ابن مردويه يعد من أبرز الشخصيات في مجال التفسير والتاريخ، وواحد من رواة الحديث النبوي الشريف، وكان يعرف باسم ابن مردويه الكبير لتفريقه عن حفيده.
يُنسب إلى جده الأكبر، بينما يُشار إلى بن فورك كأحد أجداده الثانيين، فهو عالم محدث مجود، واسمه يعبر بوضوح عن إنجازاته كصاحب التفسير الكبير.
أبو بكر ابن مردويه
- هو الشيخ الإمام المجود أبو بكر أحمد بن محمد ابن الحافظ الكبير أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك بن موسى الأصبهاني، وله العديد من المؤلفات بما في ذلك التفسير الكبير، التاريخ، والأمالي التي تضم 300 مجلس.
- ولد عام 323 هجريًا.
- توفي ابن مردويه -رحمه الله- في قرية سوذرجان من قرى أصفهان في عام 410 هجريًا.
- كان الإمام بارعًا ومتمكنًا في الحديث النبوي الشريف، ومعرفته تعكس عبر مؤلفاته تميز حفظه وإتقانه.
- وروى عنه مجموعة من العلماء مما يدل على قدراته ومكانته الرفيعة في العلم.
آراء العلماء في ابن مردويه
- قال عنه أبو بكر بن أبي علي: “إنه أكبر من أن نُصفه بفضله وعلمه وسيرته، وأشهر بكثرة وثقته من أن يُعبر عنه، أسأله الله أن يبقيه ويمتعه بمحاسنه.”
- ذكر أبو موسى في ترجمته: “سمعت أبي يذكر عن من سمع أبا بكر بن مردويه، أنه لم يكتب شيئًا بعد العصر ولم يفقد بصيرته إلا قبل كل أحد، وشهد أنه كان يملي عن ظهر قلب بعد أن فقد بصره.”
- وأضاف الإمام إسماعيل: “لو كان ابن مردويه من خراسان، لكان صيته أكثر من صيت الحاكم.”
- أجاز أبو نعيم الحداد قائلاً: “سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه يقول: لقد رأيت من شؤون جدي ما يثير الدهشة من إتقانه وثقته، ولا أسمح لأحد بدخول داري أبدًا، سواء برجع بالكرامة أم لا.”
- وقد روى عن أبي سهل بن زياد القطان، ميمون بن إسحاق وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وغيرهم.
- قال ابن العماد به: “كان إمامًا في الحديث، وموهوبًا في هذا الشأن.”
مؤلفات الإمام ابن مردويه
- كتاب المستخرج على صحيح البخاري.
- كتاب التشهد وطرقه وألفاظه.
- فسر القرآن في سبع مجلدات، ويُعرف بكتاب التفسير الكبير.
- وله كتاب بعنوان: التاريخ.
- كتاب الأمالي.
- كتاب الثلاث مئة مجلس وغيرها.
العلماء الذين رووا عن ابن مردويه
- أبو بكر محمد بن إبراهيم المستملي العطار.
- أبو عمرو عبد الوهاب.
- أبو القاسم عبد الرحمن: ابنا الحافظ ابن منده.
- أبو الخير محمد بن أحمد بن ررا.
- القاضي أبو منصور بن شكرويه.
- أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن سليم.
- سليمان بن إبراهيم الحافظ.
- أحمد بن عبد الرحمن الذكواني.
- أبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي.
- أبو مطيع محمد بن عبد الواحد الصحاف.
شيوخ ابن مردويه
- ميمون بن إسحاق الخراساني.
- إسماعيل الكوفي.
- إسحاق بن محمد الكوفي.
- محمد الشيباني الكوفي، وغيرهم.
أسرة ابن مردويه
نشأ أبو بكر في عائلة مليئة بالعلم والفضيلة، وقد ساهم ذلك بشكل كبير في تكوين شخصيته العلمية. وله شقيقان هما أبو عمران وموسى.
موقف ابن مردويه الفقهي
- كان ابن مردويه من العلماء في العصور الوسطى الإسلامية، لكنه لم يُعرف بمذهب فقهي معين يمكن أن يُنسب إليه كما هو الحال في الوقت الحالي.
- تركز اهتمامه الأساسي على التاريخ والسيرة النبوية، ويعتبر كتاب “العقد الفريد” من أهم مراجع التاريخ الإسلامي.
غزارة علم ابن مردويه
ابن مردويه يُعد من أكبر العلماء في العصور الوسطى الإسلامية، وقدم إسهامات قيمة في تاريخ الدولة الإسلامية والسيرة النبوية، كما يعتبر كتابه “العقد الفريد” من المصادر التاريخية الأساسية في تلك الفترة.
تشير غزارة علم ابن مردويه إلى:
- تفصيل تاريخ مدينة دمشق، حيث قدم تحليلًا للأحداث والتطورات السياسية والثقافية والاجتماعية التي شهدتها.
- تاريخ الأمصار الإسلامية، حيث كتب عن تاريخ المدن الإسلامية الأخرى مثل مصر وبغداد، ليقدم رؤية شاملة للأحداث التي مرت بها.
- تاريخ الخلافة الإسلامية، حيث كان لديه اهتمام بالأحداث السياسية وما صاحبها من تطورات في دولة الإسلام.
- تقديم مساهمات في توثيق سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، حيث قام بتحليل شامل عن حياته.
إنجازات ابن مردويه في خدمة الإسلام
ابن مردويه يُعتبر عالماً بارزاً في التاريخ الإسلامي، وقدم العديد من الإنجازات التي ساهمت في خدمة الإسلام، ومن أبرزها:
- توثيق تاريخ الأمة الإسلامية بما يشمل الأحداث والعمليات الثقافية والسياسية التي أعادت تشكيل الدولة الإسلامية.
- ساهم في توثيق سيرته النبوية، مما يقدم رؤية معمقة لفهم السنة النبوية.
- توثيق تاريخ المدن الإسلامية المهمة، مما ساعد على فهم التاريخ الثقافي والحضاري في تلك المجتمعات.
- نشر المعرفة عن طريق مؤلفاته، مما أسهم في زيادة الوعي الديني والثقافي بين المسلمين وغيرهم من الباحثين.
تلاميذ ابن مردويه
- أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن سليم.
- أبو بكر محمد بن إبراهيم المستملي العطار.
- القاضي أبو منصور بن شكرويه.