أنواع المياه وفقًا للفقه الشافعي
الماء الطاهر
الماء الطاهر هو الماء الذي يحتفظ بنقاءه ولا يتغير بنيته الأصلية أو خصائصه، مهما طالت مدة بقائه. فهو الماء الذي لم يتأثر بالعوامل الخارجية مثل الطحالب أو الأتربة أو أي شيء قد يفسد صفائه، وبالتالي يُعتبر ماءً طاهراً. في هذا الصدد، يستند هذا الحكم إلى ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي قال: (قام أعرابي فبال في المسجد، فتناول الناس منه، فقال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: دعوه وهرقوا على بوله سجلاً من ماء، أو ذنوباً من ماء، فإنما بعثتم ميسرين، ولم تُبعثوا معسرين). فإرشاد النبي -عليه الصلاة والسلام- بصب الماء فوق موضع بول الرجل يشير إلى خاصية التطهير التي يمتلكها الماء.
الماء الطاهر المكروه
الماء الطاهر المكروه هو الماء الذي تعرض لأشعة الشمس، ويصبح مكروهًا إذا تحقق فيه ثلاثة شروط، وهي:
- وجوده في المناطق الحارة.
- تخزينه في أوعية مصنوعة من المعادن القابلة للتشكيل مثل النحاس والحديد، وتجنب الذهب والفضة.
- استخدامه في غسل جسم الإنسان أو الحيوانات التي تعاني من البرص، مثل الخيل.
الماء غير الطاهر
الماء غير الطاهر ينقسم إلى نوعين، وهما:
- الماء القليل الذي يستخدم في الطهارة مثل الغسل والوضوء: فهو ماء طاهر، لكنه لا يصلح للتطهر به. ويستند حكم طهارته إلى ما رواه الإمام البخاري عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- حين قال: (جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزورني وأنا مريض، فتوضأ وصب علي من وضوئه، فعقلت، فقلت: يا رسول الله، لمَن الميراث؟ إنما يرثني كلالة، فنزلت آية الفرائض).
- الماء الطاهر الذي اختلط بطاهر آخر لا يمكن فصله عنه: مثل الماء الذي يختلط بالشاي أو غيره من السوائل الطاهرة، يُحكم على هذا الماء بأنه طاهر لكن غير مطهر؛ لأن صفاته تغيرت ولا يمكن اعتباره ماءً، وقد اشترط الشرع أن يكون الماء مستخدمًا في الطهارة.
الماء المتنجس
الماء المتنجس هو الماء الذي دُهست فيه النجاسة، وينقسم إلى نوعين كما يلي:
- الماء القليل: وهو الماء الذي يقل عن القلتين، أي أقل من مئة وستين لترًا. يُعتبر متنجسًا بمجرد دخول النجاسة فيه، سواء كانت كمية قليلة، حتى لو لم تتغير خصائصه مثل اللون أو الرائحة أو الطعم، وفق ما ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث).
- الماء الكثير: وهو الماء الذي يزيد عن مئة وستين لترًا، يُعتبر طاهرًا في حال عدم تغير أي من خصائصه؛ اللون أو الطعم أو الرائحة. ولكن إذا تغيرت أي من هذه الصفات، فإن الماء يصبح متنجسًا.