تعتبر صلاة الاستخارة من الصلوات المهمة التي يلجأ إليها المسلم طلباً لتوجيه الله في أموره الحياتية المختلفة، وتساعد هذه الصلاة الشخص الذي يشعر بالقلق والحيرة في اتخاذ قراراته. في هذا المقال، سنتناول كيفية أداء صلاة الاستخارة بطريقة صحيحة وفقاً لما هو موضح على مواقع إسلامية موثوقة.
خطوات أداء صلاة الاستخارة
يعتبر التوجه لصلاة الاستخارة خطوة فاعلة لتسليم الأمور لله، ولتنفيذ هذه الصلاة بالطريقة الصحيحة، يجب على المسلم اتباع الخطوات التالية:
- يبدأ المسلم أولاً بتأدية الوضوء بشكل صحيح، وهو شرط أساسي لأداء الصلاة.
- ثم يقوم بعقد النية، حيث تعتبر النية من العناصر الأساسية التي يجب التوجه إليها قبل الشروع في الصلاة.
- يتبع ذلك أداء ركعتين، حيث يقرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الكافرون، وفي الركعة الثانية يقرأ أيضاً سورة الفاتحة وسورة الإخلاص.
- يختتم الصلاة بالتسليم.
- بعد التسليم، يرفع المسلم يديه ويدعو الله، مستحضراً عظمته وقدرته.
- يبدأ العبد بالدعاء بعد أن يحمد الله ويشكره، ثم يرسل الصلاة على النبي محمد، مفضلاً تكرار الصلاة الإبراهيمية التي تُقال في التشهد، حيث تتضمن: “اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ في الْعالَمِينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.”
- يتلو العبد الدعاء المشهور، وهو: “اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ…”، ويختتم بالحاجة التي يرغب في استخارتها.
- ثم يُرسل العبد الصلاة على النبي كما فعل في المرة الأولى.
- بعد الانتهاء من صلاة الاستخارة والدعاء، يُفوض المسلم أمره لله، متوكلاً عليه، ويسعى لتحقيق ما يريد دون الالتفات لشيء، مقبولاً بقضاء الله.
شروط أداء صلاة الاستخارة
لإتمام صلاة الاستخارة بشكل صحيح، يجب على العبد الالتزام بعدد من الشروط الهامة:
- يجب أن يكون الدعاء في الأمور التي يتحير العبد بشأنها، فلا تكون الاستخارة في الواجبات أو المحرمات، باستثناء بعض الحالات مثل الحج.
- ينبغي أن تُؤدى صلاة الاستخارة للأشياء المباحة أو المندوب إليها، خاصة عند تعارض أكثر من مندوب.
- يجب تطبيق شروط الصلاة العادية، مثل ستر العورة والطهارة واستقبال القبلة.
- لا تصح صلاة النسوة الحائض ولا النفساء، لكن يمكنهن الدعاء في هذه الحالة.
أوقات صلاة الاستخارة
يهتم الكثير من الناس بمعرفة الأوقات المناسبة لأداء صلاة الاستخارة. وقد اختلف العلماء في تحديد وقتها، حيث أشار بعضهم إلى جواز الصلاة في أوقات النهي إذا كان هناك سبب، كما هو الحال مع صلاة الاستخارة.
يؤكد الإمام الشافعي وبعض الحنابلة على جواز ذلك استناداً إلى دلائل تخصيص النهي في حالات معينة، مثل أداء الفائتة.
من جهة أخرى، يرى مذهب الأحناف والمالكية وكذلك الرأي الشائع عند الإمام أحمد بعدم جواز أداء أي صلاة ذات سبب في أوقات النهي، مستندين إلى أحاديث النهي المتواترة.
أهمية صلاة الاستخارة
تتسم صلاة الاستخارة بأهمية كبيرة قد يغفل عنها البعض، وتتلخص أهميتها فيما يلي:
- تعزز من توكل العبد على الله وتفويض أموره له، مما يسهم في تعزيز الإيمان في القلب.
- تمنح العبد طمأنينة وتغرس اليقين في الله، مما يساعد في تجنب الهموم الناتجة عن القرارات الخاطئة.
- تساهم في الأخذ بالأسباب مما يؤدي إلى توفيق الله له في سعيه في الحياة واتخاذ القرارات الصائبة.
في الختام، توفر صلاة الاستخارة طريقة لطيفة ومؤثرة للتوجه إلى الله ودعائه في الأمور الحياتية، مع التأكيد على أهمية أدائها بطريقة صحيحة وشرعية، حيث إن الخير يكمن فيما يختاره الله للعبد.