قيام الليل
إن أداء صلاة القيام في ليالي رمضان، وخاصة صلاة التراويح، يشكل فضيلة عظيمة، خصوصًا في العشر الأواخر من الشهر الكريم. هذا القيام يحتمل أن يتزامن مع ليلة القدر، التي تفضل عند الله -سبحانه وتعالى- على ألف شهر، حيث يُسبب هذا القيام مغفرة الذنوب. فقد قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ القَدْرِ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.
ينبغي على المصلين في المساجد أن يتحلوا بالصبر ويكملوا الصلاة مع الإمام، ودون التعجل في إنهاء الصلاة قبله، إذ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ”.
الدعاء والذكر
في شهر رمضان المبارك، تُفتَح أبواب السماء، مما يدل على كثرة الخيرات النازلة وسرعة استجابة الدعوات. حيث أوضح النبي -صلى الله عليه وسلم- أن “إن لله عُتَقَاءَ في كل يومٍ وليلة، ولكل عبدٍ منهم دعوةٌ مُسْتجابةٌ”.
ويستحب الإكثار من الدعاء خلال ليلة القدر، حيث علم النبي -صلى الله عليه وسلم- عائشة -رضي الله عنها- أن تقول: “اللَّهمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”. ويجوز للمسلمين الدعاء بما شاءوا من خير الدنيا والآخرة، لأنفسهم أو للآخرين.
قراءة القرآن وتدبره
من الأهمية بمكان أن يسعى المسلم لزيادة تلاوة القرآن الكريم في أواخر رمضان، ويجب أن يخصص وقتًا محددًا للنفس للالتزام به طوال الشهر. فقراءة القرآن وتدبره تعزز في النفس فعل الخير وتساعد على النشاط في العبادة، مثل الصدقة وأعمال البر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن حافظي القرآن هم الأكثر حظًا في هذه العبادة الكريمة. فقد نقل عن ابن عباس -رضي الله عنه-: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، فَكَانَ يُدَارِسُهُ القُرْآنَ”.
فعل الخير
تُعتبر العشر الأواخر من رمضان فرصة ذهبية لزيادة الأجور ومضاعفة الحسنات. وينبغي على المسلم أن يستثمر هذه الفرصة من خلال كثرة أفعال الخير. فقد كان الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- يحرص على زيادة العبادة في هذا الوقت، من قراءة القرآن والصلاة والجود وأعمال البر.
كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخصص شهر رمضان بعبادات لا تأخذها أي شهور أخرى. ومن المستحب أن يوسع المسلم على أسرته وأقاربه خلال رمضان بلا تكلف، وخصوصًا في العشر الأواخر. فيما يلي بعض أفعال الخير المستحب القيام بها في هذه الفترة:
الإكثار من الصدقات
ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أجوَد الناس، وكان أجداد ما يكون في رمضان. وكثرة الحسنات والطاعات في رمضان، مثل تلاوة القرآن الكريم، تنمّي الروح.
الجود في الشريعة يتضمن إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي، ويشمل جميع أنواع الإنفاق. فشهر رمضان مليء بالبركة والنعمة من الله -تعالى- على عباده.
صلة الرحم
تُعد صلة الرحم من أفضل الأعمال في رمضان وفي غيره، إذ إنها مرتبطة برحمة الله -تعالى-. حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللهُ”.
من المستحب أن يجمع المسلم بين فضيلتي الصدقة وصلة الرحم، عبر تقديم المساعدة للمحتاجين من ذوي الرحم، مما يجلب أجرين؛ أجر الصدقة وأجر صلة الرحم.
إطعام الطعام
ثمة علاقة وثيقة بين شهر رمضان، الصيام وإطعام الطعام. حيث إن إفطار الصائم يعتبر من أكثر الأعمال قربًا للنفس، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ”.