يُثار الكثير من التساؤلات لدى الأفراد حول الفروق بين الماء الطاهر والماء الطهور، خاصّةً بعدما اتفق بعض الفقهاء على عدم الفصل بينهما، بحيث يُعتبر كلاهما متشابهاً في الغرض والمعنى. من خلال هذا المقال، سنتناول الفرق بين الماء الطاهر والماء الطهور.
التمييز بين الماء الطاهر والماء الطهور
يمكن توضيح الفرق بين الماء الطاهر والماء الطهور كالتالي:
1- **الماء الطهور:** يُعرف بأنه الماء الذي يظل على طبيعته الأصلية، دون أن تتغير صفاته مثل: الطعم، الرائحة، واللون. من الأمثلة على هذا النوع ماء الأنهار، العيون، والآبار. يُعتبر الماء الطهور مطهراً لغيره، ويتميز بأنه طاهر في ذاته، مما يجعله مناسباً للاستخدام في الشعائر التعبدية مثل الوضوء والغسل.
2- **الماء الطاهر:** هو الماء الذي يُعتبر طاهراً بذاته، ولكنه لا يُستخدم كطهارة لذاته، مما يعني أنه غير مناسب للاستخدام في الوضوء أو الغسل. يمكن تقسيم الماء الطاهر إلى ثلاثة أنواع:
- الماء المتغير نتيجة المخالطة للطاهرات: هو الماء الذي تفاعل مع مواد طاهرة، مما أدى إلى تغيير صفاته مثل اللون والطعم والرائحة. على سبيل المثال، إذا اختلط الماء مع الصابون، العجين، أو التراب، فإنه يظل طاهراً، لكن لا يجوز استخدامه في الطهارة. يُستثنى من هذا الخلط ما يُعتبر دائماً ملحقاً بالماء، مثل الطحالب أو الأوراق المتساقطة من الأشجار، حيث يكون هذا الماء طاهراً ولا بأس بالتطهر به.
- الماء المستعمل: هو الماء الذي تم استخدامه في تطهير شيء ما، كالماء المستعمل في الغسل أو الوضوء.
- الماء المُستخرج من النباتات بعد عصرها.
أمثلة على الماء الطهور
إليك بعض الأمثلة على الماء الطهور:
- ماء الآبار: يُعتبر ماء الآبار طاهراً ويمكن استخدامه للتطهر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ المَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ).
- ماء الأنهار: يُعتبر ماء النهر طاهراً ومطهراً للغير، كما ذُكر في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا، مَا تَقُولُ: ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ؟ قَالُوا: لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا، قَالَ: فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايَا).
- ماء البحر: يُعتبر ماء البحر طاهراً ومطهراً، وعندما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن استخدام ماء البحر للوضوء، قال: (هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الحِلُّ مَيْتَتُهُ).
- ماء السماء: كل ما ينزل من السماء، مثل المطر والثلج، يُعتبر طاهراً. قال الله تعالى: (وَيُنَزِّلُ عَلَيكُم مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُم بِهِ)، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح للصلاة: (اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ).
هل يمكن الوضوء بالماء الطاهر؟
تم توضيح من قِبَل بعض الفقهاء سابقًا عدم جواز استخدام الماء الطاهر في الطهارات، بينما أجاز بعض المالكية ذلك. وقد أوضح عدد من العلماء أن الوضوء لا يجوز بالماء المخالط للطاهرات الذي تغيرت صفاته. وقد وضعت الحنفية بعض الشروط لاستعمال الماء المخالط للطاهرات للتطهر، ومن هذه الشروط:
- إذا اختلط الماء مع مادة جامدة طاهرة وتغيرت صفات السيلان والرقة، ليصبح شبيهاً بالمواد ذات الكثافة العالية.
- إذا كانت صفات الماء المُختلط مشابهة لصفات الماء، يُشترط أن تكون الكمية المخالطة أكثر.
- إذا كانت صفات المائع المُختلط تختلف عن صفات الماء، يشترط أن يُظهر تغيره في صفتين على الأقل.
في ختام هذا المقال، تناولنا الفرق بين الماء الطاهر والماء الطهور، بالإضافة إلى عرض أمثلة على كل نوع، والإجابة عن سؤال بشأن إمكانية الوضوء بالماء الطاهر.