علامات الإصابة بفطريات الأنف

أعراض أنواع فطريات الأنف المختلفة

تنقسم الالتهابات الفطرية التي تصيب الأنف إلى عدة أنواع، حيث تنتج كل نوع عن إصابة معينة وتظهر أعراض خاصة به، نذكر منها ما يلي:

الكرة الفطرية

تحدث الإصابة بالكرة الفطرية (بالإنجليزية: Fungus Ball) نتيجة عدوى تسببها فطريات تُعرف بالرَّشَّاشِيَّةُ الدَّخْناء (بالإنجليزية: Aspergillus fumigatus). يُظهر المرض أعراضًا مزمنة تتعلق بالجيوب الأنفية، مثل: إفرازات قيحية من الأنف، انسداد الأنف، شعور بالامتلاء في الوجه، عدم الراحة في الوجه، التنقيط الأنفي الخلفي، والسعال المزمن. يُلاحظ أن حوالي 10% من المرضى قد لا تظهر عليهم أي أعراض. غالبًا ما يؤثر هذا المرض على الأفراد البالغين من جميع الأعمار، ولكنه أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا. تتكون الكرة الفطرية من أنسجة الجيوب الأنفية الطبيعية دون أي دليل على غزو الأنسجة، مما يؤدي إلى زيادة سماكة أو تصلب جدران الجيوب نتيجة الضغوط الداخلية. تُميز الكرة الفطرية بلونها الذي قد يكون بني، أخضر، أصفر، أو أسود، كما تتكون من مجموعة كثيفة من الخيوط مرتبة في دوائر متحدة المركز. الجراحة التنظيرية تُعتبر العلاج المفضل لهذه الحالة.

التهاب الجيوب الأنفية التحسسي الفطري

يُعد التهاب الجيوب الأنفية التحسسي الفطري (بالإنجليزية: Allergic Fungal Sinusitis) شكلاً شائعًا من العدوى الفطرية التي تصيب الجيوب الأنفية. فطريات هذا المرض موجودة في البيئة وتسبب رد فعل تحسسي ينتج عنه حطام فطري سميك ومخاط لزج، مما يؤدي إلى انسداد الجيب الأنفي المتأثر. يميل هذا المرض إلى التأثير على الأفراد الذين يعانون من الحساسية، سلائل الأنف، أو الربو، كما يكون أكثر شيوعًا بين المراهقين والشباب. يحدث التفاعل الالتهابي نتيجة لانتفاخ الأنسجة الأنفية وانسداد الجيوب، مما يخفض من تصريف الجيوب الأنفية الطبيعي، ويُشكل بيئة مثالية لنمو الفطريات. قد تؤثر هذه العدوى على حاسة الشم بسبب التهاب الجيوب الأنفية المزمن، وإذا تركت دون علاج، قد تؤدي إلى انزياح مقلة العين وفقدان البصر.

التهاب الأنف والجيوب الحاد المدمر

ينجم التهاب الجيوب الأنفية المدمر (بالإنجليزية: Acute Fulminant Fungal Rhinosinusitis) عن هجوم الفطريات على أنسجة الجيوب الأنفية في المرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. قد يكون ذلك نتيجة لتلقي العلاج الكيميائي لمرض السرطان، أو بسبب الإصابة بداء السكري، أو مرض الإيدز. في مراحل هذا الالتهاب المبكرة، تسبب العدوى نخر أنسجة الأنف والجيوب الأنفية وموتها. وفي غضون ساعات، قد يتطور المرض بسرعة ليشكل مشكلات في العين والدماغ. يتميز التهاب الجيوب الأنفية الفطري المدمر بالأعراض الشديدة وسرعة التقدم، حيث يتراوح معدل الوفيات بين 60 و80%. قد يعاني العديد من الناجين من إعاقات عصبية وبصرية دائمة. تشمل الأعراض الشائعة: الحمى، الصداع، تورم الوجه، جحوظ العين، كما قد يصاب بعض الأفراد بالعمى، شلل في الوجه، أو التهاب السحايا.

التهاب الأنف والجيوب الفطري الغازي

يُعتبر التهاب الجيوب الأنفية الفطري الغازي (بالإنجليزية: Invasive Fungal Rhinosinusitis) حالة خطيرة تبدأ في الجيوب الأنفية نتيجة لاستنشاق أنواع معينة من الفطريات التي تهيج الجيوب. قد تنتشر هذه العدوى بسرعة إلى العينين والأوعية الدموية والجهاز العصبي المركزي. هناك نوعان من التهاب الجيوب الأنفية الفطري الغازي، وكلاهما قد يكون مهددًا للحياة. يشمل هذين النوعين: التهاب الجيوب الأنفية الفطري الحاد، الذي ينتشر بسرعة ويمثل حالة طبية طارئة، والتهاب الجيوب الأنفية الفطرية المزمن، الذي ينتشر بشكل أبطأ. تشمل أعراض التهاب الجيوب الأنفية الفطري الحاد تغيير في الحالة العقلية، تغييرات في الرؤية، احتقان، إفرازات أنفية، شعور بألم في الوجه، خدر أو تورم، ارتفاع في درجة الحرارة، وصداع. أما التهاب الجيوب الأنفية الفطري المزمن، فتشمل أعراضه الاحتقان، سيلان الأنف، وألم أو ضغط في الوجه.

التهاب الأنف والجيوب الفطري الحبيبي

يُعتبر التهاب الأنف والجيوب الفطري الحبيبي (بالإنجليزية: Granulomatous Fungal Rhinosinusitis) أكثر شيوعًا في إفريقيا، وخاصة السودان، وجنوب شرق آسيا، بما في ذلك الهند، باكستان، المملكة العربية السعودية، وكوريا. يحدث هذا النوع من العدوى الفطرية بسبب فطر الرشاشيَّة الصفراء (بالإنجليزية: Aspergillus flavus). تتميز هذه العدوى بظهور كتلة داخل واحد أو أكثر من الجيوب الأنفية، بالإضافة إلى غزو الأجزاء المجاورة للأنف مثل قاعدة الجمجمة، والحجاج، والدماغ. يعد هذا المرض مستمرًا ومتكررًا، وتتمثل أعراضه الرئيسية بظهور كتلة متضخمة وغير مؤلمة وغير منتظمة في الجيوب الأنفية أو الحجاجية أو الأنف، بالإضافة إلى احتقان شديد، شعور بالألم أو الضغط في الجيوب الأنفية، صداع، وخدر في الوجه. كما قد يحدث جحوظ للعين من جانب واحد وتورم في المنطقة الوسطى لزاوية العين أو تورم في الفك العلوي.

دواعي مراجعة الطبيب

يجب على المرضى إبلاغ الطبيب بجميع الأعراض المذكورة سابقًا ليتمكنوا من اختيار العلاج الأنسب لعدوى الجيوب الأنفية الفطرية. عادة ما يُجري الطبيب الفحوصات اللازمة، بالإضافة إلى بعض اختبارات التصوير (بالإنجليزية: Imaging tests) مثل التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Computerized Tomography) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging). هذه الفحوصات توفر صورًا تفصيلية لمنطقة الجيوب الأنفية والأنف. كذلك، يمكن للطبيب استخدام المنظار الداخلي (بالإنجليزية: Nasal Endoscopy) لتحديد موقع الالتهاب وعمقه.

Scroll to Top