مكونات الشعر وخصائصه
يتكون الشعر بشكل أساسي من بروتين قاسي يعرف بالكيراتين (بالإنجليزية: Keratin). تعتمد كل شعرة على جذورها التي تُعرف بالبصيلة (بالإنجليزية: Hair follicle)، حيث يشكل برعم الشعر (بالإنجليزية: Hair bulb) الجزء الأساسي الذي تنمو فيه الخلايا، مُساهماً في زيادة طول ساق الشعر. تقوم الشعيرات الدموية بتغذية الخلايا في برعم الشعر، مُتوسلةً إليهم الضرورات الحيوية من هرمونات وعناصر غذائية للتحكم في نمو الشعر وتكوينه.
التهاب بصيلات الشعر
التهاب بصيلات الشعر (بالإنجليزية: Folliculitis) هو حالة التهابية تؤثر على بصيلات الشعر، وغالباً ما تنجم عن البكتيريا والمُعَيقَات الفطرية وبعض أنواع الخمائر. يمكن أن يظهر الالتهاب في أي منطقة من الجسم مغطاة بالشعر، لكن يحدث غالباً في مناطق مثل اللحية، الذراعين، الظهر، والساقين. هناك عوامل متعددة قد تساهم في ظهور التهاب بصيلات الشعر، مثل تلف البصيلات، الحلاقة، وارتداء الملابس الضيقة التي تؤدي إلى إحتكاك البشرة، بالإضافة إلى تأثيرات العرق وزيوت البشرة، وأيضاً استخدام مستحضرات التجميل.
أعراض التهاب بصيلات الشعر وأنواعها
يظهر مرضى التهاب بصيلات الشعر انتفاخات بسيطة ولينة حول الشعرة، حيث تحتوي بعض هذه الانتفاخات على كمية قليلة من القيح أو الصديد. في حالات سابقة، قد تُظهر الندبات الناتجة عن التهاب بصيلات الشعر على شكل نتوءات حمراء محيطة بفتحات البصيلات دون وجود شعر فيها. تعتبر مشكلة حب الشباب (بالإنجليزية: Acne vulgaris) إحدى أشكال التهاب بصيلات الشعر التي تصيب العديد من المراهقين.
بشكل عام، يمكن تصنيف التهاب بصيلات الشعر إلى نوعين رئيسيين:
- التهاب الجريبات السطحية (بالإنجليزية: Superficial Folliculitis): غالباً ما تكون هذه الحالة بسيطة وخفيفة، وعادة ما يمكن علاجها بشكل ذاتي. يظهر هذا النوع من الالتهاب على شكل بثور ذات قاعدة حمراء تُحيط بالشعرة، وفي بعض الأحيان قد تكون الشعرة غير مرئية.
- التهاب الجريبات العميقة (بالإنجليزية: Deep Folliculitis): يتسم هذا النوع بظهور عقيدات حمراء مؤلمة على الجلد، قد تحتوي على القيح والخرّاج. إذا استمرت هذه الحالة أو تكررت، فقد تؤدي إلى حدوث ندوب أو فقدان دائم للشعر، كما يمكن أن تتجمع عدة بصيلات مصابة لتكوين كتلة واحدة تعرف باسم الدمّل (بالإنجليزية: Carbuncle).
معالجة التهاب بصيلات الشعر
يعتمد علاج التهاب بصيلات الشعر على نوع الالتهاب وشدته، وذلك وفقاً لتوصيات الطبيب المختص. قد يُوصى باستخدام كريمات موضعية تحتوي على أنواع معينة من المضادات الحيوية. على الرغم من أن المضادات الحيوية الفموية ليست شائعة الاستخدام في حالات التهاب بصيلات الشعر، إلا أنه يمكن استخدامها في الحالات الشديدة أو المتكررة عند الحاجة. قد تشمل خيارات العلاج الكريمات الموضعية، ومستحضرات غسل الشعر، أو الحبوب التي تحتوي على مضاد للفطريات إذا كان الالتهاب ناتجاً عن الخمائر أو الفطريات بدلاً من البكتيريا.
من المهم أن نذكر أن استخدام المضادات الحيوية في حالات الالتهابات الناتجة عن الفطريات أو الخمائر لن يكون فعالًا، حيث يمكن استخدام بعض الكريمات المحتوية على الستيرويدات أو العلاج الفموي بالكورتيكوستيرويد لتقليل الالتهاب، ويجب أن يُستخدم هذا العلاج لفترة قصيرة بسبب كتابته آثار جانبية محتملة.
يمكن أيضاً اللجوء لإجراءات طبية في بعض الحالات، مثل إجراء عملية جراحية بسيطة لتصريف الدمامل، مما يُسهم في تقليل الألم وتسريع الشفاء. كما يمكن أن تُستخدم تقنيات العلاج الضوئي (بالإنجليزية: Photo-dynamic therapy) مع الكريمات الموضعية في الحالات غير المستجيبة للعلاج. استخدام الليزر يعد خيارًا آخر لتقليل كثافة الشعر الدائم في المنطقة المستهدفة، إلا أنه يتطلب عدة جلسات ويتسم بتكاليف مرتفعة، وقد يتسبب في ظهور ندوب أو غيرها من التغييرات الجلدية.
الوقاية من التهاب بصيلات الشعر
يمكن اتخاذ عدة تدابير للوقاية من التهاب بصيلات الشعر، منها: الاستحمام بعد التعرق، وتجنب مشاركة أدوات العناية الشخصية مثل شفرات الحلاقة والمناشف، وحلاقة الشعر باتجاه النمو، واستخدام شفرات حلاقة آمنة. يُنصح أيضاً بتجنب الملابس الضيقة والمواد القاسية، واختيار المستحضرات والكريمات التي لا تُسبب انسداد المسامات.
للحماية من مضاعفات التهاب بصيلات الشعر، من المهم تجنب الاحتكاك الناتج عن الحلاقة، أو فرك المنطقة المصابة. يمكن استخدام الكمادات الدافئة لتخفيف التهيج والشعور بالألم، كما يُفضل غسل المناشف يوميًا حتى تختفي جميع الأعراض بالكامل.