يعاني الكثيرون من الشعور بالخمول خلال شهر رمضان، وخصوصًا بعد الإفطار عندما يتغلب علينا الشعور بالنعاس. لذا، يتبادر إلى الذهن السؤال: لماذا نشعر بالنعاس بعد الإفطار خلال هذا الشهر؟ يُعد صيام رمضان فرصة تدريبية لتعزيز قدرة النفس على التحمل وفقدان ما تتمناه لفترة معينة، ومن خلال هذا المقال، سنستعرض تفسيرًا علميًا لمثل هذا الشعور ونقدم نصائح للتغلب عليه.
أسباب الشعور بالنعاس بعد الإفطار في رمضان
أوضح عدد من الخبراء أن سبب الشعور بالخمول والنعاس بعد تناول وجبة الإفطار يعود إلى احتياج الأمعاء لكمية كبيرة من الدم لدعم عملية الهضم. ويُعتبر الشعور بالنعاس بعد تناول الطعام أمرًا طبيعيًا ولا يستدعي القلق في كثير من الأحيان.
تعد وجبة الإفطار المفاجئة والكبيرة سببًا لزيادة سرعة عملية الهضم بشكل ملحوظ، ما يؤدي إلى تحويل كمية كبيرة من الدم إلى الأمعاء، الأمر الذي يقلل من تدفق الدم إلى مناطق أخرى من الجسم، بما في ذلك الدماغ، مما يساهم في الشعور بالرغبة في النوم.
تفسير الرغبة في النوم بعد الإفطار في رمضان
تشير تقارير Medical News Today إلى أن الإرهاق الناتج عن تناول الطعام يعود إلى زيادة إنتاج الجسم للسيروتونين، وهو ناقل عصبي يدعم الشعور بالنعاس. وتحتوي الأطعمة عالية البروتين على الحمض الأميني التربتوفان، الذي يسهم في إنتاج السيروتونين. كما أن الكربوهيدرات تسهل عملية امتصاص التريبتوفان، مما قد يؤدي إلى شعور بالنعاس بعد تناول وجبة غنية بالبروتينات والكربوهيدرات.
كما ذكر موقع هيلث لاين الأمريكي أن الشعور الدائم بالنعاس أو الإرهاق بعد الأكل قد يدل على وجود مشكلات صحية أخرى، مثل السكري، فقر الدم، مشاكل الغدة الدرقية، أو الحساسية تجاه بعض الأطعمة.
فيما يلي بعض الاقتراحات لتعزيز الطاقة وتقليل الشعور بالنعاس بعد الإفطار.
1 – تجنب بعض الأطعمة
يوصي خبراء التغذية بتجنب الأطعمة الغنية بالسكريات والكربوهيدرات البسيطة، مثل عصائر الفاكهة، والأرز، والمعكرونة، والخبز الأبيض، حيث تساهم هذه العناصر في زيادة مستويات الأنسولين في الدم.
2 – اكسر صيامك بوجبة صحية
يوصي متخصصون ببدء الإفطار بتناول التمر وكوب من الماء قبل أداء صلاة المغرب، ثم تناول وجبة خفيفة مثل الحساء، حيث تساهم هذه العادات في تقليل الشعور بالتعب.
3 – اتبع قاعدة الطبق المتوازن
ينصح خبراء التغذية بتوازن نسب البروتينات والكربوهيدرات، والاستهلاك الجيد للسلطات الغنية بالفيتامينات والمعادن لتعويض الجسم عن العناصر المفقودة أثناء الصيام، مما يسهل أيضًا التحكم في كمية الكربوهيدرات المستهلكة.
من المفضل استخدام قاعدة “تقسيم الطبق”، بحيث يحتوي نصفه على الخضار أو السلطة، بينما ينقسم النصف الآخر إلى نصفين للبروتين والكربوهيدرات الصحية مثل البرغل أو الخبز الأسمر.
4 – تنظيم تناول المنبهات
يشدد الخبراء على أهمية تأجيل شرب المنبهات كالقهة والشاي بعد الإفطار بمدة لا تقل عن ساعة، لتجنب المساهمة في فقر الدم بسبب عدم امتصاص الحديد بشكل كامل.
5 – تناول الطعام على مراحل
يُوصى بتأجيل تناول الوجبة الرئيسية بعد الإفطار بفترة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة، لمنح الجسم فرصة لبدء عملية امتصاص العناصر الغذائية بشكل فعال.
6 – الحصول على قسط كافٍ من النوم
تساهم الراحة التي يشعر بها الجسم بعد تناول الطعام، مع قلة النوم في الليلة السابقة، في زيادة الشعور بالنعاس. لذا، يُنصح بتنظيم مواعيد النوم ودمج التمارين الرياضية اليومية.
7 – الاهتمام بالنشاط البدني
تساعد ممارسة الرياضة على تحسين نوعية النوم ورفع مستويات الطاقة خلال اليوم، مما يقلل من احتمالية الشعور بالنعاس بعد تناول الأطعمة.
في ختام مقالنا، قدمنا تفسيرات علمية وراء الشعور بالخمول والنعاس بعد الإفطار خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى عدد من النصائح الصحية التي يمكن اتباعها لتقليل هذا الشعور وزيادة النشاط خلال الشهر الفضيل. نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم مصادر هذا الشهر المبارك.