يسعى الكثير من الناس إلى معرفة أول مسجد في الإسلام وتاريخ تأسيسه. تأسس أول مسجد في الإسلام في المملكة العربية السعودية، ويعد هذا المسجد بمثابة دار العبادة للمسلمين، حيث يتوجهون إليه لأداء الصلوات الخمس التي فرضها الله سبحانه وتعالى عليهم.
يُعرف المسجد بأسماء متعددة، منها دار عبادة المسلمين، المسجد أو الجامع، حيث يُطلق عليه لفظ “جامع” نظرًا لأن المسلمين يصلون فيه بشكل جماعي.
أول مسجد في تاريخ الإسلام
يعتبر مسجد قباء هو أول مسجد في الإسلام، حيث أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وصوله إلى المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية. يكتسب مسجد قباء أهمية دينية وتاريخية كبيرة كونه أول مسجد بُني للمسلمين، وقد شهد المسجد العديد من أعمال التجديد عبر السنوات.
هذا أدى إلى تغير شكل المسجد بمرور الوقت، ليصبح الآن مختلفًا عما كان عليه أثناء تأسيسه على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قام عدد من الخلفاء الراشدين بعمليات توسيع وتحديث للمسجد، من بينهم الصحابي عثمان بن عفان وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما، مما جعل مساحة المسجد تصل إلى حوالي 13,500 متر مربع.
قصة بناء مسجد قباء
يمتاز مسجد قباء بموقعه القريب من المسجد النبوي، حيث يقع في جنوب غرب المدينة المنورة. وفقًا للوثائق والسيرة النبوية، بدأ بناء المسجد عندما واجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذى في مكة وهاجر إلى المدينة المنورة، فاختار هذا المكان لبناء المسجد. كما أنه كان يوجد بئر للصحابي أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه في نفس الموقع.
عند بناء المسجد، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر الأول، تبعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث شارك الناس في عملية البناء بشغف حتى اكتمل بناء المسجد. وقد كان له مكانة خاصة في قلوب المسلمين، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوجه للصلاة فيه كل يوم سبت، وهي عادة لا تزال مستمرة حتى اليوم في المدينة.
ذُكر مسجد قباء في سورة التوبة؟
ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: “لمسجد أُسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه”. اختلف الفقهاء في تفسير المسجد المقصود في هذه الآية، حيث اعتبر البعض أن هناك إشارة إلى مسجد قباء، كونه أول مسجد أُسس في الإسلام. بينما البعض الآخر اعتبر أنه يشير إلى المسجد النبوي، مؤكدين ذلك بقول ابن عمر رضي الله عنه.
مع ذلك، هناك حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه يشير إلى أن الآية نزلت في وَأهالي قباء، مما يعزز رأي من يعتبر أن المقصود هو مسجد قباء.
سبب تسمية مسجد قباء بهذا الاسم
يقع مسجد قباء في جنوب غرب المدينة المنورة على بُعد 4.5 إلى 5 كيلومترات من المسجد النبوي الشريف. سُمي مسجد قباء بهذا الاسم نسبة إلى بئر قباء الموجودة فيه، فاستحق المسجد هذا اللقب.
ينبغي الإشارة إلى الفرق بين المسجد النبوي ومسجد قباء، حيث أن مسجد قباء هو الأول في تاريخ الإسلام، بينما المسجد النبوي بُني في وقت لاحق. المسجد النبوي يقع داخل المدينة، في حين أن مسجد قباء يقع خارجها بمسافة خمسة كيلومترات. كما أن مساحة مسجد قباء تبلغ 13,500 متر مربع، بينما تبلغ مساحة المسجد النبوي 399,483 مترًا.
صلاة واحدة في المسجد النبوي تعادل أجر ألف صلاة، بينما لم يُذكر شيء مشابه عن مسجد قباء، إلا أن هناك فضائل كثيرة مرتبطة بزيارته، كما ذُكِر في الأحاديث النبوية.
فضل الصلاة في مسجد قباء
تُعتبر الصلاة في أول مسجد أُسس في الإسلام على يد رسول الله والصحابة ذات فضيلة عظيمة. على سبيل المثال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تطهر في بيته ثم أتَى مسجد قباء فصلى فيه صلاة، كان له كأجر عمرة”.
كما أشار سعد بن أبي وقاص إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحب إلي من أن أتي بيت المقدس مرتين”. وقد كان النبي يأتي الى قباء كل يوم سبت either راكبًا أو مشيًا.
