يتساءل الكثيرون عن موقع جزر القمر على الخريطة، وتقع جمهوريّة جزر القمر Comoros في قلب المحيط الهندي، بالقرب من السواحل التنزانية، وموظميق، ومدغشقر. تتكون هذه الجمهورية من أرخبيل يضم أربع جزر تقع قبالة السواحل الشرقيّة لأفريقيا، ثلاثة منها جزر مستقلّة، بينما الجزيرة الرابعة، جزيرة مايوت، تحت إدارة فرنسا.
تستند ثقافة سكان جمهوريّة جزر القمر إلى التراث الأفريقي، وشرق الأوسط، وأوروبا، حيث يُشكل المسلمون 98% من إجمالي عدد السكان.
تاريخ جمهورية جزر القمر
- يشير المؤرخون إلى أنّ أول مستوطنة بشرية في جزر القمر ظهرت في القرن السادس الميلادي، عندما انتقل بعض السكان من أفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأوقيانوسيا إلى الجزر.
- تبعتهم مستوطنات أخرى جاءت من الخليج العربي، وأرخبيل الملايو، ومدغشقر. أدت الزيارات المتكررة من قبل المسلمين إلى تحويل جزر القمر إلى مركز مهم للتجارة البحرية، إذ كانت موطناً للذهب، والمرجان، والعقاقير، والخرز، وزهر اليلانج، والتوابل.
- خضعت جزر القمر للاستعمار الفرنسي في أواخر القرن التاسع عشر، وأصبحت تحت سيطرة الحاكم الفرنسي لمادغشقر. لم تحقق استقلالها الكامل إلا في عام 1975م، وبعد الاستقلال عانت البلاد من توترات سياسية.
- شهدت المنطقة حوالي 20 انقلاباً، كما حاولت جزر أنجوان وموهيلي الانفصال عن جزر القمر واستعادة حكم الاستعمار الفرنسي في عام 1997م، ولكن فرنسا رفضت أن تستعيد السيادة على تلك الجزر.
علم جمهورية جزر القمر
- تم اعتماد التصميم النهائي لعلم الجمهورية في عام 1993م، والذي يتكون من أربعة أشرطة أفقية بالألوان: الأصفر، الأبيض، الأحمر، والأزرق.
- يوجد في الجانب الأيسر من العلم مثلث باللون الأخضر يتضمن أربعة نجوم وهلال أبيض. تعكس الأشرطة والنجوم الأربعة الجزر الأربع الأساسية في الجمهورية: موهيلي، أنجوان، القمر الكبرى، ومايوت، في حين تشير الرموز الخضراء إلى الهوية الإسلامية.
مساحة وموقع جزر القمر
- تقع جمهورية جزر القمر في القارة الإفريقية، تحديداً في الجزء الجنوبي من القارة عند مصب قناة موزمبيق الشمالية.
- تبلغ المساحة الإجمالية للجمهورية حوالي مليوني كيلومتر مربع، مما يجعلها في المرتبة 180 عالمياً من حيث المساحة. كون الجمهورية تتكون من جزر، فإنها تمتلك ساحلاً بحرياً طويلاً يبلغ حوالي 340 كم.
مناخ جمهورية جزر القمر
- يسود المناخ الاستوائي في جمهورية جزر القمر، حيث يصل متوسط درجة الحرارة في المناطق الساحلية إلى حوالي 25-26 درجة مئوية، مع اختلاف طفيف مع الارتفاع بمعدل 0.6-0.7 درجة مئوية لكل 100 متر.
- يتراوح معدل الأمطار في المناطق الساحلية سنوياً حوالي 1,000 ملم، ويزداد هذا المعدل في المناطق المرتفعة، حيث يُعتبر المناخ من تشرين الثاني إلى نيسان حاراً مع هطول مستمر للأمطار.
- بينما توصف الشهور من أيار إلى تشرين الأول بأنها جافة وباردة، تتعرض جزر القمر كل عشر سنوات لأعاصير شديدة تخلف أضراراً جسيمة.
الجزر الأربع في جمهورية جزر القمر
- تتميز سواحل جزر القمر الشاسعة بأشجار جوز الهند وشجر الأيكة الساحلية، بالإضافة إلى بعض السواحل التي تضم صخورًا دائرية الشكل وأخرى من تدفقات الحمم البركانية. ويعود تكون الجزر إلى النشاطات البركانية في قاع المحيط الهندي.
معلومات عن كل جزيرة من الجزر الأربع:
- جزيرة القمر الكبرى: هي أكبر جزر الأرخبيل، وعاصمتها موروني، وتُعدّ الأعلى بين باقي الجزر. تشمل حدودها الجنوبية أعلى نقطة في جزر القمر، جبل القرطالة.
- جزيرة موهيلي: تُعتبر أصغر جزيرة، وتتميز بتربتها الخصبة والتلال المغطاة بالخضرة والغابات الكثيفة.
