الوسواس القهري
يعد الوسواس القهري من الاضطرابات العصبية التي تؤدي إلى نوبات من القلق والخوف والتوتر، بالإضافة إلى سلوكيات مكررة بشكل مستمر. يعاني المصابون به أيضًا من مشاعر الذنب والإرهاق والاكتئاب بسبب الأفكار المتسلطة التي تراودهم. تشير الإحصائيات إلى أن هذه الحالة تصيب شخصًا واحدًا من بين كل خمسين على مستوى العالم، وتأثيرها السلبي لا يقتصر فقط على الأفراد المصابين، بل يمتد ليشمل محيطهم. سيقدم هذا المقال عرضًا لأفضل الطرق للتعامل مع هذه الحالة والتخلص منها بشكل نهائي.
أسباب الوسواس القهري
- العوامل الوراثية: قد يتأثر الشخص الذي يعاني من الوسواس القهري بعوامل وراثية منذ طفولته، حيث تبدأ الأعراض في الظهور عادة قبل بلوغ الأربعين. وعلى الرغم من وجود جين مرتبط بالوسواس، إلا أن تأثيره بسيط، ما يعني إمكانية السيطرة عليه.
- الأمراض المناعية: وخصوصًا تلك التي تصيب الحنجرة والحلق. تعتبر هذه الأمراض نتيجة لنوع من البكتيريا العنقودية التي تهاجم جسم الإنسان، خاصة عند الأطفال، وقد تؤدي إلى ظهور أعراض مشابهة لوسواس القهري.
- المشاكل النفسية والعاطفية: التعرض لصدمة قوية أو تجربة عنيفة قد يكون له تأثير كبير في الإصابة بهذا الاضطراب، خصوصًا في حال توافر استعداد نفسي لدى الفرد.
علاج الوسواس القهري
العلاج النفسي
يُعتبر العلاج النفسي من أبرز الأساليب الفعّالة للتخلص من الوسواس القهري. يعتمد العلاج على تقنية التعريض والفحص، حيث يواجه المعالج المريض بمخاوفه ويعمل على مساعدته للحد من التفكير فيها. إليك بعض النصائح الهامة التي يجب مراعاتها خلال العلاج:
- يجب على المريض الاقتناع بأن الوسواس القهري هو حالة مزمنة، ويجب عليه التكيف والتعامل معها يوميًا، مع أهمية الالتزام بالعلاج النفسي والسلوكي لتفادي الانتكاسات.
- تعزيز الوعي بين الأفكار الحقيقية والأفكار الوسواسية عن طريق التعرف على الأسباب التي تؤدي للخوف من فكرة معينة، ومن ثم تقييم ما إذا كانت هذه الأسباب مقنعة أم لا.
- التفكير في الأفكار الوسواسية بشكل متكرر كوسيلة لنسيانها، حيث أن معالجة هذه الأفكار بشكل منطقي يمكن أن يصل بالمريض إلى حل.
- الاعتماد على النفس في العلاج وعدم التعلق بالآخرين، إذ يصبح من الصعب التعامل مع الوضع في حال غيابهم.
العلاج بالأدوية والعقاقير
يلجأ بعض الأشخاص إلى تناول الأدوية كوسيلة لعلاج الوسواس القهري. ومع ذلك، يجب التنبيه إلى أن نسبة الأشخاص الذين تعافوا من هذه الحالة باستخدام الأدوية لا تتجاوز العشرين بالمئة. لذلك، من الضروري استمرار المريض في العلاج السلوكي حتى في حال تناول الدواء.
العلاج بالغذاء
تتواجد بعض الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تساهم في تقليل الضغط والقلق وحالات التوتر العصبي، ومن أبرزها:
- الشاي، الذي يحتوي على حمض الثايمين.
- الجذر الذهبي، الذي يحتوي على مادة التربتوفان التي تزيد من فعالية السيروتونين في الجسم، مما يسهم في تحسين وظيفة الدماغ.
- الأطعمة الغنية بمادة الإينوزيتول، التي تشبه مركبات فيتامين ب.
العلاج بالرياضة
تشير العديد من الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة تلعب دورًا كبيرًا في تقليل حدة القلق والتوتر الذي يمكن أن يشعر به الأفراد المصابون بالوسواس القهري.