المبيدات الحشرية
إن استخدام المبيدات الحشرية يمكن أن ينجم عنه العديد من الأضرار التي تؤثر على الإنسان، والحيوان، والنبات، والتربة، والمياه، سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة. وقد تساهم هذه المواد في الإصابة بعدد من الأمراض، خصوصا تلك المتعلقة بالجهاز التنفسي والجهاز الهضمي. سنستعرض في هذه المقالة الأضرار المرتبطة باستخدام المبيدات الحشرية وتأثيرها على الإنسان، التربة، والمياه.
تأثير المبيدات على الإنسان
- تدخل المبيدات إلى جسم الإنسان عبر الهواء على شكل غازات يتم استنشاقها. يعتمد تأثير هذه الغازات الضارة على تركيبها الكيميائي. فعلى سبيل المثال، الغازات القابلة للذوبان في الماء تتسبب في الإصابة بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي نتيجة ذوبانها في السائل المخاطي الموجود في الجزء العلوي من الجهاز. بينما الغازات غير القابلة للذوبان يمكن أن تؤدي إلى التهابات رئوية، وقد تتطور الحالة إلى ارتشاح أو تليّف رئوي في مراحل متقدمة. أما الغازات القابلة للذوبان في الدهون فقد تؤثر سلبا على الكلى والكبد. ومن الجوانب الخطيرة المتعلقة بالمبيدات دخول أبخرة هذه المواد إلى الجهاز الهضمي عبر البلغم، مما قد يسبب الإصابة بمرض الدرن.
- يمكن أن تتسلل المبيدات السامة إلى الجلد عن طريق التلامس المباشر، أو يمكن تناولها من خلال الفواكه والخضار التي تحتوي على آثار من السموم، مما يؤدي إلى دخولها إلى مجرى الدم والتأثير على مختلف أعضاء الجسم، وهكذا قد تتسبب في أمراض خطيرة مثل السرطانات. كما أظهرت بعض الدراسات أن المبيدات قد تؤدي إلى ضعف القدرة الجنسية والعقم. الوضع لا يقل خطورة على النساء الحوامل، حيث يمكن أن تنتقل هذه السموم من الأم إلى الجنين عبر المشيمة، مما يزيد من احتمال حدوث تشوهات خطيرة للجنين.
تأثير المبيدات على المياه
يساهم استخدام المبيدات الحشرية في تلوث مصادر المياه بطرق عدة، منها رشّ أسطح مائية تعيش بها حشرات ضارة، أو ذوبان بقايا المبيدات من التربة الزراعية عن طريق مياه الأمطار والري. في بعض الحالات، قد تعلق جزيئات المبيد في الهواء وعند هطول الأمطار تتلوث به المياه، أو قد يحدث تلوث من خلال إلقاء مخلفات مصانع المبيدات في الأنهار أو البحار. مما يؤدي إلى تعرض الكائنات البحرية، مثل الأسماك، لهذه المواد السامة، وبالتالي قد يتعرض الإنسان لمخاطر صحية عند تناول هذه الكائنات الملوثة.
تأثير المبيدات على التربة
تحتوي التربة على العديد من الكائنات الحية المفيدة، مثل دودة الأرض التي تقوم بتهوية التربة. زيادة تركيز المبيدات الحشرية في التربة نتيجة رشّ الأشجار والمحاصيل قد يؤدي إلى قتل هذه الكائنات وإحداث خلل في التنوع البيولوجي. علاوة على ذلك، تتحول معظم المبيدات، خاصةً مجموعة الكربيات، إلى مركبات تعرف باسم “النيتروزأمين” في التربة، وتعتبر هذه المركبات مواد مسرطنة تمتصها النباتات. إذا تناول الإنسان أو الحيوان هذه النباتات الملوثة، فإن ذلك قد يؤدي إلى انتقال المواد المسرطنة إلى كائنات حية أخرى.