- جزيرة أنجوان: تتميز بشكلها المثلث، ويقع في وسطها جبل نينغوي بارتفاع يقارب 1,580م، ويتكون من كتلة صخرية بركانية.
- جزيرة مايوت: تعد من أقدم الجزر في الأرخبيل وتوجد في الجنوب الشرقي من جزيرة أنجوان، وهي لا تزال تحت الإدارة الفرنسية.
سكان جمهورية جزر القمر
- بلغ عدد سكان جمهورية جزر القمر وفقاً لإحصاءات عام 2020 حوالي 862,359 نسمة، مما يضع البلاد في المرتبة 163 عالمياً من حيث عدد السكان.
- على الرغم من كونها واحدة من الدول الأقل سكاناً، فإن لديها كثافة سكانية عالية تصل إلى حوالي 275 شخصاً لكل كيلومتر مربع، مما يجعلها من أكثر الدول كثافة سكانية في العالم.
- تحتل الجمهورية المرتبة 25 عالمياً من حيث الكثافة السكانية، حيث يتواجد ثلث السكان في المناطق الحضرية، مثل دوار المدينة، مدينة موتسامودو، والعاصمة موروني التي تُعدّ أكبر مدينة في جزر القمر بحوالي 55,000 نسمة.
- يشكل السكان غالبية من أصل أفريقي أو عربي، بالإضافة إلى بعض الأصول الملغاشية، الهندية، والفرنسية، حيث غادر أغلب السكان الفرنسيين الجزيرة بعد الاستقلال في عام 1975م.
- متوسط العمر في جزر القمر يبلغ حالياً 67 عاماً للنساء و62 عاماً للرجال، وتمثل الفئة العمرية تحت 15 عاماً حوالي 50% من إجمالي السكان.
اللغة الرسمية لجمهورية جزر القمر
- تعتبر العربية والفرنسية اللغتين الرسميتين في جزر القمر. أما اللغة المستخدمة بين السكان فهي لغة تطورت بشكل ساحلي تأثرت باللغة العربية، ويطلق عليها اسم اللغة القمرية أو “الشيكومورو.”
- هناك لغات أخرى تُستخدم، مثل اللغة الملغاشية، ولغة ماكوا الأفريقية، واللغة السواحلية.
الديانة الرسمية في جزر القمر
- يعتنق سكان جزر القمر الديانة الإسلامية، حيث يُشكّل الإسلام الديانة الرئيسية في البلاد، بينما يشكّل المسيحيون حوالي 1% من السكان.
- توجد أيضاً بعض الأقليات الأجنبية التي تعتنق الهندوسية.
- فيما يتعلق بالاستشارات الدينية، يتم تعيين مفتي من وزارة الشؤون الإسلامية من قبل رئيس الدولة.
الثقافة والفن في جمهورية جزر القمر
- تتميز الثقافة في جزر القمر بالطابع العربي الإسلامي، بالإضافة إلى التأثر بالثقافة الفرنسية والأفريقية. يحتفل السكان بالمناسبات الدينية ويرتدون زيًّا إسلاميًا مثل الحجاب والمعاطف المطرزة.
- تعد الثقافة المدغشقريّة جزءاً مهماً في حياة بعض سكان الجزر.
- تسعى الفنون التي يبرزونها، مثل صناعات المجوهرات والحلي، والنحت، وصناعة السلال، والفخار، والتطريز.
السياحة في جمهورية جزر القمر
- تمتلك كل جزيرة من جزر القمر معالم سياحيّة فريدة تجذب الزائرين، وتتنوع الأنشطة السياحية المتاحة في كل واحدة من الجزر.
- إذا اختار الزائر الذهاب إلى جزيرة أنجوان، فسيستمتع بجمال الطبيعة والشلالات العديدة، أما جزيرة موهيلي فتوفر شواطئ رائعة مثل شاطئ سامبيا، وشاطئ ميوماتشوا، وشاطئ إيتاميا.
- تتمتع جزيرة القمر الكبرى بمناظر خلابة، كونها جزيرة بركانيّة، وينبغي للزائر الصعود إلى قمة جبل القرطالة، الذي يعدّ من الجبال البركانية الأكثر نشاطاً في العالم.
- يستطيع الزائر أيضاً زيارة العاصمة موروني، ذات الطراز المعماري الاستعماري، وزيارة مسجد فينديري؛ حيث يمكن رؤية المدينة بالكامل.
- بإمكان الزائر أيضاً استكشاف السوق الرئيسي واكتشاف تاريخ المدينة وثقافتها العربية البحرية، من خلال ميناء موروني أو تجربة الثقافة الشعبية في قرية الصيد.
- تتفرد الجزيرة بشواطئ ذات الرمال البيضاء مثل شاطئ مالوجا وشاطئ جلوة، حيث يُمكن ممارسة رياضة الغوص في المناطق المرجانية.
- تعتبر “لاك سلا” أو البحيرة المالحة واحدة من الأماكن المميزة، وهي تتشكل من مياه مالحة عميقة داخل فوهة بركانية شديدة الانحدار.