تثير معظم النساء تساؤلات حول طبيعة المغص في بداية الحمل، حيث يُعَدُّ هذا الأمر من أكثر الأمور التي تُسبب الالتباس، بسبب صعوبة التفريق بين مغص الدورة الشهرية ومغص الحمل. لذا، يقوم موقعنا بتقديم توضيحات شاملة حول هذا الموضوع، مع تحديد الفروق بين مغص الحمل ومغص الدورة الشهرية، بالإضافة إلى الأنواع المختلفة لمغص الحمل الطبيعي.
مظاهر مغص بداية الحمل
يمتاز مغص بداية الحمل في الشهر الأول بشبهه الكبير بمغص الدورة الشهرية، مما قد يجعل المرأة تُخطئ في تقدير حالتها إذا كانت غير مدركة لوجود حمل. ويُعتبر الشعور بالمغص في الأشهر الأولى من الحمل طبيعياً، حيث تمر به غالبية النساء في تلك المرحلة. ويحدث هذا المغص نتيجة لتغيرات فسيولوجية تحدث في الجسم بفعل الحمل.
يمكن أن تكون بعض أنواع مغص بداية الحمل ذات أسباب نفسية، في حين يمكن أن تُعزى أنواع أخرى إلى الشعور بالبرد. وعادةً لا يتطلب الأمر القلق أو مراجعة الطبيب عند الشعور بالمغص في النصف الأول من الحمل، إلا أنه في حالات نادرة يمكن أن يشير المغص إلى وجود مشكلة تستلزم استشارة طبية عاجلة.
الفروقات بين مغص الحمل ومغص الدورة الشهرية
يتشابه مغص الدورة الشهرية ومغص الحمل، مما يجعل من الصعب على النساء التمييز بينهما، خاصة في حالة عدم كونهن مُخططات للحمل. يمكن تمييز المغصين من خلال النقاط التالية:
- مغص الدورة الشهرية يحدث قبل أو أثناء الدورة، ويختلف شدته من امرأة لأخرى استنادًا إلى عدة عوامل. ويتسبب هذا النوع من المغص بانقباضات شديدة في الرحم نتيجة إفراز مادة البروستاجلاندين التي تُحفز انقباضات الرحم للتخلص من بطانة الرحم.
- مغص الحمل قد يحدث نتيجة الوقوف لفترات طويلة، أو من خلال السعال والعطس والضحك، حيث يؤدي ذلك إلى ضغط على منطقة البطن، مما يزيد من الضغط على الرحم وانقباضاته. ويعتبر الأطباء أن المغص في الأشهر الأولى من الحمل علامة على زيادة حجم الرحم استعدادًا لنمو الجنين.
عادةً ما يتسم مغص الحمل بألم خفيف في منطقة الحوض وأسفل البطن، ويكون نادر الحدوث ولا يستمر لفترات طويلة. مقارنةً بمغص الدورة الشهرية الذي يتميز بشدة أكبر وقد يمتد ليوم أو يومين قبل بدء الدورة، حيث يتسم بإشارات حادة عند بدايتها. وفي بعض الأحيان، يستمر الألم لمدة تصل إلى ثلاثة أيام بعد بدء الدورة، مما يجعل مجموع فترة الألم تصل إلى خمسة أيام متكاملة.
أنواع مغص الحمل الطبيعي
تتعدد أنواع مغص الحمل تبعًا للعديد من العوامل والتوقيت، مثل مغص الانغراس ومغص الأشهر الثلاثة الأولى. وفيما يلي تفاصيل كل منهما:
- مغص الانغماس: يحدث في المرحلة المبكرة من الحمل عندما تبدأ البويضة الملقحة في الالتصاق ببطانة الرحم. يظهر هذا النوع من المغص في الوقت الذي كان معتادًا أن تكون عليه الدورة الشهرية، ولكنه يكون أقل حدة ويشعر به في الجزء السفلي من البطن، وغالبًا ما يصاحبه نزول قطرات قليلة من الدم.
- مغص الأشهر الثلاثة الأولى: هذا النوع ناتج عن تمدد الرحم والعضلات الداعمة له استعدادًا لنمو الجنين. تتسبب هذه التغييرات في ظهور نوبات مغص خفيفة وغير مستمرة، والتي قد تزداد مع النشاطات التي تزيد الضغط على منطقة البطن، مثل العطس والسعال وتغيير الوضعية.
نصائح لتخفيف المغص أثناء الحمل
هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الحوامل على الشعور بالراحة وتخفيف المغص وألم البطن، ومنها:
- محاولة الاسترخاء.
- استخدام قربة ماء دافئ ووضعها على منطقة الألم مع رفع القدمين قليلًا.
- تناول وضعية الجلوس لفترة قصيرة.
- أخذ حمام دافئ.
نصائح وقائية لتقليل مغص بداية الحمل
يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية للحد من حالات المغص أثناء الحمل، منها:
- تجنب تناول الوجبات الدسمة والفوز بوجبات صغيرة متكررة.
- زيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالألياف.
- الإكثار من شرب السوائل والماء.
- الحفاظ على ممارسة التمارين الرياضية المناسبة.
- تحقيق قدر كافٍ من الراحة والنوم يوميًا.
- تفريغ المثانة بانتظام على مدار اليوم.
الحالات التي تتطلب استشارة الطبيب
على الرغم من أن المغص أثناء الحمل يُعتبر أمرًا طبيعيًّا لا يستدعي القلق، إلا أنه في حالات معينة يجب مراجعة الطبيب، وذلك إذا صاحب المغص أحد الأمور التالية:
- حدوث انقباضات تتجاوز الأربع انقباضات في الساعة لمدة ساعتين.
- حدوث نزيف أو ظهور بقع دموية.
- الشعور بالألم والحرقة عند التبول، أو عند وجود دم في البول، مما يُشير إلى احتمالية وجود التهابات.
- ظهور انتفاخات وتورمات في اليدين أو القدمين أو الوجه.
- إذا كان الألم شديدًا ومستمرًا لفترات طويلة ولا يزول بالراحة.
- الإصابة بالغثيان والقيء جنباً إلى جنب مع المغص.
- إذا صاحب المغص حرارة أو قشعريرة.
- حدوث اضطرابات في الرؤية وصداع شديد.
في ختام المقال، تم تقديم إجابة شاملة حول كيفية تحديد مغص بداية الحمل، وتوضيح الفروق بين مغص الحمل ودورة الطمث، بالإضافة إلى توضيح أنواع مغص الحمل الطبيعي والحالات التي تستدعي زيارة الطبيب.