يُعتبر القرآن الكريم مصدرًا غنيًا بالأسرار والعجائب الكونية، حيث تحمل كل آية فيه مغزى عميق. ومن بين العبارات التي أثارت فضول الكثيرين هي “إرم ذات العماد”، مما دفع العديد من الناس للتساؤل عن معناها.
لذلك، اتخذنا المبادرة للبحث في هذا الموضوع، وجمعنا الأسئلة الشائعة والمعلومات القيمة لنتناولها في هذا المقال. تابعونا لمعرفة المزيد.
موقع إرم ذات العماد
- نبدأ بالإشارة إلى أنها مدينة تاريخية قديمة جدًا، حيث يُعتقد أن تاريخها يعود إلى حوالي 3000 عام قبل الميلاد.
- تم تحديد موقعها في جزيرة العرب، حيث تقع ما بين سلطنة عمان واليمن.
- عرفت أيضًا باسم “الأحقاف”، التي تعني رمال الصحراء.
- ذُكر أن مكان إقامة قوم عاد، الذين مرتبطين بهذه المدينة، كان يتمركز في (صحراء ظفار).
- توجد صحراء ظفار على بُعد حوالي خمسين كيلومترًا شمال مدينة صلالة.
- تم اكتشاف بعدها عن مدينة ثمريت، والتي تبتعد بمسافة تقارب ثمانين كيلومترًا، وقد تم ذلك في عام 1998.
- تعتبر إرم ذات العماد اليوم مدينة منقرضة، حيث لا توجد لها آثار.
للمزيد من المعلومات:
قوم عاد
يجب أن نتعرف على السمات المميزة للناس الذين سكنوا مدينة إرم ذات العماد، وما حلّ بهم، وما سبب استفسارات الكثيرين حولهم.
- عُرف قوم عاد بقوتهم الجبارة وبطشهم الشديد.
- كانوا يقومون بنحت بيوتهم داخل الجبال، وأسسوا أيضًا أنظمة لجمع المياه.
- اتخذوا الأصنام والأوثان آلهة لهم، ومن أسماء أصنامهم: ثمود، صداء، وهباء.
- منحهم الله الرزق الوفير والصحة الجيدة، ولكنهم استمروا في الكبر والغرور.
- تتميز أجسادهم بالطول الشاهق، حيث بلغ طولهم نحو 15 مترًا، مما أتاح لهم الإبداع في العمارة والبناء.
- في بعض الروايات، يُقال إنهم قد ساهموا في بناء الأهرامات المصرية نظرًا لحجمها الكبير ومعمارها القوي.
- يعود أصل اسم “عاد” إلى والدهم عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح عليه السلام.
- كان هو أول من اتخذ الأصنام آلهة بعد نوح عليه السلام، ونشر الإشراك وعبادة غير الله.
- يُعتبرون جزءًا من مجموعة متنوعة من العرب.
بداية ظهور قوم عاد
لنرجع في كتب التاريخ وآراء العلماء وتفاسير القرآن الكريم حول بدايات ظهور قوم عاد، والتي كانت:
- بعد معجزة النبي نوح وسفينته التي أنجت المؤمنين، في حين غرق جميع من كذّب به.
- استمر الإيمان بالله لفترة طويلة، حتى بدأ الجهل يتسلل إلى المجتمعات.
- وكان الآباء والأجداد، مثل شداد بن عاد، بداية لدعوة الشرك.
- قرر شداد بناء مدينة إرم لتكون مماثلة لجنات عدن، حيث كانت مليئة بالأشجار والذهب والفضة.
- قام بتجنيد عدد كبير من العمال لبناء المدينة، موجهًا لهم الأموال اللازمة.
- استخدموا في البناء أغلى أنواع الجواهر على مدى ثلاث مئة سنة.
- لكن لم يكتب له دخول المدينة والاستمتاع بما بناه، حيث أهلكه الله بسبب كفره.
النبي المرسل لقوم عاد
- من صفات الله عز وجل هو الهداية، لذا أرسل لقوم عاد نبيًا يحمل رسائل الرحمة ليهديهم إلى طريق الحق.
- أرسل الله نبيه هود عليه السلام ليرشد القوم الضالين.
- كان هود دائمًا يحثهم على ترك عبادة الأصنام، ويؤكد لهم أنه لا يسعى إلا لنصحهم.
- وعدهم بكثير من الرزق والخير إذا آمنوا بالله، كما ورد في قوله تعالى:
- “وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ” – سورة هود، الآية: 52
- ولكن كذبوه، وأصرّوا على عبادة آلهتهم، قال تعالى:
- “قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ” – سورة الشعراء، الآية: 136
- إصرارهم على الضلال أدى بهم إلى هلاك عظيم، كما ذكر في قوله تعالى:
- “قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ” – سورة الأعراف، الآية: 17.
عذاب وهلاك قوم عاد
- تسلط هذه الفقرة الضوء على قوة الله وعاقبة غضبه، وما حل بقوم عاد، رغم قوتهم الكبيرة وطولهم المهيب.
- كان لكل فرد من قوم عاد تمثال ضخم أمام منزله للتعبير عن قوتهم.
- تجلى عذاب الله في البداية بقحطٍ وجفافٍ شديد.
- توسلوا إلى آلهتهم لتوفير الماء، وعندما جاءتهم رسالة من السماء.
- استجاب الله لهم بطريقة اخترت السحابة، حيث اختاروا السحابة السوداء.
- اجتمعوا لرؤية السحابة السوداء عند الاقتراب.
- لكنها كانت في الحقيقة محملة بالعذاب، حيث كانت الريح الشديدة قاسية، كما جاء في قوله تعالى: “وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ” – سورة الحاقة، الآية: (6).
- كانت الرياح قوية لدرجة أنها اقتلعت رؤوسهم وضربتهم بالأرض.
- تعددت أنواع العذاب حتى دمرت الأشجار وهدمت المنازل.
- لم يجدوا وسيلة للحماية ضد تلك الرياح، مما جعلهم كأنهم هياكل نخيل خالية، كما جاء في قوله تعالى: “تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ” – سورة القمر، الآية: 20.
- استمر العذاب لثمانية أيام بلياليها، كما ذكر في قوله تعالى: “سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا” – سورة الحاقة، الآية: 7.
- تحولت أجسادهم إلى رفات ومنازلهم إلى دمار، وهذا مشهد يجسد انتقام الله منهم.
- نجا عدد قليل من قوم عاد الذين آمنوا وصدقوا نبي الله هود.
ذكر قوم عاد في القرآن الكريم
- ذُكر قوم عاد في 18 سورة من سور القرآن، حيث كانت في القرآن إجابة على سؤال مكان إرم ذات العماد.
- قال تعالى في سورة الأحقاف: “قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ”.
- وفي سورة الشعراء قال تعالى: “وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ، وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ”.
- وفي سورة الذاريات، قوله عز وجل: “وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ، مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ”.
- وذكرت أيضًا في سورة النجم: “وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى، وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى، وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى”.
أسباب هلاك قوم عاد
دعونا نستعرض الأسباب التي أدت إلى زوالهم وزوال مدينتهم:
- أصروا على عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر، وعاشوا في الضلالة، كما ذكر في قوله: “وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ” – سورة هود: 59.
- فقد زادوا من طغيانهم وفسادهم وأفسدوا في الأرض.
- كذّبوا نبي الله هود ورسالته، وعصوا أمره واستمروا في السخرية منه.
- لقد ارتكبوا الشرك بالله وكفروا به.