough)، لما له من خصائص مضادة للالتهابات قد تساعد أيضاً في تخفيف الألم والغثيان.
وفقاً لدراسة مختبرية نُشرت في مجلة American Journal of Respiratory Cell and Molecular Biology عام 2013، وُجد أن المركبات المضادة للالتهابات في الزنجبيل قد تساهم في إرخاء أغشية الشعب الهوائية مما قد يقلل من الكحة. إلا أن هذه الدراسة تمّت على خلايا معزولة مما يستدعي إجراء دراسات إضافية على الكائنات الحية لإثبات فعالية ذلك.
ومع ذلك، يجب الانتباه إلى بعض الحالات التي تتطلب الحذر عند استخدام الزنجبيل، ومنها:
- النساء المرضعات: لا توجد معلومات علمية كافية حول أمان استخدام الزنجبيل خلال فترة الرضاعة الطبيعية.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزيف: قد يزيد تناول الزنجبيل من خطر النزف الدموي لدى هؤلاء الأشخاص.
لمزيد من التفاصيل حول فوائد الزنجبيل، يمكنك قراءة مقال فوائد الزنجبيل.
جذور الختمية
تُعد جذور الختمية (بالإنجليزية: Marshmallow root) من الأعشاب التي استخدمت منذ القدم للتخفيف من الكحة والتهاب الحلق (بالإنجليزية: Sore throat)، حيث يساعد محتواها العالي من المادة الهلامية (بالإنجليزية: Mucilage) في تخفيف تهيّج الحلق.
في دراسة نُشرت في مجلة Complementary Medicine Research عام 2018، أُجريت على 822 شخصاً، توصلت النتائج إلى أن استخدام مستخلصات جذور الختمية قد يساهم في تخفيف أعراض الكحة الجافة.
ومع ذلك، هناك بعض التوصيات المتعلقة بأمان استخدام جذور الختمية، ومنها:
- النساء الحوامل والمرضعات: لا توجد معلومات كافية حول أمان استخدام جذور الختمية خلال فترتي الحمل والرضاعة، لذا يجب استخدامها بالكميات العادية الموجودة في الطعام.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزف: قد يزيد تناول جذور الختمية من خطر الإصابة بالنزيف.
الزعتر
يُعتبر الزعتر (بالإنجليزية: Thyme) من الأعشاب الشائعة المستخدمة لتخفيف الكحة، والتهاب الحلق، والتهاب القصبات الهوائية (بالإنجليزية: Bronchitis)، ومشاكل الجهاز الهضمي.
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Arzneimittelforschung عام 2007، أن استخدام مزيج من الزعتر وزهرة الربيع لمدة 11 يوماً كان له تأثير فعال وآمن في التخفيف من التهاب القصبات الهوائية الحاد.
لكن يجب توخي الحذر أثناء تناول الزعتر لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات الصحية، مثل:
- الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه بعض النباتات: قد تظهر ردود فعل تحسسية تجاه الزعتر لدى الأشخاص الحساسين لأعشاب أخرى مثل الأوريجانو (بالإنجليزية: Oregano).
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزف: قد يؤثر الزعتر على تخثر الدم، مما يزيد من خطر النزيف، خاصة عند تناول كميات كبيرة.
لمعرفة المزيد عن فوائد الزعتر، يمكنك قراءة مقال فوائد مغلي الزعتر.
الكركم
يحتوي الكركم (بالإنجليزية: Turmeric) على الكركمين (بالإنجليزية: Curcumin) الذي يمتلك خصائص مضادة للالتهابات والفيروسات والبكتيريا، وقد يكون مفيداً في معالجة الكحة الجافة.
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Life Sciences عام 2005 على حيوانات أن استخدام مستخلص الكركم يحتوي على نشاط مضاد للتشنجات، ويؤثر بشكل انتقائي على أنسجة الأمعاء والقصبات الهوائية، مما قد يفسر استخدامه التقليدي في عدة اضطرابات، بما فيها السعال.
ومع ذلك، فإن هناك بعض الاحتياطات المرتبطة باستخدام الكركم، منها:
- النساء الحوامل والمرضعات: يُفضل تجنب تناول الكركم بجرعات كبيرة خلال الحمل، حيث يمكن أن يحفز نزول الدورة الشهرية أو تقلصات الرحم.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزف: قد يؤثر الكركم على تخثر الدم، مما يزيد من احتمالية الكدمات أو النزيف لدى هؤلاء الأشخاص.
