تُعتبر اضطرابات الغدة الدرقية مسببًا رئيسيًا لتساقط الشعر، إذ تلعب الغدة الدرقية، الواقعة في منطقة الرقبة، دورًا محوريًا في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم. قد تؤدي الاضطرابات في نشاط هذه الغدة إلى مشكلات متنوعة، بما في ذلك تلك التي تتعلق بالشعر. في السطور القادمة، سنتناول العلاقة بين اضطرابات الغدة الدرقية وتساقط الشعر.
ما هي الغدة الدرقية؟
تُعد الغدة الدرقية إحدى الغدد الصماء التي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم العديد من العمليات الحيوية داخل الجسم، مثل التمثيل الغذائي.
تقوم الغدة الدرقية بإفراز مجموعة من الهرمونات التي تتحكم في نشاط الخلايا المختلفة في الجسم. وتتميز هذه الغدة بشكلها الفريد الذي يُشبه الفراشة. إن زيادة أو نقص إفراز الهرمونات من هذه الغدة يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية.
اضطرابات الغدة الدرقية وتأثيرها على تساقط الشعر
- تمر بصيلات الشعر بدورة نمو مدتها تبدأ بمرحلة السكون، وفيها يتساقط الشعر وتقوم البصيلات بعملية إنماء الشعر من جديد. الشعر السليم يتكون من عدد كافٍ من البصيلات التي تحافظ على كثافته.
- إذا حدثت مشكلات في إفراز الغدة الدرقية، فإن ذلك يؤثر سلبًا على نمو الشعر، مما يسبب تساقط الشعر دون تعويضه بنمو شعر جديد.
- عند تساقط الشعر في فروة الرأس، يظهر بشكل عام وليس في مناطق محددة، مما يؤثر على مظهر الشعر ويزيد من احتمالية التعرض للصلع.
أعراض تساقط الشعر الناتج عن اضطرابات الغدة الدرقية
يمكن أن تشير مجموعة من الأعراض إلى تساقط الشعر بسبب مشاكل في الغدة الدرقية، ومن هذه الأعراض:
- تساقط الشعر بشكل مبالغ فيه أو ترقق الشعر في جميع أنحاء فروة الرأس.
- تساقط الشعر في مناطق منفصلة، مما يؤدي إلى ظهور بقع صلعاء دائرية.
- فقدان شعر الحواجب، خاصة من الأطراف الخارجية.
- التغير الملحوظ في نسيج الشعر، حيث يمكن أن يجعله قصور الغدة الدرقية خشنًا، بينما قد يتسبب فرط نشاطها في جعله أكثر ليونة.
طرق علاج تساقط الشعر بسبب الغدة الدرقية
يمكن علاج تساقط الشعر الناتج عن مشاكل الغدة الدرقية بعدة طرق، منها:
- تناول عقار (ليفوثيروكسين) الذي يهدف إلى معالجة قصور الغدة الدرقية.
- العقاقير مثل (البروبيل ثيوارسيل) و(الميثامازول) التي تعالج فرط نشاط الغدة الدرقية.
- استعمال حاصرات البيتا التي تساعد أيضًا على معالجة فرط النشاط.
لكن يجب التأكيد على أن تناول أي من الأدوية المذكورة يجب أن يكون تحت إشراف طبي، حيث يتابع الطبيب إفراز الغدة الدرقية لتحديد الجرعة المناسبة.
الغدة الدرقية وتأثير النظام الغذائي على علاجها
يمكن أن تسهم التغييرات في النظام الغذائي في دعم الغدة الدرقية، وذلك على النحو التالي:
- تناول الحديد من مصادر غنية به أو مكملات الحديد الغذائية، إذ يرتبط نقص الحديد بتساقط الشعر.
- تناول أطعمة صحية تحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية المفيدة للجسم.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على كافيين ومشروبات كحولية، حيث تؤثر سلبًا على نشاط الغدة الدرقية.
- هناك بعض الأعشاب مثل الزنجبيل والكركم التي تمتاز بقدرتها على تنظيم إفرازات الغدة الدرقية، وبالتالي فهي مفيدة في مكافحة تساقط الشعر.
- استخدام الزيوت الطبيعية، مثل زيت الزيتون وزيت بذر الكتان، لتحسين نمو الشعر وتنشيط بصيلات الشعر.
تساقط الشعر بسبب مشاكل الغدة الدرقية
تظهر الاضطرابات في نشاط الغدة الدرقية بشكل واضح من خلال تساقط الشعر. إليكم بعض النصائح للمساعدة في تنظيم إفرازات الغدة الدرقية:
- التأكد من تناول مكملات غذائية كافية تحتوي على عناصر هرمونية، وتكون هذه تحت إشراف الطبيب المعالج.
- اتباع نظام غذائي متوازن يشتمل على الألبان، اللحوم، الخضروات، الفواكه، الحبوب والبروتينات، لتفادي تفاقم الحالة الصحية.
- تناول كمية جيدة من الكولاجين، الذي يعتبر مادة مغذية تعزز صحة بصيلات الشعر. رغم أن الجسم ينتج الكولاجين طبيعياً، إلا أن نقصه يظهر لدى المصابين بمشاكل في الغدة الدرقية. لذا يُفضل الاعتماد على المأكولات البحرية، البيض، والفاصوليا الغنية بالكولاجين.
- الابتعاد عن أدوات تصفيف الشعر التي تستخدم الحرارة العالية، مثل مكواة الشعر والسشوار، لتجنب تلفه.
- زيادة شرب الماء، حيث يوصى بشرب ما لا يقل عن لترين في اليوم للحفاظ على ترطيب فروة الرأس وصحة الشعر.
- تجنب التوتر والضغوط النفسية، حيث تُعد هذه العوامل من الأسباب الرئيسية لفقدان الشعر بسبب ضعف الشعيرات الدموية.