ظاهرة مرج البحرين
نبدأ حديثنا بقول الله سبحانه وتعالى: (مرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ) من سورة الرحمن. وقد أجرى العديد من العلماء أبحاثًا ودراسات متعمقة لفهم كيفية حدوث هذه الظاهرة الإعجازية.
أظهرت النتائج أن مرج البحرين يحدث بلا اختلاط بين المياه نتيجة اختلاف كثافتها. هناك عدة مواقع حول العالم تشهد ظاهرة مرج البحرين، ومن أبرزها:
- تحدث ظاهرة مرج البحرين بين نهر المسيسيبي وخليج المكسيك.
- كما تقع ظاهرة التقاء بين خليج سلطنة عمان ومياه الخليج العربي.
- يلتقي مياه البحر الأبيض المتوسط مع مياه نهر النيل. رغم أن مياه نهر النيل عذبة بينما مياه البحر الأبيض المتوسط مالحة.
- تحدث ظاهرة مرج البحرين أيضًا بين مياه نهر سوليموس ونهر ريو نيجرو.
- تلتقي مياه البحر الأبيض المتوسط ذات الملوحة العالية بمياه المحيط الأطلسي الأقل ملوحة.
تابع أيضًا:
البرزخ
- البرزخ هو الحد الفاصل بين المياه العذبة والمالحة، وقد أطلق عليه العلماء اسم “الجبهة” نظراً لوظيفته المشابهة للجيش في الفصل والحد بين الأنواع.
- يساهم البرزخ في تنظيم العوامل مثل الكثافة والملوحة ودرجات حرارة المياه، وكذلك الكائنات الحية الموجودة فيها. ومن أبرز وظائف البرزخ هو تسهيل ذوبان الأكسجين في المياه دون حدوث أي اختلاط بين البحرين.
السبب وراء عدم اختلاط المياه
في هذه الفقرة، سنتناول الأسباب الكامنة وراء عدم اختلاط مياه البحر والنهر:
أجرى ملايين العلماء دراسات مكثفة لتحليل ظاهرة عدم اختلاط المياه العذبة مع المياه المالحة، حيث يلعب البرزخ أو المصب الموجود في المنتصف دورًا حاسمًا في منع اختلاط الكائنات الحية تماماً.
ومن المثير أن حتى في حالات المد والجزر، لا يحدث أي اختلاط بينهما. ومع ذلك، يمكن أن يحدث تداخل بسيط خلال الفيضانات حيث تنتقل جزيئات من المياه العذبة إلى المياه المالحة، لكن كلاهما يحتفظ بخصائصه المستقلة. لذا، يُعتبر هذا العامل هو الأكثر أهمية في تفسير عدم الاختلاط.
التفسير الديني لظاهرة مرج البحرين
يتجلى التفسير الديني لظاهرة مرج البحرين في قوله تعالى في سورة الرحمن: (مرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغَيَانِ). توضح هذه الظاهرة قدرة الله وعظمته، إذ يكمن في ذلك وجود مياه بجانب بعضها البعض من دون أن تمتزج، مع احتفاظ كل منها بكثافتها وحجمها ولونها المميز.
ومن أبرز الأمثلة الواقعية على هذه الظاهرة، نجد انفصال مياه البحر الأحمر عن مياه المحيط الأطلسي، حيث تتمتع كل نوع منهما بخصائص مختلفة تماماً.