- مرضى السكري: يمكن أن يقلل الكركمين من مستويات سكر الدم لدى المصابين بالسكري، لذا يجب توخي الحذر في استخدام الكركم لهؤلاء المرضى.
لمزيد من التفاصيل حول فوائد الكركم، يمكنك قراءة مقال فوائد وأضرار الكركم.
جذر عرق السوس
استُخدم شاي جذر عرق السوس (الاسم العلمي: Glycyrrhiza glabra) لتهدئة الحلق منذ فترة طويلة، حيث أظهرت مراجعة نُشرت في مجلة International Journal of Pharmaceutical Science Invention عام 2016 أن جذر عرق السوس قد يُساعد في طرد البلغم وتهدئة القنوات الهوائية.
ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن عرق السوس قد يُمثل خطراً في بعض الحالات، ومنها:
- الأشخاص الأصحاء: تناول عرق السوس بكميات كبيرة لمدة تزيد عن 4 أسابيع يمكن أن يُسبب آثاراً جانبية خطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستويات البوتاسيوم.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض معينة: تناول 5 غرامات يومياً من عرق السوس يُنصح بتجنبه بالنسبة للأشخاص ذوي الظروف الصحية مثل أمراض القلب والكلى.
- النساء الحوامل والمرضعات: يُفضل تجنب تناول عرق السوس بكميات كبيرة خلال فترة الحمل لتجنب زيادة مخاطر الولادة المبكرة أو الإجهاض.
لمعرفة المزيد عن فوائد عرق السوس، يمكنك قراءة مقال فوائد عرق السوس ومضاره.
أطعمة لتخفيف الكحة وصحة الصدر
هناك مجموعة من الأطعمة التي قد تساهم في تخفيف الكحة، ومنها:
العسل
يُعتبر العسل الخام (بالإنجليزية: Raw honey) من العلاجات التقليدية المستخدمة لتخفيف الكحة، حيث يُغلف الحلق وله خصائص مضادة للالتهابات، مما يسهم في تخفيف التهيّج. بالإضافة إلى قدرته على مقاومة العدوى البكتيرية أو الفيروسية الطفيفة.
في دراسة نُشرت في مجلة Pediatrics عام 2012، استهدفت 300 طفل تتراوح أعمارهم بين 1-5 سنوات يُعانون من السعال الليلي، تبين أن العسل كان الخيار المفضل للآباء لتخفيف الأعراض.
يجدر بالاعتبار أن تناول العسل يُعتبر آمناً بشكل عام، ولكن يجب الحذر من العسل المُستخرج من رحيق شجر الرودودندرون (بالإنجليزية: Rhododendron) نظراً لاحتوائه على مواد سامة. كما يُفضل تجنب إعطاء العسل للأطفال أقل من سنة.
للمزيد من الفوائد الخاصة بالعسل، يمكنك قراءة مقال ما هي فوائد العسل.
الأطعمة المحتوية على البروميلين
يمتلك إنزيم البروميلين (بالإنجليزية: Bromelain) خصائص مضادة للالتهابات ومذوبة للبلغم، مما يساعد في تخفيف المخاط. يتوفر هذا الإنزيم بشكل رئيسي في فاكهة الأناناس، وقد أشارت دراسة نُشرت في مجلة The Journal of Medical Research عام 2020 إلى تأثيره الإيجابي في تخفيف السعال الناتج عن استخدام مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: ACE inhibitor).
نصائح لتخفيف الكحة
تعتبر الكحة (بالإنجليزية: Cough) رد فعل طبيعي للجسم تجاه المهيجات، وتعمل على دفعها إلى خارج مجرى الهواء. تُعد الكحة الطبيعية مفيدة، ولكن إذا كانت مستمرة لفترات طويلة أو مصحوبة بعلامات غير طبيعية، فقد تشير إلى مشكلات صحية.
لتخفيف الكحة، من المهم معالجة الأسباب المحتملة وتجنب المهيجات. إليك بعض النصائح العامة:
- الإقلاع عن التدخين وتجنب التدخين السلبي، خصوصاً لمصابي الربو وأمراض الرئة المزمنة.
- تعديل النظام الغذائي ورفع مستوى الرأس أثناء النوم، خاصةً لمن يعانون من الارتجاع المعدي المريئي.
- اتباع التعليمات بدقة للأدوية الموصوفة لمرضى الرئة المزمنة.
- شرب الكثير من السوائل لتجنب الجفاف، حيث يساعد الماء على ترطيب المخاط.
- تجنب استنشاق المهيجات مثل الدخان والغبار، وارتداء الأقنعة إذا لزم الأمر.