سنستعرض اليوم مكان مرج دابق، وهو من المعالم الهامة الواقعة في مدينة حلب السورية، حيث يتمتع بمكانة دينية واستراتيجية بارزة. يحظى مرج دابق بأهمية كبيرة لدى الشعب السوري، ولذلك سنلقي الضوء عليه بشكل موسع في المقال التالي.
تعريف مرج دابق
- مرج دابق هو قرية تقع في شمال شرق مدينة حلب، حيث تبتعد عنها بمسافة 35 كم، كما تقع قريباً من الحدود بين سورية وتركيا، التي تبعد عنها حوالي 45 كم. وتتوزع مناطق حلب بين جبل سمعان، منطقة منبج، عين العرب، وتل رفعت.
- تشكل دابق جزءاً من مدينة أعزاز التي تحتوي على عدة نواحي مثل صوران، نبل، ومركز المنطقة. كما تخضع دابق للإدارة في اخترين، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 4000 نسمة، وتضم اخترين ما يقارب 40 قرية، وتعتبر دابق واحدة منها.
شاهد أيضًا:
حيثيات موقع مرج دابق
- تتمتع دابق بمناخ دافئ، إذ يتسم بالصيف المعتدل والأمطار في فصل الشتاء، كما تقع في منطقة خصبة تساعد على تحسين الطقس.
- تحظى دابق بأهمية استراتيجية على مر العصور، حيث يُذكر أنه عندما قام سليمان بن عبد الملك بتعيين أخيه مسلمة بن عبد الملك لقيادة الجيوش الإسلامية لفتح القسطنطينية، توجهت القوات إلى بيت المقدس ثم إلى دمشق، قبل أن تصل إلى قرية دابق.
- توفي سليمان بن عبد الملك في دابق ودفن بها، وبعد ذلك تولى الأمر الخليفة عمر بن عبد العزيز. وقد شهدت هذه المنطقة حدثاً تاريخياً مهماً، حيث كان ذلك بداية حكم العثمانيين للشام ومصر بعد معركتهم التي قادها السلطان سليم الأول.
تاريخ معركة مرج دابق بالهجري
- تعتبر دابق واحدة من أشهر القرى في سورية، حيث شهدت معركة تاريخية هامة عام 1516م بين الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول والدولة المملوكية تحت قيادة قنصوه الغوري، والتي كانت تهدف لتوحيد جميع الأمصار الإسلامية تحت لواء الدولة العثمانية.
- تنامت المخاوف بشأن سقوط الأندلس بأيدي الصليبيين، وقد احتل البرتغاليون عمان واليمن بعد اكتشافهم طريق رأس الرجاء الصالح، مما دفعهم إلى استخدام الدول كقاعدة لتحقيق مصالحهم، بالإضافة إلى محاولة نبش قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بهدف الضغط على المسلمين بشأن مدينة القدس.
- ظهور الدولة الصفوية واعتداءاتها على العثمانيين، إلى جانب تحالفها مع البرتغاليين، بالإضافة إلى النزاعات القائمة بين المماليك والعثمانيين وضعف الدولة المملوكية، كلها كانت عوامل أدت إلى غضب سليم الأول من قنصوه الغوري، والوالي المصري، الذي قام بمحاولة حل النزاع لكن سليم الأول قرر الهجوم على المماليك.
- نشبت معركة بين الطرفين في مرج دابق قرب حلب، حيث دافع المماليك في البداية عن دولتهم، ولكن الفرقة في صفوفهم أدت إلى هزيمتهم ومقتل السلطان قنصوه الغوري، مما مهد الطريق أمام السلطان سليم لاستكمال فتوحاته في الشام والوصول إلى القاهرة، وهو ما ساهم في نهاية دولة المماليك.
شاهد أيضًا:
دابق والأعماق
1. البعد الديني
- تحظى دابق بمكانة كبيرة في قلوب المسلمين، حيث أشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى دابق في حديث نبوي، حيث يُعتقد أن جيش المسلمين سيلتقي مع جيش الروم في آخر الزمان بمرج دابق والأعماق.
- ورد عن الإمام مسلم من حديث أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق…”، حيث تتحدث الرواية عن اللقاء الحتمي بين المسلمين والروم في تلك المنطقة.
2. البعد الاستراتيجي
- استغلّت العديد من التنظيمات الإسلامية قوة دابق وحاولت السيطرة عليها. كما أصدرت مجلة تُسمى بمجلة دابق، حيث اعتبر أنصار هذه التنظيمات أن انضمام العديد من المقاتلين إليهم هو دليل على تحقيق نبوءة الحديث النبوي. كما يبرر تداخل القوات التركية في المعركة ضد هؤلاء المتشددين الهجوم على القسطنطينية، المعروفة اليوم بإسطنبول.
شاهد أيضًا: