يتساءل الكثير من الأفراد حول كيفية التعامل مع فقدان الأب، إذ أن فقدان الأب يعد تجربة قاسية لا يمكن لأي شخص تحملها بسهولة. الأب بالنسبة للأبناء هو رمز الأمان والدعم في مواجهة صعوبات الحياة، وعند فقدانه يواجه الفرد صعوبة كبيرة في مواصلة الحياة. لذلك، ستقدم هذه المقالة عبر موقعنا بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في تقبل هذا الفقد الأليم.
طرق التعامل مع فقدان الأب
لا يوجد شخص بإمكانه نسيان والده المتوفى، ففقدان الأب هو تجربة مؤلمة يواجهها الكثيرون. ومع ذلك، فإن الحياة يجب أن تستمر، وهناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتجاوز هذه المحنة، ومنها:
- عودة إلى العمل أو الدراسة بعد انتهاء مراسم العزاء.
- قضاء وقت مع العائلة للتحدث عن الذكريات الجميلة مع الأب.
- الدعاء للوالد المتوفى في كل مناسبة.
- إنشاء مشروع صدقة جارية لوالدك كوسيلة لتخفيف الألم.
- مساعدة المحتاجين وتقديم الثواب للأب.
- تعزيز الإيمان بالقضاء والقدر، مما يساعد في تحمل الصبر.
- قراءة القرآن الكريم والمحافظة على أداء الصلوات.
- الدعاء لله من أجل الحصول على الصبر.
المراحل التي يمر بها الفرد عند فقدان الأب
يمر الشخص بعدة مراحل عند فقدان الأب، ومن بين هذه المراحل:
1- مرحلة الإنكار
في هذه المرحلة، يكون الفقد مؤلماً لدرجة يصعب تحملها، مما يدفعنا إلى إنكار الحقيقة لفترة معينة لكي نتمكن من متابعة حياتنا. في هذه المرحلة، يبدو أن الحياة فقدت معناها ونتعامل مع مشاعر الرهبة والغموض، حيث يساعدنا الإنكار على تخطي هذه الظروف الصعبة.
2- مرحلة الغضب
بعد مرحلة الإنكار، نشعر بالغضب الذي يخفي في طياته مشاعر الألم العميق. في البداية، قد يكون هذا الغضب غير محدد ويمتد ليشمل كل شيء وكل شخص. كلما عبرنا عن غضبنا، تسهل علينا عملية التعافي. يمكن أن يظهر الغضب تجاه المقربين أو حتى تجاه الله، حيث نشعر بالحرمان من المحبة.
3- مرحلة التفاوض
خلال هذه المرحلة، نتورط في سلسلة من التساؤلات “ماذا لو؟”، فنفكر ما إذا كان بإمكاننا تجنب هذا الفقد أو التصرف بطريقة مختلفة. تزداد مشاعر الذنب، وكأن الشخص هو المسؤول عن ما حدث.
4- مرحلة الاكتئاب
بعد مرحلة التفاوض، نبدأ في التكيف مع الواقع ونعاني من فراغ داخلي. قد يبدو الاكتئاب كأنه ستمتد للأبد، ويجب أن نعي أن هذا الشعور ليس علامة على مرض نفسي، بل هو رد فعل طبيعي للفقد. ننعزل عن الحياة مع شعور عميق بالحزن. الاكتئاب هنا أمر طبيعي ويسجل رغبتنا في الشفاء؛ لا تتعجل في تجاوز هذه المرحلة، ففقدان شخص عزيز هو أمر مؤلم.
5- مرحلة القبول
القبول لا يعني أن الأمور ستعود كما كانت، أو أننا لن نشعر بالألم مجددًا، بل يعني أننا نبدأ في تقبل حقيقة الفقد ونسمح لأنفسنا بالاستمتاع بأوقات السعادة. بحلول هذه المرحلة، تزداد لحظات السعادة في حياتنا، وتصبح أكثر من اللحظات المؤلمة.
فقدان الأب هو تجربة مؤلمة يصعب على أي فرد التعامل معها، حيث يمثل الأب دعماً لعائلته ومصدر الأمان لها. لكن من المهم أن تستمر الحياة رغم كل المآسي.