تعتبر الخلافة الأموية هي الخلافة الثانية التي أعقبت خلافة الخلفاء الراشدين، و تُعدّ من أعظم الفترات في تاريخ الأمة الإسلامية. عاصرت الخلافة الأموية خمسة عصور، حيث ازدهرت فيها العلوم والمعارف، مما جعلها تُعرف بعصرها الذهبي. كانت مدينة دمشق هي عاصمة هذه الخلافة، ومن خلال هذا المقال سنتناول أسباب تسمية الدولة الأموية، ومؤسسها، ومدتها الزمنية.
تسمية الدولة الأموية
تم إطلاق اسم الدولة الأموية على هذه الخلافة استنادًا إلى أصول الخلفاء الذين حكموها، إذ أنهم ينتمون إلى بني أمية بن عبد شمس، العائلة الشهيرة التي كانت إحدى بطون قبيلة قريش. تأسست هذه الدولة إثر النزاع الذي نشأ حول الخلافة بين معاوية بن أبي سفيان و الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
مؤسس الدولة الأموية
يعد معاوية بن أبي سفيان هو المؤسس الفعلي للدولة الأموية، حيث استمرت سلالته في الحكم حتى وصلت إلى هشام بن محمد المعتمد بالله.
مدة حكم الدولة الأموية
بدأت فترة الحكم الأموية في العام 41 هـ، واستمرت حتى 132 هـ، مما يعني أنها استمرت لمدة 91 عامًا، وقد شهدت الدولة توسعًا كبيرًا بفضل الفتوحات التي قام بها الخلفاء، حيث بلغ عدد سكانها حوالي 34 مليون نسمة.
انتهت فترة حكم هذه الدولة في العام 750 ميلادي، حيث بدأت من دمشق كمركز لها، ثم انتقلت قبل ست سنوات من سقوط الخلافة إلى مدينة حرّان والتي أصبحت عاصمتها في عام 744 ميلادي.
حضارة الدولة الأموية
استندت الدولة الأموية إلى خمسة مستويات اجتماعية، وعلى الرغم من تقدمها وتحضرها، فقد كانت تقسم كالتالي:
- الطبقة الأولى: الخلفاء وأسرهم (الطبقة الحاكمة)، وهي من تتولى أمور الحكم.
- الطبقة الثانية: كاتبو الدواوين وكبار القادة والولاة.
- الطبقة الثالثة: العلماء الذين تمتعوا بمكانة عالية، وكان يبادلون بالتقدير والاحترام، حتى من الخلفاء أنفسهم.
- الطبقة الرابعة: الأغنياء من التجار والشيوخ.
- الطبقة الخامسة: العامة أو الشعب.
نظام الخلافة الأموية
تميز نظام الخلافة الأموية بالتنظيم والهيكلة، حيث استمرت فترة حكمها نحو 91 عامًا. كان نظام الحكم وراثيًا، بدءًا من معاوية بن أبي سفيان وصولًا إلى هشام بن محمد المعتمد بالله.
مظاهر التحضر في الدولة الأموية
عرفت الدولة الأموية بنظام حضاري متطور، وتأثرت بالعديد من الحضارات الأخرى. لقد تميزت بمعمارها المتنوع وتقدمها العمراني، خاصة في المدن المستقرة سياسيًا بعيدًا عن الحروب.
شهدت الفترة الأموية حركة ثقافية نشطة، حيث انتشرت بين مختلف شرائح المجتمع، ومن أبرز مظاهرها تعريب الدواوين، وطبع النقود، وتفاعل اللغات.
كما أن التوسع الكبير الذي شهدته الدولة الإسلامية في هذه الفترة، كان بارزًا بشكل خاص خلال عهد الوليد بن عبد الملك، الذي بذل جهودًا كبيرة في الفتوحات الإسلامية وقام بتعزيز دعائم الحكم والتخلص من الفتن والثورات.
تمكن العرب خلال فترة حكم الأمويين من السيطرة على مساحات شاسعة من الأرض، حيث امتدت حدود الدولة الإسلامية في الغرب إلى شمال شرق إسبانيا وفي الشرق إلى الهند.
انهيار الدولة الأموية
تعرضت الدولة الأموية لأول مرة للسقوط في الشام، ثم أعادت تأسيسها في الأندلس، إلا أن نهايتها كانت في عام 750 ميلادي.
سقطت الخلافة الأموية في الشام وهي في أوج قوتها وازدهارها، مما شكل صدمة للمؤرخين والكتّاب. وقد عُدّ هذا السقوط نتيجة للعديد من الأسباب منها:
- ظهور الأحزاب السياسية، مثل الخوارج، الذين اعترضوا على طريقة الحكم، وطالبوا بأن تكون الخلافة موضعًا للعدل وليس حكرًا على أبناء أمية.
- المعارضات المستمرة من أبناء الصحابة الذين انتقدوا حكم بني أمية وخاصة في موضوع ولاية العهد.
- عودة العصبية القبلية التي اجتاحت القبائل العربية بعد فترة من انقراضها، مما آثار الانقسامات والصراعات.
- الأسباب الاقتصادية التي أدت إلى حرمان الموالي من الامتيازات وأثارت اضطرابات داخلية.
- وجود انقسامات اجتماعية بين مختلف الجماعات مثل أنصار بني أمية (السنة)، وأنصار العلويين (الشيعة)، والعباسيين، والخوارج.
في الختام، يتضح أن الدولة الأموية كانت فترة ذهبية من ازدهار وتألق، حيث جمعت بين الخلفاء من نسل معاوية بن أبي سفيان وقبيلة قريش. ومع ذلك، فإن أسباب عديدة أدت إلى انهيارها وعدم استمراريتها حتى لا تقل عن قرن من الزمان.