يعتبر إعراب أشباه الجمل من أهم الموضوعات في النحو العربي، حيث يعرف شبه الجملة بأنه ظرف أو جار ومجرور مرتبط بالفعل أو الاسم. وتعود تسميته بهذا الاسم لأن تركيب هذا النوع يتألف من كلمتين أو أكثر، مما يجعله ليس كلمة واحدة ولا جملة كاملة في دلالته ومعناه.
يُشار إلى أن أشباه الجمل، غالباً ما تعكس معاني الزمان أو المكان. ويعتبر النحويون أن استخدام شبه الجملة يمكن أن يكون بدلًا عن الجملة في بعض السياقات.
إعراب أشباه الجمل
- قبل التطرق إلى بناء شبه الجملة، من المهم توضيح مفهوم التعلق، الذي يرتبط بشبه الجملة سواء كان ظرفيًا أم جار ومجرور.
- أطلق النحويون مسمى “التعلق” على الجار والمجرور والظرف. ويعود تفسير هذا المسمى إلى عدة أسباب، منها:
- إنها تنقل معنى ثانويًا ولا تحمل دلالة مستقلة في الكلام، كأنها تعبر عن جملة ناقصة.
- تكون بمثابة تمثيل للجملة من حيث الحكم والنقل للضمير المتعلق بها.
معنى التعلق في قواعد اللغة العربية
- لا تستطيع شبه الجملة أن تعبر عن معنى ملموس دون أن تكون متعلقة باسم أو فعل مؤكد.
- لذا، يعتبر التعلق أمرًا ضروريًا للنحويين، تمامًا كما يتميز الظرف والجار والمجرور بقدرتهم على إضفاء معنى إضافي يكمل المعنى الذي تحمله الكلمة، سواء كانت اسمًا أو فعلًا.
- وبذلك يكون التعلق وسيلة للانتقال من الفعل أو ما يشابهه إلى المعنى المقصود بشبه الجملة.
- عند قولنا: “سافر زيد”؛ نجد أن العبارة تحمل دلالة واضحة على سفر زيد.
- لكن عند قولنا: “زيد سافر يوم الجمعة”، يظهر أن حدث السفر وقع في يوم الجمعة، مما يُشير إلى ضرورة الظرف لإيضاح معنى فرعي متعلق بالفعل، والذي يمكن تجاهله إذا كانت الجملة تحتوي على معاني أُخرى.
إعراب شبه الجملة الظرفية
- يبرز الظرف كظرف مكان عندما تحدد المكان الذي يقع فيه الفعل، كما في جملة: “وضعت الكتاب فوق الطاولة”.
- أو كظرف زمان، كما في: “يفطر الصائم بعد المغرب”.
يمكنكم الاطلاع على:
تعرب شبه الجملة الظرفية
- في عبارة “وضعتُ الطبق فوق السفرة”، يتم إعراب “وضعت” كفعل ماضٍ مبني على السكون لتصله بتاء الفاعل.
- أما “التاء” فهي ضمير متصل مبني على الضم ومحلها رفع فاعل، و”الكتاب” تعرب كمفعول به منصوب وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على الآخر.
- فيما يتعلق بـ “فوق”، تعرب كظرف مكان منصوب وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
- و”الطاولة” تعرب مضافًا إليه مجرورًا وعلامة جره الكسرة الظاهرة، بينما شبه الجملة الظرفية تتعلق جميعها بالفعل “وضع”.
- في عبارة “أفطر بعد المغرب”، يتم إعراب “أفطر” كفعل ماضٍ مبني على الفتح و”على” كفاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- أما “بعد” فتعرب كظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، “المغرب” مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وشبه الجملة الظرفية كلها تتعلق بالفعل “أفطر”.
- في عبارة “كانت إذاعة المدرسة يوم الخميس”، يُعرّف “كانت” كفعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح، و”التاء” ضمير متصل مبني على السكون ولا محل له من الإعراب، بينما “إذاعة” تعرب كاسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهي مضاف.
- أما “المدرسة” تعرب مضافًا إليه مجرورًا وعلامة جره الكسرة، و”يوم” تعرب كظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهي مضاف إليه.
- و”الخميس” تعرب كمضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهنا يكون شبه الجملة الظرفية متعلقًا كليًا بخبر كان المحذوف تقديره “كائن”.
إعراب شبه الجملة الجار والمجرور
- تتعدد حروف الجر وتختلف معانيها حسب السياق، وتعتمد على سحب الأسماء إما بحركة ظاهرة أو مقدرة.
- تُعرف حروف الجر بأنها بنائية، ويجب أن تظهر الجملة للجملة المعنية لإكمال المعنى، حيث يكون الفهم غامضًا في حال عدم وجودها.
كما أدعوكم للاطلاع على:
أمثلة على إعراب شبه الجملة الجار والمجرور
- في جملة “رجع عمرو من سفره”، تُعرّف “رجع” كفعل ماضٍ مبني على الفتح، و”عمرو” فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، أما “من” فتعرب كحرف جر مبني على السكون ولا محل له من الإعراب.
- كما أن “سفره” اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، و”الهاء” تعرب كضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة الجار والمجرور تتعلق بالفعل “رجع”.
- في جملة “زار المعلم الطالب في المشفى”، تُعرّف “زار” كفعل ماضٍ مبني على الفتح، و”المعلم” فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- أما “الطالب” فهي مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة بينما “في” تُعرب كحرف جر مبني على السكون ولا محل له من الإعراب.
- و”المشفى” هي اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة المقدرة، وشبه الجملة الجار والمجرور تتعلق جميعها بالفعل “زار”.
لا تفوتوا قراءة: