تعد من أبرز وسائل تعزيز الصحة النفسية والجسدية تنظيم الوقت، حيث إن كل يوم يمر علينا ليس مجرد رقم، بل يمثل جزءًا من أعمارنا وذكرياتنا. لذا، فإن إهدار الوقت في أنشطة غير مفيدة يعتبر أمرًا خاطئًا بحق أنفسنا. من خلال هذا المقال، سنستعرض كيفية إعداد جدول لتنظيم الوقت، بالإضافة إلى كيفية إنشاء جدول يومي.
كيفية إعداد جدول لتنظيم الوقت
يعاني الكثير من الأفراد من هدر أوقاتهم وطاقاتهم البدنية والنفسية يوميًا دون الاستفادة منها، مما يؤثر سلبًا على نشاطهم اليومي وتقدمهم. يساعد تنظيم الوقت في تحديد المهام اليومية بطريقة فعّالة.
يساعد تنظيم الوقت في معرفة الأنشطة الضرورية والتي يجب القيام بها، بالإضافة إلى ما هو غير ضروري. هذا يمكننا من تخصيص أوقات محددة لإنجاز المهام المطلوبة على مدار اليوم. ولإعداد جدول لتنظيم الوقت، يجب اتباع بعض الخطوات، وهي:
تحديد الأولويات الضرورية
يساعد تحديد الأولويات الأفراد على معرفة ما يجب القيام به في كل لحظة. وقبل إعداد جدول لتنظيم الوقت، يجب تحديد الأولويات، والتي قد تختلف من شخص لآخر. فقد تكون الأولويات مرتبطة بالعمل أو الدراسة، ولكن هناك أولويات مشتركة تحتاج إلى الانتباه في بداية اليوم.
لذا، من الضروري على كل فرد تحديد أولوياته في بداية كل يوم، حتى لا يحدث ارتباك بين المهام الضرورية وغير الضرورية. كما أن الأولويات قد لا تتعلق بالعمل أو الدراسة فقط، بل يجب أن تحدد بناءً على الاحتياجات الفردية.
إنشاء روتين صباحي يومي
يعتقد العديد من الناس أن سر النجاح يكمن في الاستيقاظ مبكرًا، بينما يرى آخرون أن الإنتاجية تعتمد على الأوقات الفردية. فقد يحقق البعض إنتاجية أعلى في المساء.
لذا، لا يمكن تعميم أن الروتين اليومي يجب أن يبدأ في وقت معين، ولكن يُستحسن الاستيقاظ مبكرًا لأن الله -عز وجل- جعل النهار للعمل والسعي. ولكن التركيز يجب أن ينصب على الأنشطة التي نقوم بها فور الاستيقاظ، حيث توجد بعض المهام التي يجب القيام بها في الدقائق الأولى، والتي تشمل:
- غسل الوجه والأسنان.
- أداء الصلاة أو ممارسة التأمل.
- ممارسة نشاط رياضي مفضل لمدة 10 دقائق.
- تناول وجبة فطور صحية.
تحديد المهام الرئيسية لكل يوم
عند إعداد جدول يومي، يجب تحديد المهام اللازمة لكل يوم بشكل خاص. عند القيام بهذه المهام، يجب مراعاة ما هو ضروري لهذا اليوم، وتحديد المهام التي لا يمكن تأجيلها.
تحديد المهام الضرورية يجب أن يتم في أوقات الذروة، وأي وقت مناسب للتركيز. فعلى سبيل المثال، إذا كنت شخصًا يُفضل العمل في الصباح، ينبغي تحديد الساعات الأولى من اليوم لإنجاز المهام الرئيسية، مع عدم وجود قاعدة ثابتة لهذه الأوقات.
تخصيص وقت محدد للتعامل مع الملهيات
نواجه يوميًا العديد من الملهيات مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعد من أبرز المشتتات التي تأخذ وقتًا كبيرًا بلا فائدة. لذلك، يُفضل عدم السماح لهذه الملهيات بأخذ الكثير من وقتك الشخصي.
للتغلب على هذه الملهيات، يفضل تخصيص وقت محدد لها وضبطه باستخدام مؤقت.
تحديد أوقات الراحة في الجدول اليومي
بغض النظر عن مدى الإنتاجية خلال اليوم، فإن الجسم يحتاج إلى فترة من الراحة لتجديد النشاط. هذا الأمر لا يعود إلى التقصير، بل هو أمر طبيعي لاحتياجات الجسم.
يجب تحديد أوقات للراحة في روتينك اليومي لتحسين الإنتاجية العامة وللحفاظ على صحة الجسم والعقل.
تجنب مبدأ الكل أو لا شيء
يقوم بعض الأشخاص بتحديد عدد كبير من المهام اليومية، ورغم التنظيم الجيد، قد يشعرون بالإحباط عند عدم تحقيق أول مهمة بشكل كامل، مما يدفعهم لتأجيل جميع المهام إلى اليوم التالي.
يتجنب العديد من الناس البدء في إنجاز أي شيء إذا لم يتمكنوا من أداء المهمات كما هو مخطط لها. هنا يجب أن ندرك أهمية البدء وعدم انتظار الكمال في كل المهام.
وفي الختام، قدّمنا لكم كيفية إعداد جدول تنظيم الوقت وتحديد جدول يومي يناسب احتياجات حياتكم، مع احترام الفروق الفردية.