آداب زيارة المساجد
تتطلب زيارة المساجد أو الذهاب للصلاة اتباع بعض الآداب التي يجب الاقتداء بها. وقد ذكر العلماء والفقهاء مجموعة من الآداب المستمدة من القرآن الكريم، وهي تشمل:
- يجب أن تكون الملابس نظيفة وذو رائحة طيبة.
- عدم الذهاب إلى المسجد بملابس النوم أو العمل.
- استخدام السواك عند دخول المسجد.
- قال الله تعالى “يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”.
- تجنب أكل الثوم والبصل قبل الذهاب إلى المسجد، نظرًا لرائحتهما المزعجة.
- المشي إلى المسجد يعتبر من الأمور المستحبة حيث إن كل خطوة يخطوها المسلم نحو المسجد تزيد من حسناته وتكفر عن سيئاته.
- أن يأتي المسلم مبكرًا للمسجد ويمشي برفق وسكينة دون إحداث ضوضاء.
- قول الأذكار عند التوجه للمسجد والدخول إليه، مثل: “اللهم اجعل في قلبي نورًا وفي سمعي نورًا”.
- عندما يدعو المؤذن، على المسلم ترديد ما يقوله باستثناء قول حي على الصلاة، حينها يقول: “لا حول ولا قوة إلا بالله”.
- التكبير والتسبيح أثناء التواجد في المسجد من الأمور المستحبة.
- صلاة ركعتين عند الدخول، المعروفة بـ “تحية المسجد”.
- لا ينبغي إجراء معاملات البيع والشراء داخل المسجد، أو القيام بأي شيء يُشغل الآخرين عن ذكر الله.
- يستحب عدم الخروج من المسجد بعد الأذان إلا لظرفٍ طارق.
دعاء دخول المسجد
توجد العديد من الأدعية التي يُمكن ترديدها عند الذهاب إلى المسجد، مثل:
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قول “اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم”.
- اللهم افتح لي أبواب رحمتك واغفر لي ذنوبي.
- اللهم أجرني من الشيطان الرجيم.
- اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم من الشيطان الرجيم ومن سلطانه القديم.
- اللهم حببنا في المساجد وعلق قلوبنا بها، اللهم يا مغير القلوب ثبت قلبي على دينك.
مضاعفة أجر الصلاة في مسجد قباء
- الحديث الشريف:
- قال النبي ﷺ: “صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام” (رواه البخاري ومسلم). يُظهر هذا الحديث فضيلة الصلاة في المسجد النبوي، ولكن يُشير أيضًا إلى فضل الصلاة في مسجد قباء.
- فضل الصلاة في مسجد قباء:
- ورد في الحديث الشريف: “من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كان له أجر عمرة” (رواه الترمذي). وهذا يُظهر فضل الصلاة في هذا المسجد.
مساحة مسجد قباء
- المساحة الحالية:
- يُعتبر مسجد قباء من أقدم المساجد في الإسلام. تبلغ المساحة الإجمالية للمسجد حاليًا حوالي 30,000 متر مربع، وقد شهد عدة توسعات وتجديدات عبر السنوات.
- التوسع والتجديد:
- مر مسجد قباء بمراحل عديدة من التوسعة، حيث تم تحديثه لتوفير سعة أكبر للمصلين وتلبية احتياجات الزوار.
الفرق بين مسجد قباء والمسجد النبوي
- الموقع والتاريخ:
- مسجد قباء: يتواجد في ضاحية قباء على بعد حوالي 5 كيلومترات من المسجد النبوي في المدينة المنورة. ويُعتبر أول مسجد بُني في الإسلام بعد هجرة النبي ﷺ.
- المسجد النبوي: يقع في قلب المدينة المنورة ويعتبر ثاني أقدس مسجد في الإسلام بعد المسجد الحرام، وقد بُني في السنة الأولى للهجرة.
- الفضل والأجر:
- مسجد قباء: الصلاة فيه تُعادل أجر عمرة، مما يجعل له مكانة خاصة.
- المسجد النبوي: له أجر عظيم، حيث قال النبي ﷺ: “صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام”.
- الحجم والتوسعات:
- مسجد قباء: يعتبر أصغر من المسجد النبوي من حيث الحجم، وقد خضع لعدة تجديدات.
- المسجد النبوي: يُعتبر من أكبر المساجد عالميًا، وقد شهد توسعات كبرى عبر العصور.
- الوظيفة الدينية والتاريخية:
- مسجد قباء: له دور تاريخي بارز كموقع لأول مسجد بُني في الإسلام ويُعتبر مكانًا ذا فضل كبير.
- المسجد النبوي: يحمل أهمية خاصة حيث يحتوي على قبر النبي ﷺ ويشكل مركزًا رئيسيًا للتعليم والعبادة.